الرئيسية ثقافة تاريخ

عن عمر يناهز 87 عاما

رحيل المجاهدة ايفلين لافاليت سفير


moudjahida.[1]

26 أفريل 2014 | 15:56:08
shadow


الكاتب :


 
moudjahida.[1]
 
 
ووري التراب، زوال اليوم بالمقبرة المسيحية بصالومبيي بالجزائر العاصمة، جثمان الفقيدة ايلفين لافاليت سفير، التي ، بمقر سكناها بالمدية. وحضر مراسيم الدفن عدد من الشخصيات الوطنية، على غرار رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك.
ولدت ايفلين سنة 1927 بالرويبة، بالقرب من الجزائر العاصمة، وهي سليلة عائلة من الأقدام السوداء، استقرت بالجزائر منذ جيلين، رفضت الانصياع وراء أوهام وأفكار المنظومة الكولونيالية المتعالية والمتعجرفة، والتي تسميها بتجاوزات غير إنسانية. شاركت ايفلين لافاليت سفير، وهي زوجة الصحفي عبد القادر سفير، في الثورة، قادمة من الجهة الأخرى، من جهة الأقدام السود التي تنتمي إليها عائلتها التي استقرت في الجزائر على مدى جيلين، ورفضت مغادرة البلد مع بني جلدتها، مفضلة الاستقرار في البلد الذي شهد مولدها. .
 كانت تعيش قبل رحيل زوجها الصحفي القدير عبد القادر سفير، الذي رحل يوم 13 جانفي 1993، في منزل على هضبة صغيرة ناحية "بن شيكاو"، لكنها سرعان ما تخلت عن هذا البيت، أين قضت سنوات طويلة رفقة زوجها، وفضلت الاستقرار في المدينة. ومن هنا كان زوجها عبد القادر يكتب مقالاته في التسعينات، ويعطيها تسمية "رسائل بن شيكاو"، التي أعادته للكتابة الصحفية بعد أن انقطع عنها لسنوات طويلة.
في الأربعينيات عملت كمدرّسة بالقصبة السفلى. وفي تلك المرحلة لم تكن الطائفتان المسلمة والأوروبية تلتقيان. وكتبت في مذكراتها الصادرة عن منشورات "البرزخ" بعنوان "فقط كجزائرية :" أن النظام الكولونيالي اتسم بانعدام المساواة والعنف والعنصرية والابتعاد عن القيم الإنسانية. وكل هذه المظاهر كانت تشكل يوميات "الأنديجان" في المدرسة أو في العمل". لكن هذا لم يمنع بعض الأوروبيين، تضيف السيدة ايفلين، من الالتفاف في جمعيات كانت تسعى لإيصال التعليم للأطفال الجزائريين المحرومين منه. لقد كانت شاهدة على أهم التحولات التي حصلت عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي مكّنتها من الانغماس في العمل الجمعوي، بالأخص بعد منح النساء حق الانتخاب. وأشارت إلى جمعية "الشباب الجزائري من أجل الحركة الاجتماعية"، التي كانت عضوا فاعلا فيها. هذا المد الأوروبي في اتجاه الأهالي، من قِبل النخبة الأوروبية، أدى إلى ميلاد مجلة "الوعي المغاربي" الشهيرة، التي أسسها أندري ماندوز، وكانت السيدة ايفلين إحدى المساهمات في توزيعها. وهذه المجلة هي التي مكّنتها من التقرب من بن يوسف بن خدة، وبالتالي من الحركة الوطنية والثورية الجزائرية. وقالت: "بعد زلزال مدينة "أورليانس فيل"، اكتشف مأساة الأهالي". وبعد فترة وجيزة اكتشفت بيان أول نوفمبر، وقمت بتبني أفكاره"، فانضمت لجبهة التحرير الوطني، وعقب الاستقلال فضلت الاستقرار في الجزائر، ولم تغادر إلى فرنسا مثل باقي الأقدام السوداء.
ياسين مراد


مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق