من أجل "ديمقراطية أدبية عربية"
بقلم Ù„Øسن العسبي
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ ذكرى مرور 100 سنة على صدور أول رواية أدبية ÙÙŠ العالم العربي، هي رواية "زينب" للأديب ورجل القانون المصري Ù…Øمد Øسين هيكل، المتوÙÙ‰ سنة 1956ØŒ والتي صدرت سنة 1914ØŒ إلى Ø·Ø±Ø Ø³Ø¤Ø§Ù„ مركزي Øول ما هي خريطة الأدب الجديدة ÙÙŠ دنيا العرب؟. كونه واØدا من الأسئلة التي تÙرض Ù†Ùسها اليوم على مشهد الإنتاج الأدبي بعالمنا العربي، ÙÙŠ بداية القرن 21. لأن التØولات التي تØققت على مستوى الإبداعية�مØت ببروز تيارات جديدة، لا تكرر بالضرورة تجربة جيل بدايات القرن 20ØŒ وما تلاها من ابتكارات أدبية سواء على مستوى الشعر أو الرواية أو النقد. لأنه بعد تجربة مجموعة أبولو المهجرية، وتجربة أدب الرØلة إلى باريس ولندن، وبعد تجربة القصيدة الØرة، والنقد الأدبي السجالي الجديد بالقاهرة (خاصة مدرسة طه Øسين ومصطÙÙ‰ العقاد ومØمد معقاد ومØمد منذور)ØŒ أصبØنا منذ عقدين من الزمن أمام ظواهر أدبية عربية جغراÙيا ورؤيويا، تختل٠عن كل ما تراكم خلال المئة سنة الماضية.
وأذكر ÙÙŠ هذا الباب، نقاشا Øاميا كان قد جمعني ببيروت ÙÙŠ اجتماع رسمي لليونيسكو لاختيار 24 عنوانا أدبيا ضمن مشروع "جريدة ÙÙŠ كتاب" الذي كان قد Øقق انتشارا واسعا لعدد من النصوص الإبداعية العربية بلغ 3 ملايين نسخة ÙÙŠ الشهر لكل نص منها. وهو الاجتماع الذي ترأسه الشاعر العربي الكبير أدونيس، Øين عبرت عن امتعاضي من الاكتÙاء باختيار اسمين Ùقط من الأسماء الأدبية المغاربية. لأنه قدمت، بتنسيق مع الشاعر المغربي Ù…Øمد بنيس، الذي غادر Øينها بعد الجلسة الاÙتتاØية إلى نيويورك، Ù„Øضور أول اØتÙال كوني بالأمم المتØدة باليوم العالمي للشعر، الذي قرره المنتظم الدولي يوم 21 مارس من كل سنة، استجابة لطلب مغربي رسمي تقدم به Øينها "بيت الشعر المغربي" ودعمته الØكومة ÙÙŠ شخص وزير الثقاÙØ© Ù…Øمد الأشعري والوزير الأول عبد الرØمان اليوسÙÙŠ. أقول قدمت لائØØ© بأسماء مغاربية اعتبارا لغياب الإخوة من الجزائر وتونس وليبيا، Ùيما طلب منا ممثل موريتانيا أن ندعم ديوان الشعر الموريتاني. كانت Ù…Ùاجأتي كبيرة، Øين تطوع الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، بصÙته الجهة المØتضنة ببيروت، كونه مدير مكتب اليونيسكو بها، للرد على استغرابي Ù…Ù†Ø 9 أسماء لمصر ضمن 24 اسما المختارة، والاكتÙاء باسمين Ùقط لكل المغرب العربي. مؤكدا له أن روØية مبادرة اليونيسكو كامنة ÙÙŠ Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ùرصة لأسماء عربية لا تتوÙر لها إمكانيات الوصول إلى القارئ العربي، وأن للإبداعية المصرية شبكة تواصل هائلة تمكنها من الوصول بيسر.
كان رد الشاعر شوقي عبد الأمير، أن السر ÙÙŠ اختيار كل تلك الأسماء المصرية، راجع إلى أن بلاد النيل ظاهرة أدبية. Ùكان ردي عليه هو التساؤل: بأية مقاييس؟. نعم مصر كانت ظاهرة أدبية ÙÙŠ Ùترة زمنية سابقة، زمن ÙطاØلتها الكبار، الذين أنتجوا نظرية أدبية متكاملة، وصنعوا مجدا عربيا وليس مصريا Ùقط، أما الØال منذ نهاية الثمانينات، هو أن مصر قد دخلت مرØلة كمون أدبي وأن ما يصدر من مطابعها لا يعدو أن يكون رجع صدى لمجد كان. وأن الظواهر الأدبية الجديدة توجد ÙÙŠ جغراÙيات عربية أخرى اليوم، ÙÙŠ الخليج (خاصة البØرين وسلطنة عمان والإمارات ثم السعودية لاØقا، خاصة أصواتها النسائية الأدبية)ØŒ وأن المغرب العربي كله يقدم Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ù‚ÙˆÙŠØ© جدا لظاهرة أدبية متمايزة مختلÙØ© عن كل السؤال الأدبي العربي المشرقي، اعتبارا لاختلاÙات ÙÙŠ الوعي بالذات ÙˆÙÙŠ الرؤية للآخر وللعالم. وأن لبنان ظاهرة أدبية (لأن ما أنتجه، ولا يزال ينتجه، جيل الروائي الشاب، ربيع جابر، أكبر عنوان على ذلك). بالتالي، Ùإن خريطة الإبداعية العربية قد تغيرت، وعلى رؤيتنا النقدية أن يطالها ذات التغيير ÙÙŠ الرؤية للواقعة الأدبية المنتجة بروØية جديدة مختلÙØ© عن كلاسيكيات الأدب العربي.
كان ذلك Ùرصة لتدخل أسماء عربية مشاركة وازنة دعمت Ùكرتي (مثل الشاعر الإماراتي ناصر الظاهري، والشاعر اللبناني عبده وازن، والناقدة اللبنانية يمنى العيد، وصاØب مجموعة صخر الكويتية رØمه الله)ØŒ مما جعل الشاعر أدونيس يقرر تأجيل الØسم ÙÙŠ الاختيار إلى ما بعد إعادة تقديم جدولة جديدة للاختيار، كانت نتيجتها أكثر إنصاÙا (Øيث انتقلت الأسماء المغاربية من اسمين إلى ستة أسماء ضمنها من المغرب الروائي Ù…Øمد زÙزا٠والمسرØÙŠ عبد الكريم برشيد ومن الجزائر الروائي واسيني الأعرج ومن تونس الشاعر منص٠المزغني ومن ليبيا الروائي إبراهيم الكوني ثم ديوان الشعر الموريتاني، وانتقلت الأسماء الخليجية من ثلاثة أسماء إلى ستة أسماء، وتقلص عدد الأسماء المصرية).
ما يهم ÙÙŠ هذه الواقعة، ليس تÙاصيلها بالضرورة، بل راهنية الرؤية إلى الواقعة الأدبية العربية برؤية جديدة مغايرة. ولعل ما أعاد إلي هذه التÙاصيل اليوم، قيمة الØضور المغربي والمغاربي ضمن جوائز روائية ذات قيمة عالمية عربيا، من قبيل جائزة البوكر الروائية (ثلاثة أسماء مغربية هذه السنة)ØŒ وجائزة الشيخ زايد الأدبية بالإمارات (4 أسماء أدبية مغربية). إضاÙØ© إلى Øضور أسماء عربية خليجية وشامية وازنة ÙÙŠ تلك الجوائز العالمية، مما يؤكد أن الذائقة الأدبية العربية طالتها تغييرات عدة، وأن Ùكرة المركز قد ولت وانتهت إلى الأبد، وأن كل بلاد العرب عواصم للإبداعية الواعدة اليوم. وهذا واØد من عناوين التØول ÙÙŠ صيرورة المجتمعات العربية، مثلما أنه العنوان على تØقق "ديمقراطية أدبية" أكبر وأرسخ.