الرئيسية سياسة هيئات رسمية

الرئيس يقسم لرابع مرة على احترام الدستور:

عندما يتحول 'صوته' الى الحدث


صورة عن أنصار الرئيس

28 أفريل 2014 | 17:07:52
shadow


الكاتب :


 

تابع اليوم الجزائريون مراسيم أداء اليمين الدستورية. و بعيدا عن خيول الاستعراض، تمثل الحدث في سماع صوت الرئيس، لمدة دقيقتين، و هو يقرأ  جزءا من خطاب، وزع كاملا على الإعلاميين.

الحدث الثاني، هو مقاطعة المعارضة لحفل القسم الدستوري. مما أنقص من جمالية صورة الاستعراض، و جعله غير مكتمل الأركان. حيث فضلت المعارضة متابعته قبالة الشاشة، لتقف مثل بقية الجزائريين على مستوى قوة نبرات صوت الرئيس، و على صحة الرئيس، و على قدرات الرئيس. فمنذ أن عاد بوتفليقة من مستشفى "لي  آنفاليد" الفرنسي، أصبح صوته هو الحدث. حتى أولئك المشككين بصحة الملف الطبي، المقدم الى رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، لم يعد لديهم ما يدفعهم الى التساؤل عن إمكانية رؤية الرئيس و هو يسير مجددا على قدميه. 

و ان تجاهلت السلطة غياب المعارضة، ففي قرارة نفسها تدرك رمزية الموقف. و تدرك مدى تأثير هذا الغياب على "أبهة" صورة تحلم بصناعتها في خيال الجزائريين. يدور موضوعها حوله فكرة، أن الحكم ممثلا في الرئيس بوتفليقة يحظى بسند حجمه من حجم فكرة وفاق وطني.

لقد شاهد الجزائريون و معهم العالم صورة رئيس مقعد، و هو يستعد لاستلام مهامه بشكل رسمي ،لمدة خمس أعوام أخرى. شاهدوا رئيسا جالسا يستلم مفاتيح الحكم لبداية العام السادس عشر من إدارة شؤون البلاد. وفي مثل هذه اللحظات، من الطبيعي التساؤل: هل الرئيس الذي تعب في قراءة مدتها دقيقتين لجزء من خطاب، قادر على العمل، وعلى التحكم في رغبات و منافسات محيطه، الذي ينتظر رجاله مكافأة، نظير وقفتهم من أجل العهدة الرابعة؟و نظير جهودهم في تمرير الاستمرار مغلفا بلفائف الاستقرار؟

كان رجال الرئيس، هم  أكثر من زين بحضوره قاعة الاحتفال بأداء اليمين على الدستور. عاد من كان في لندن. و عاد من كان في باريس. عادوا ليكونوا شهودا على اليمين. مؤكدين بحضورهم على تمسكهم بكامل البرنامج، بتفاصيله و بخطوطه العريضة المؤدية الى الاحتفاظ بالسلطة.

من دون شك، نعيش مشكلة تحديد معنى المفردات، و مقاصد كلمات. و مثلما فهمنا خطأ معنى "تسليم المشعل"، أو "التداول"، لم يحالفنا الحظ في فك "شيفرة طاب جنانو"، كرسالة قبل أن تكون كلمة من خطاب، قيل عشية حملة انتخابية باردة جدا، جاءت ببرلمان غريب الأطوار في تشكيلته.

و اليوم، فما مصير وعود حملة لم يكتب لها التفوق؟

كانت الجزائر تنتظر من رئاسيات 2014، أن تكون مناسبة للم أطراف وفاق وطني قطعت بين أواصره الفتن. و الصورة التي زفت الينا لحظات أداء اليمين، أبلغتنا بأن الحديث عن التقارب ما يزال بعيد المنال. فالوفاق لم يكن من المدعوين لحضور الحفل.

hakimbelbati@yahoo.fr

 صورة عن أنصار الرئيس



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق