وقال الأمين الفيدرالي إن القرار الخاص بدراسة رفع دعوى قضائية ضد السلطات المحلية لولاية غرادية، جاء بعد اقتناع عدم وجود حلول أخرى، لأن الحوار لم يجد نفعا ولم يثمر أي شيء.

وأضاف أن جولات الحوار التي قام بها الأعيان والوزير الأول من جهة والأعيان والسلطات المحلية من جهة أخرى، جميعها كللت بالفشل ولم تعط نتائج ملموسة. وواصل أن حتى الطابع الاحتجاجي لم يعد ينفع، واستدل بسقوط الضحية أوجانة حسين بعد أيام فقط من تنظيم وقفتين بكل من غرادية والعاصمة، عقبها سقوط ضحية أخرى.  

ويأتي هذا المسعى، حسب مصدرنا، بعد سقوط الضحية العاشرة على التوالي يوم الخميس، وتواصل المواجهات بين العرب والميزابيين بكل من حيّي "عين لوبو" و"بابا سعد" حتى الفجر من يوم الجمعة أي ليلة السبت، حيث لم تهدأ الأوضاع رغم تدخل قوات الأمن التي اضطرت إلى استعمال القنابل المسلية للدموع لتفرقة جموع المتظاهرين.

وأضاف الأمين الفيدرالي للحزب وأحد الشخصيات التي تتابع ملف الأزمة بولاية غرادية، أن التفكير في اللجوء للقضاء أصبح الحلّ الوحيد الآن بعد نفاد جميع الطرق التي سلكها ممثلو المجتمع الميزابي، حيث قال إن أعضاء التنسيقية جلسوا  إلى طاولة الحوار أكثر من مرة للوصول إلى حلول مقنعة وطي الأزمة، وأضاف "لكن، للأسف، لم نحصد سوى الضحايا والأموات وجميع الوعود التي قدمتها السلطات المحلية تبخرت كلية ولم يتحقق من الأمن أي شيء. لهذا، فإن الأفافاس يفكر بجدية في اللجوء للقضاء لوقف الموت بغرادية".

ونفى الأمين الفيدرالي للأفافاس أن تكون وفاة الضحية حادث مرور وإنما قال إنها عمل مدبر، وأضاف "لقد تم قصف سيارة الضحية بالحجارة ما تسبّب في فقدانه للتوازن واصطدامه بالعربة، ولهذا نحن نفسر الأمر على أساس أنه اغتيال وليس حادثا". وواصل "الضحية عوف أيضا تم تسجيله على أساس أن وفاته كانت حادث مرور، لكنه في نظرنا اغتيال، لهذا نحن مصممون على وقف هذا الأمر".

ويتوقع ممثل الأفافاس أن تكون الدعوى القضائية التي سترفع محركا جديدا للأوضاع وصمام أمان لنزيف الدماء والأرواح التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى منذ انطلاق الأحداث شهر ديسمبر الماضي.