الرئيسية ثقافة تاريخ

كان رمزا للهمجية والوحشية الاستعمارية الفرنسية

السلطات تحوّل سجن سركاجي إلى متحف للذاكرة الوطنية قريبا


13 جويلية 2014 | 16:09
shadow

سيتم قريبا غلق سجن سركاجي (برباروس سابقا) بأعالي الجزائر العاصمة وتحويله إلى متحف للذاكرة الوطنية وذلك بمجرد استلام سجن القليعة الجاري إنجازه حاليا.


الكاتب : يڨول


وأكد المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي، مختار فليون، في تصريحات صحفية، الأحد، أن أشغال إنجاز هذا السجن "تشهد تأخرا طفيفا " و لكن "سيتم استكماله في القريب العاجل".

وكان وزير العدل والأختام طيب لوح قد أعلن في شهر ديسمبر الفارط أن هذا السجن الذي كان مسرحا للقمع الاستعماري ضد الشعب الجزائري خلال حرب التحرير سيغلق و يحول إلى "متحف للذاكرة الوطنية ".

وكان أوضح خلال زيارة عمل لولاية تيبازة أن هذا السجن سيحول في غضون شهرين أو ثلاثة إلى متحف "للذاكرة الوطنية".

وصرح الوزير أن "سجن سركاجي سيغلق في غضون شهرين أو ثلاثة" مضيفا أن "الأمر يتعلق هنا بهدف استراتيجي مرتبط بالذاكرة الوطنية و بتاريخ الجزائر يقتضي أن تسخر السلطات العمومية كل الامكانيات قصد تحويله إلى متحف في أقرب الآجال".

وأوضح فليون أن سجن سركاجي "سيسلم لوزارة المجاهدين" التي قال إنها "عازمة على تحويله إلى متحف".

وارتبط اسم سجن سركاجي بأبشع ممارسات التعذيب وتنفيذ أحكام الإعدام اللاإنسانية ضد المجاهدين بالمقصلة، حيث احتضن المئات من المناضلين أو "الخاوة" كما كان يطلق عليهم الذين زج بهم في زنزاناته المظلمة والباردة قبل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم.

ومن بين هؤلاء احمد زبانة وعبد القادر فراج، اللذين أعدما في عز الشباب وفي نفس اليوم بتاريخ 19 جوان 1956 أو فرناند ايفتون الذي أعدم يوم 13 فيفري 1957.

وقام الجيش الفرنسي الذي كان يحكم الجزائر بيد من حديد بإعدام ما لا يقل عن 58 مناضلا في سبيل القضية الوطنية من بينهم سعيد تواتي وبوعلام رحال وطالب عبد الرحمن في ساحة هذا السجن التي كانت تشهد هتافات "تحيا الجزاير"، التي كانت تنبعث من حناجر المجاهدين من داخل الزنزانات كلما نفذ حكم الإعدام في أحد منهم.

وتذكر السيدة ز.أوكرين إحدى القاطنات بحي القصبة أن السجن كان "مكانا مروعا"، حيث كان "زبانة أول من نفذ فيه حكم الإعدام وكان هذا التنفيذ في غاية البشاعة حيث "أعدم ثلاث مرات".

وقالت في هذا السياق "أذكر جيدا أن هذا التنفيذ كان بشعا، حيث بقي زبانة حيا بعد محاولتين قبل أن يستشهد في المحاولة الثالثة".

ويعود تاريخ بناء سجن سركاجي أو "بربروس" خلال الحقبة الاستعمارية نسبة إلى إسم بابا عروج الذي استولى رفقة أخويه خير الدين و عيسى على مدينة الجزائر لحمايتها من مطامع شارل كانت إلى سنة 1856 على أنقاض إحدى الحصون بالقرب من قلاع القصبة العليا التي تطل على البحر و خليج ماتيفو.

ومن بين مناضلي القضية الوطنية الذين مروا من هذا السجن مفدي زكريا الذي كتب قصيدة "من جبالنا" التي كانت النشيد الوطني للجزائر المكافحة.

كما مر من زنزانات هذا السجن هنري علاق و جميلة بوحيرد و رابح بيطاط و آن شتينر و زهرة ظريف و بن يوسف بن خدة و عبان رمضان والمئات من "الخاوة".

وغداة الاستقلال اقترح الرئيس الراحل أحمد بن بلة تحويل السجن إلى متحف لوجود العديد من الكتابات التي تركها شهداء الثورة على الجدران. وتم بالفعل غلق السجن لمدة قصيرة و صنف معلما تاريخيا كشاهد على القمع الاستعماري إلى أنه أعيد فتحه سنة 1965 لتعاد تسميته سجن سركاجي.

وستكون سنة 2014 سنة تحويل سجن سركاجي إلى متحف "للذاكرة الوطنية" كما سيكون هذا المعلم شاهدا تاريخيا على تاريخ الحرب التحريرية.



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق