الرئيسية سياسة كل الأحداث

ال'دي ار اس' ما زال صانع الرؤساء: بن فليس يكسب معركة الحملة الانتخابية


bflis

14 أفريل 2014 | 14:22:43
shadow


الكاتب :


bflis

إختتمت أمس الحملة الانتخابية للرئاسيات الفريدة من نوعها في تاريخ الجزائر المستقلة. هي فريدو من نوعها كون المرشح، صاحب السلطة يشتكي من التجاوزات وأنصاره عجزوا عن ملأ قاعات التجمعات وتعرضوا للطرد من عدة ولايات

وضعية بوتفليقة بعد اختتام الحملة الانتخابية تشبه إلى حد بعيد وضعية الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الذي واجه جبهة رفض قوية طيلة حملته الانتخابية، ما جعله يسابق الزمن من أجل استدراك ما ضاع منه طيلة خمس سنوات من الحكم. لكن في الجزائر القواعد الانتخابية تختلف وشعبية الرئيس او المرشح ليست هي المحددة لنتائج الانتخابات وبوتفليقة يعلم أين الخلل ويعرف إلى من يتوجه لاستدراك ما ضاع منه.

الأيام الفاصلة بين إختتام الحملة وموعد الاقتراع إذن ستكون فاصلة والرئيس المترشح عليه أن يعيد حساباته بعدما تأكد من أنه غير قادر على حسم نتائج الانتخابات من دون الآلة الانتخابية لجهاز الاستخبارات الذي يصفه السياسيون والمتتبعون عندنا ب"أكبر حزب" في الجزائر. لكن الطريق الذي سلكه لحد الساعة هو طريق التهديد الذي بدأ به حملته قبل إعلان الترشح. وعندما ينشر صحفي فرنسي على موقعه الشخصي في الأنترنيت رواية تفصيلية عن حياة الجنرال محمد مدين، فهذا يحسب على الرئيس تماما مثلما تحسب الأهداف التي تسجل في كرة القدم في شباك فريق سواء كان المسجل هو لاعب من الفريق الخصم أو ممن يصارعون في الميدان للدفاع على مرماهم.

من الواضح الآن أن بوتفليقة لا يستطيع أن يستغني على ال"دي ار اس" إذا أراد الفوز بالعهدة الرابعة ومن الواضح أيضا أن أي انزلاق يقع يوم الخميس أو بعده سيكون المسؤول هو بوتفليقة المتشبث بالحكم وليس منافسه الذي اشتكاه عند وزير الخارجية الفرنسي. بقي أن نعرف حقيقة ما يفرق بين الرئيس وال"دي ار اس": هل المشكلة عند مسؤولي هذا الجهاز هي العهدة الرابعة في حد ذاتها؟ وفي هذه الحالة سيضطر بوتفليقة لرمي المنشفة مهما فعل ومهما تمرد عن عرابيه منذ سنة 1999. وإذا إستمر عناد بوتفليقة في هذه الحالة دائما ف"إفشال الانتخابات" على حد تعبير سعيد سعدي أو "إلغاؤها" على حد تعبير مولود حمروش هو المخرج النهائي.

أما إذا كانت طبيعة الخلاف تتعلق بمابعد 17 أفريل، فبوتفليقة سيعود حتما إلى بيت الطاعة وسينفذ خارطة الطريق التي حددها له الجهاز في المستقبل، في حين سيكتشف بن فليس في اللحظة الأخيرة أن آلة ال"دي ار اس" غيرت موقعها ولن يستطيع حينها تنفيذ تهديداته بالخروج إلى الشارع "حفاظا على إستقرار الدولة" كما في 2004 تماما. وربما ال"دي ار اس" غختار نهائيا بن فليس وبوتفليقة كان مجرد ورقة لتعبيد الطريق المرادية أمامه...

وفي كل هذه الحالات النتيجة واحدة هي أن ال"دي ار اس" ما زال هو صانع الرؤساء في الجزائر.

م. إيوانوغان



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق