العربي وإشكال العلاقة مع الجسد
بقلم Øسن العسبي
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
مرة أخرى، نريد أن Ù†Ùكر ÙÙŠ منجز اللØظة العربية الإسلامية، كلØظة للتØول التاريخي، من خلال تأمل سؤال معرÙÙŠØŒ Ù…Ùروض أنه يشغل بال العربي، أو يجب أن تØوله العديد من الرواÙد التواصلية والÙكرية، إلى أن ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ù…Ø§ يشغل بال المواطنين العرب. وهو السؤال، الذي يمكن أن نصوغه، إجرائيا، كالآتي:هل يجب أن Ù†Ùكر، كعرب مسلمين، ÙÙŠ ذواتنا انطلاقا من واقعنا ومن بنية عقلنا العربي، أم يجب أن نكتÙÙŠ ونستكين إلى خدر التÙكير ÙÙŠ ذواتنا من خلال ما ÙŠÙكر الآخرون به، Ùينا؟.. بمعنى أوضØ: هل يجب أن Ù†Ùكر ÙÙŠ ذواتنا بأنÙسنا، أم يكÙينا أن ننجر إلى بنية وآلية تØليل وتÙكير الآخر Øولنا؟.. أو بصيغة ÙلسÙØ© تاريخ الأÙكار: هل Ù†ØÙ† ÙÙŠ Øاجة إلى عصر تنوير عربي إسلامي جديد، أم إن الثورة الÙكرية التنويرية الأوروبية المنجزة، والقارئة لنا اليوم بمرجعياتها المعرÙية الخاصة، كاÙية، ولسنا ÙÙŠ Øاجة سوى إلى Ù…Øاولة إسقاط خلاصاتها على واقعنا؟والجواب، المنطقي، الذي أقتنع به ØŒ مثل كثيرين ربما، هو: لا هذا ولا ذاك.. بل هما معا. أي Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ بلورة نظام معرÙØ© عربي جديد، ÙŠØµØ§Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ†Ù‡Ù…Ø§ معا. لأنه ÙÙŠ مكان ما، Ùإن مما يضع٠قراءة الأوروبيين لواقعنا، أنها قراءة تصدر Ø£Øكاما إطلاقية، تكاد تكون تعميمية، تكتÙÙŠ ÙÙŠ الغالب الأعم، بالتعامل مع النتائج وليس مع الأسباب.. ولعل من Ø£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø«Ù„Ø© على ذلك، ما ينتجه هذا التوجه من تأويل Øول سؤال الهوية عندنا، الذي ÙŠØصرونه ÙÙŠ الشق الديني. والØال، أن إشكال العربي المسلم اليوم، هو إشكال Øقوقي، ÙÙŠ الأبعاد التنموية لمعنى Øقوق الإنسان، التي هي أبعاد اقتصادية وأمنية ولغوية وثقاÙية.. Ùالعربي ÙÙŠ Øاجة إلى أسباب الØÙ‚ ÙÙŠ التقدم الذي يعلي من آدميته ويØقق كرامته كإنسان، وهذا لا يتعارض قط وهويته الØضارية الدينية.إن تمثل تاريخانية المÙكر المغربي عبد الله العروي، وبنية إنتاج المعرÙØ© كما بلورها المÙكر الÙرنسي ميشال Ùوكو، جد Ù…Ùيد ÙÙŠ تÙكيك بنية واقع العرب اليوم، أكثر من ذي قبل. بالتعدد الثقاÙÙŠ والاجتماعي للعرب. لأن تجربة المجتمعات الخليجية ليست هي تجربة مجتمعات بلاد الشام، وليست هي تجربة مجتمعات وادي النيل (سودانا ومصر)ØŒ وليست هي تجربة بلاد المغارب، وضمنها التجربة المجتمعية الخاصة للمغرب الأقصى، الذي راكمت جماعته البشرية، منذ قرون، تجربة خاصة لمعنى الدولة، ولمعنى إنتاج آليات تدبير عمومية، وبلورت نخبا سياسية وعسكرية وتجارية شكلت هوية مستقلة خاصة للمغربي. والاختلا٠بين هذه التجارب المجتمعية العربية، آت، من التراكم المتØقق ÙÙŠ كل واØدة منها، بسبب شرطها التاريخي (نظرية العروي) وأيضا من بنية إنتاج المعرÙØ© سلوكيا وتربويا الخاص بكل واØدة منها على Øدة (تØليل Ùوكو). إذ، إن ما تنتجه ثقاÙØ© الترØال واقتصاد الندرة، مثلا، ليس هو ما تنتجه ثقاÙØ© الاستقرار واقتصاد الوÙرة.ولنأخذ مثالا واØدا، دالا ومركزيا ÙÙŠ هذا الباب، ألا وهو العلاقة بالجسد عند العربي. لأن الرؤية للجسد أمر مركزي ÙÙŠ إنتاج العربي لقيمه السلوكية. والإشكال الأكبر، الذي يطرØÙ‡ سؤال الجسد عند المسلم، كامن ÙÙŠ التوزع بين Øلم اعتبار الجسد ملكية خاصة، Øرة، وبين اعتباره وديعة وأمانة Ùقط. إننا هنا بإزاء رؤيتين للØياة، وبإزاء ÙلسÙتين للمعرÙØ© والسلوك، وهي تزوبع وتدوخ العربي المسلم منذ قرن ونص٠من الزمان. Ùالزمن التاريخي للتطور البشري، ÙŠÙ…Ù†Ø Ù„Ù„Ùرد منذ عصر التنوير الأوروبي أن يتعامل مع جسده بØرية كملكية خاصة، سواء على المستوى التشريعي، الØقوقي والقانوني، أو ثقاÙيا وسلوكيا من خلال شكل البروز العمومي، كترجمة لتØقيق المتعة ÙÙŠ الØياة (الأكل/ الأثاث/ المسكن/ السÙر/ المتع الÙنية/ الØلاقة وتقنيات التجميل للمرأة والرجل معا/ الرياضة/ الجنس... إلخ). وأن الØÙ‚ ÙÙŠ امتلاك الجسد يؤطره النظام الØديث للمدينة، المبني على منطق الØÙ‚ والواجب، الذي يؤطره سمو سلطة القانون، الØامي للÙرد، كوØدة Øاسمة ÙÙŠ بنية الإنتاج والاستهلاك، ضمن منطق نظام السوق.. لكن مشكلتنا ربما، كأÙراد عرب، أبناء لزمننا بالإكراه، هي ÙÙŠ التعايش مع ذلك الوعي الØضاري الآخر، المتكامل، الذي يرسخ ÙÙŠ هويتنا المعرÙية، أن الجسد هو مجرد وديعة، Ù†ØÙ† ملزمون بصيانتها. ومن هنا، ذلك الØضور الطاغي ÙÙŠ نقاشاتنا العمومية، لسؤال اللباس والأكل والمشرب والسلوك العمومي وطرائق التعبير الÙنية.. إذ، ÙÙŠ كلها ÙŠØضر سؤال النظي٠منها من غير النظيÙ.. المثال من غير المثال.. الواجب من غير الواجب..لنعد إلى درس التاريخ، إذن، ÙدÙاتره ملأى بالأجوبة المÙيدة.. إن السبيل، ÙÙŠ ما أتصور، للإÙلات من الوقوع ÙÙŠ Øيرة، أي طريق نتبع (هل إنتاج عصر تنوير عربي إسلامي جديد، أم الاكتÙاء بالتنوير الأوروبي)ØŒ هو دراسة خلاصات تجربة مجتمعية مماثلة لنا، عاشت ذات قلق السؤال الذي يأخذ برقابنا كمسلمين عرب، منذ قرن ونص٠القرن، وهي التجربة اليابانية. التجربة التي انتصرت من خلال مشروع الإمبراطور "ميجا" التاريخي، عبر نظام تربوي تعليمي، تنويري وعقلاني. وأيضا من خلال نظام تØديث مديني صناعي، انتصر للتقنية والتنظيم والمصلØØ© القومية العليا، المتصالØØ© مع اللØظة التاريخية للبشرية. ÙتØقق تØول Øضاري للإنسية اليابانية، التي بقيت بوذية روØا ومبنى ثقاÙيا، وقيما إنسانية، لكنها Øديثة، مدينية، كونية، منتصرة Ù„Øرية تملك الجسد، كممارسة مسؤولة للØياة.إن التØدي الÙكري الذي تÙرضه تطورات الربيع العربي اليوم، كامن ÙÙŠ الØاجة إلى إنتاج نظرية معرÙØ©ØŒ عربية إسلامية، ØªØµØ§Ù„Ø Ù†Ø¸Ø§Ù… السوق العالمي، مع النظام المعرÙÙŠ الذي ينتجه السلوك المؤطر للÙرد العربي المسلم، كما يتØقق أقله من خلال ثلاث تجارب واضØØ© المعالم:- التجربة الخليجية، الليبرالية اقتصاديا، المØاÙظة جدا ثقاÙيا، وغير الديمقراطية سياسيا.- التجربة المصرية المنتقلة من نظام الØزب الوØيد إلى نظام التعدد السياسي.- التجربة المغربية، المراكمة لتجربة التواÙÙ‚ السياسي والانتقال الديمقراطي السلمي التراكمي.واضعين نصب أعيننا، أن الرهان الأكبر، هو المساهمة عبر ذلك، أي عبر إنتاج نظرية معرÙØ© خاصة بنا، ÙÙŠ أنسنة نظام السوق العالمي أكثر، ضمن أدوار مجتمعات الجنوب، المؤطرة ثقاÙيا، من خلال Øركة بورتو أليغري، المناهضة لتوØØ´ العولمة. بهذا، وبهذا ÙˆØده، ÙÙŠ ما أتصور، سنكون جزءا Ùاعلا من زمننا، وربما من مستقبلنا.. لكن، هل نملك نخبا واعية Ùعليا بذلك؟.. ذلك هو التØدي، وذلك هو السؤال..Â