الرئيسية سياسة هيئات رسمية

الدبلوماسية الجزائرية تخرج من قوقعتها

امتصاص لغضب الشارع أم صحوة نخوة؟


01 أوت 2014 | 21:29
shadow

أخيرا وبعد طول انتظار، تخلت الجزائر عن دبلوماسية الصمت، إزاء ما يحدث من عدوان على الأبرياء العزل في قطاع غزة، وقررت الانخراط في المساعي الرامية حقن دماء الفلسطينيين.


الكاتب : أحمد. Ø£


الرئيس بوتفليقة، الذي يعتبر بموجب الدستور، المسؤول الأول والأخير عن الشؤون الخارجية، وبلورة المواقف من القضايا الاقليمية والدولية، خرج عن تحفظه وقرر الالتحاق بسوق المبادرات، حتى ولو تعلق الأمر بمجرد دعوة الطرفين العربيين، قطر ومصر، لتفعيل دوريهما عبر تقريب وجهات نظريهما بشان وقف العدوان الغاشم.
قرار الرئيس بوتفليقة بمنح مساعدة مالية لغزة بقيمة 25 مليون دولار، وما تبعها من مراسلة رائدي المبادرتين العربيتين وعلى الرغم من أهميتهما من الناحية الإنسانية والدبلوماسية، إلا أنهما جاءا بعد أن انتفض الشارع وخرج ليصب جام غضبه على الموقف الرسمي، الذي لم يكن أبدا في مستوى تطلعات الجزائريين، ولا في مستوى حجم العدوان وبربريته على قطاع غزة.
هذا التطور في الموقف الرسمي من العدوان، قد يكون له علاقة بتطور وفداحة العدوان فرضته صحوة ضمير وانتفاضة شرف، إلا أن تزامنه ومرحلة ما بعد التضييق الذي مورس على المسيرة الشعبية التي انتظمت في العاصمة قبل أيام، لدعم المقاومة في قطاع غزة، يمكن تقييده على أنه محاولة لامتصاص غضب الشارع من الموقف الباهت للسلطة من القضية الفلسطينية، كما قال ويقول قادة المبادرة الشعبية لنصرة غزة.
ما يعزز هذه القرار يمكن الوقوف عليه بالعودة إلى الكيفية التي تتعاطى بها السلطة مع المطالب السياسية للمعارضة، ليس فقط منذ قدوم الرئيس بوتفليقة إلى السلطة في نهاية التسعينيات، وإنما مرتبطة بتطور موقف النظام في صراعه مع المعارضة، منذ الانفتاح السياسي في نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم.
والسؤال يتعين طرحه هنا، هو: إلى أي مدى يمكن أن يصل الموقف الرسمي الداعم للمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الغاصب؟ هل سيتوقف عند الدعم المالي والدبلوماسي، أم انه سيحدث اختراقات أخرى، بالرغم من الغضب الصهيوني ضد الجزائر، الذي عبر عنه المتحدث باسم حكومة الاحتلال، مارك راجيف، في تصريحه للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي؟


مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق