Ùرصة المغرب والجزائر الجديدة Ù„Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ‚Ø¨Ù„.. هل ذلك ممكن؟
بقلم Øسن العسبي
Ø¥Ùريقيا Ù…Ø·Ù…Ø Ø§Ù„ÙƒØ¨Ø§Ø± ÙÙŠ العالم، لأنها مغنم كبير ووعد قادم خلال القرن الجديد Ù„Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ العالمي دÙعة هائلة إلى الأمام. وليس اعتباطا أن كبريات الاقتصاديات العالمية أصبØت تنظم لقاءات دولية خاصة بقارتنا السوداء، إذ بعد الصين، التي أصبØت تنظم سنويا منذ أكثر من 15 سنة قمة دولية تعر٠بالقمة الصينية الإÙريقية، وبعد اليابان التي كانت السباقة منذ سنوات لتنظيم لقاء مماثل خاصة بالعلاقات اليابانية الإÙريقية، وبعد لقاء الكويت الأخير الخاص بإÙريقيا وآسيا، وبعد قمة Ùرنسا مع Ø¥Ùريقيا..
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
بعد كل هذه القمم العالمية، جاء الدور لأول مرة على الولايات المتØدة الأمريكية، لتنظيم أول قمة أمريكية Ø¥Ùريقية ÙÙŠ التاريخ، هي التي لها ذاكرة غير يسيرة دوما مع قارتنا. ذلك أن ذاكرة تجارة الرقيق، خلال القرن 18ØŒ وما تلاها من عنصرية ضد السود منذ ذلك الزمن البعيد Øتى النص٠الثاني من القرن 20ØŒ قد جعلت دوما من تيار "الإÙريقية" تيارا عالي الØساسية هناك ÙÙŠ واشنطن ونيويورك وبوسطن وأتلانتا (عاصمة السود الأكبر هناك). بل إن Øرب الشمال والجنوب الأمريكية، التي كانت بين الشمال الصناعي والتجاري والجنوب الÙلاØÙŠØŒ بكل القيم المؤطرة لكليهما (الشمال ليبرالي والجنوب Ù…ØاÙظ)ØŒ قد كانت قضية السود العبيد المستقدمين من Ø¥Ùريقيا، ÙÙŠ واØدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية، Øجر الزاوية Ùيها وسبب وضع الأصبع على الزناد وإطلاق الرصاص وسقوط آلا٠القتلى بين الشمال والجنوب، الذي لم ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ وضع نقطة النهاية لها سوى الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، Øتى وقد كان ثمن ذلك Øياته بعد ذلك.
بهذا المعنى ÙÙ€"الزنوجة" قضية تاريخية وثقاÙية ÙˆØقوقية بأمريكا وليس قضية سهلة، إلى الØد الذي اعتبر Ùوز الرئيس باراك Øسين أوباما بالرئاسيات (وهو من الشمال الليبرالي الديمقراطي)ØŒ هو نوع من انتصار الزنوجة تلك على كل تاريخ أمريكا العنصري ضد السود المستقدمين كعبيد من Ø¥Ùريقيا. ÙˆØين تØتضن واشنطن هذه الأيام (6/8 غشت 2014) أول قمة أمريكية Ø¥Ùريقية ÙÙŠ التاريخ، Ùإن ذلك يترجم عمليا، لدخول إستراتيجية بلاد أبراهام لينكولن Øول قارتنا السوداء، منعطÙا غير مسبوق. يدشن لما يشبه تÙرغا أمريكيا لهذا الجزء من العالم، الغني بثرواته الطبيعية والبشرية (اليوم تضم Ø¥Ùريقيا 350 مليون Ùرد منتم للطبقة المتوسطة). ÙˆØين أقول التÙرغ، Ùالقصد من ذلك هو أن Øسابات واشنطن المترجمة لأمنها القومي ÙÙŠ القرن 21ØŒ هي مختلÙØ© عن Øساباتها كما تبلورت خلال القرن 20 كله، منذ الØرب الأوروبية الأولى لسنوات 14/1918. التي غيرت Øينها منظومة العلاقات الدولية، ودشنت لميلاد التØال٠الأطلنطي لأول مرة ÙÙŠ تاريخ البشرية، والذي تعزز بشكل أكثر وضوØا بعد الØرب الكونية الثانية سنوات 39/1945ØŒ من خلال منظومة Øل٠الأطلسي وأيضا مشروع مارشال الاقتصادي الضخم لإعادة بناء أوروبا (وبالتوازي مع ذلك Ù…Ù†Ø Ùرصة تاريخية للصناعة الأمريكية كي ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø¹ الأكبر عالميا).
علينا الانتباه، هنا، أن ميلاد الولايات المتØدة الأمريكية كقوة دولية كبرى، قد تØقق ÙÙŠ النص٠الأول من القرن العشرين بعد الأزمة المالية العالمية الكبرى لسنة 1929ØŒ وأساسا بعد الØرب العالمية الثانية، Øيث انتقلت قيادة العالم الغربي، بمعناه الليبرالي اقتصاديا، من أوروبا صوب نيويورك وواشنطن. ولأول مرة ÙÙŠ التاريخ انتهى زمن الإمبراطورية البريطانية، ليولد زمن القيادة الأمريكية والنموذج الأمريكي. وليس اعتباطا أن كل المؤسسات الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول، ÙÙŠ شكلها السياسي والاقتصادي والقانوني والمالي قد انتقلت من أوروبا صوب الولايات المتØدة الأمريكيةّ، من قبيل هيئة الأمم المتØدة وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وباقي المنظمات الدولية التي تدور ÙÙŠ Ùلكها. ولم يشكل انهيار جدار برلين سنة 1989ØŒ واندØار المعسكر الشرقي بقيادة موسكو الاتØاد السوÙياتي، ÙˆØل٠وارسو، سوى التتويج لتلك القيادة الأمريكية بشكل كوني عالمي ابتداء من سنة 1990.
وليس اعتباطا أن واشنطن، منذ ذلك الØين، قد أعادت تنظيم خرائط العالم أمنيا واقتصاديا وماليا وطاقويا، من خلال بلورتها بعد مؤتمر الغاث بمراكش وميلاد منظمة التجارة العالمية لنظام السوق ÙÙŠ كل العالم. مثلما تØكمت أكثر ÙÙŠ منظومة الطاقة بالعالم، من خلال إعادة هيكلة التØكم ÙÙŠ مصادر البترول والغاز الكبرى بآسيا والشرق الأوسط، وأساسا ÙÙŠ معابرها الإستراتيجية منذ Øرب الخليج الثانية سنة 1991. وأعادت بلورة شكل جديد لعلاقاتها مع التنين الصاعد ببكين وسعت جاهدة لإدماجه، بعد Ù…Ùاوضات عسيرة وطويلة، ضمن منطق نظام السوق العالمي، ما جعلها اليوم تØول كل عمقها الإستراتيجي من المØيط الأطلسي صوب المØيط الهادي، لأن مستقبل الاقتصاد العالمي يصنع هناك بين بكين وطوكيو ونيودلهي ومجموعة آسيان الهندو صينية.
إنني Øين قلت إن واشنطن غيرت إستراتيجيتها المترجمة لأمنها القومي تجاه قارتنا السوداء وأنها تÙرغت لها اليوم أكثر، Ùإن المقصود بالتØديد هو أنها أصبØت تموضع Ø¥Ùريقيا كجزء مركزي ضمن مخططها، لمواصلة قيادة العالم بالقرن 21ØŒ بØسابات القرن 21ØŒ اعتبارا لما تمثله هذه القارة من وعد اقتصادي هائل، ليس Ùقط لأنه سيØÙ„ مشاكل عدة تسببت Ùيها الأزمة المالية العالمية المالية لسنة 2008ØŒ بل لأنها أرض بكر هائلة للثروات المعدنية ومجال Ù…ÙØªÙˆØ Ù„Ù„Ø§Ø³ØªØ«Ù…Ø§Ø± ببلايين الدولارات على مستوى تهيئة بنيتها التØتية المتخلÙØ© والÙقيرة، لأن Øجم ما تØتاجه Ø¥Ùريقيا من طرق وموانئ ومطارات ومستشÙيات وعمران ÙˆÙلاØØ©ØŒ وتنظيم مصادر المياه وسكك Øديدية وكهربة، لا يعد ولا ÙŠØصى. بالتالي، Ùهي جنة للاستثمار، أي أنها سوق واعدة جدا، على امتداد القرن 21. ولهذا السبب هي مجال للتناÙس الشرس اليوم بين الصين وواشنطن.
ولعل السؤال الطبيعي الذي ÙŠÙرض Ù†Ùسه هنا، هو أيننا كمغاربة ومغاربيين وشمال Ø¥Ùريقيين من طنجة Øتى قناة السويس من ذلك كله؟ إنه السؤال الذي يخاطب ويتØدى ذكاء نخبنا السياسية ÙÙŠ بلداننا العربية بالضÙØ© الجنوبية للمتوسط، Øتى عمقنا الإÙريقي بمنطقة الساØÙ„. وإذا كانت سنة 1914ØŒ قد دشنت لبداية التØول العالمي من خلال Øسابات المنظومة الغربية الأوروبية، التي تØكم Ùيها التقاطب التاريخي بين ألمانيا ÙˆÙرنسا، الذي انتهى إلى ما انتهى إليه من نهاية قيادة العالم أوروبيا Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙˆÙ„Ø§ÙŠØ§Øª المتØدة الأمريكية، Ùإن سنة 2014 تدعونا جميعا، ذكاء Øسن قراءة تجارب جيراننا ÙÙŠ الضÙØ© الشمالية للمتوسط، Øتى لا نكرر بعمى تاريخي، أخطاءهم تلك، بل وأن نتعلم من ذكاء تØقيقهم للتØولات الإيجابية أوروبيا، التي قادت إلى السوق الأوروبية المشتركة بعد الØرب العالمية الثانية وتطورت بÙضل التنسيق الÙرنسي الألماني إلى الاتØاد الأوروبي، والعملة الموØدة ونظام شينغن.
هنا، مهم أن ندرك ÙÙŠ Ùضائنا المغاربي كجزء مركزي Øاسم ضمن الÙضاء الآÙرو متوسطي، أن قدر المغرب والجزائر أن يكونا ÙÙŠ ØªØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹ منطق التاريخ ومنطق Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¬Ø¯ÙŠØ¯Ø© للقرن الجديد، الذي يتبدى Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£ÙƒØ¨Ø± Ø¥Ùريقيا ابتداء من 2014ØŒ مع بداية تنÙيذ الخطة الإÙريقية الجدية أمريكيا. ولعل قراءة متأنية لواØد من أجمل كتب المستشار الخاص للرئيس الÙرنسي الراØÙ„ Ùرانسوا ميتران، جاك آتالي، الذي يقدم Ùيه التÙاصيل السرية لسياسة ذلك الرئيس Ùرنسيا وأوروبيا، خاصة ÙÙŠ العلاقة مع بون الذي هو بعنوان "ميتران كما كان". لعل تلك القراءة تقدم لنا دروسا ÙÙŠ معنى بناء القادة للمنعطÙات التاريخية ÙÙŠ قدر بلدانهم، بعيدا عن منطق كل شيء أو لا شيء، الذي يقد من قبل سوى لكوارث مدمرة.
إن دعوة واشنطن للمغرب Ù„Øضور أول قمة أمريكية Ø¥Ùريقية، رغم أنه جمد عضويته ضمن الاتØاد الإÙريقي إنما يترجم، أنه مغاربيا وشمال Ø¥Ùريقيا، بل ÙˆÙÙŠ كامل القارة، هو ورقة وازنة لموقعه الجيو إستراتيجي بمضيق جبل طارق وبعمقه الصØراوي وبسلطته الروØية ÙÙŠ كل دول الساØÙ„ وأيضا بنموذجه المجتمعي والسياسي المترجم للتØول بهدوء (ولكن بيقين) Ù†ØÙˆ الإصلاØات المÙضية للدولة الديمقراطية.
بهذا المعنى، Ùإن قدر المغرب والجزائر هو أن يقتنصا Øساب المستقبل كما اقتنصت باريس وبرلين ورقة أوروبا الموØدة. هل هذا ممكن؟ نعم، هو ممكن جدا. بقادة تاريخيين منتصرين للأمن والتكامل والندية الإيجابية. ولأن الواقع لا يرتÙع، علينا، أن نملك مكرمة الاعترا٠بأن ذلك متØقق ÙÙŠ الضÙØ© المغربية أكثر من الضÙØ© الجزائرية Øتى الآن. لأنه ليس المغرب من يغلق الØدود على أشقائه الجزائريين، وليس هو أبدا من ÙŠØاول وضع Øصاة انÙصال ÙÙŠ Øذاء بلد المليون شهيد، وليس هو أخيرا من أوق٠ذلك المشروع الواعد Ù„Øديد غار جبيلات، بين تندو٠وميناء أكادير المتÙÙ‚ عليه منذ بداية السبعينات.