وينفي بيطاطاش أن يكون له أي خلاف سياسي مع قيادة الأفافاس، أو بالأحرى "ليست له خلافات بالحدة التي تدفعه لرمي المنشفة" على حد تعبيره. مع العلم أن المؤتمر الأخير للحزب ألغى تحديد عهدة الأمين الأول بسنتين كما جرى التقليد عند أقدم حزب معارض في الجزائر، وجعل هذه المدة مفتوحة إلى غاية المؤتمر الذي يلي المؤتمر الأخير. بمعنى أن بيطاطاش أو غيره، يمكنه البقاء على رأس الأمانة الوطنية مدى الحياة إذا حصل في كل مرة على تزكية المؤتمر، كما يمكنه الذهاب بعد فترة وجيزة إذا قررت الهيئة الرئاسية تغييره أو قرر هو الاستقالة.

وبخصوص محمد نبو الأمين الأول الجديد، فهو رجل لا يظهر كثيرا على الساحة الاعلامية كونه يعمل أكثر على المستوى التنظيمي للحزب. فكان يشغل منصب أمين وطني مكلف بتنظيم الفيدراليات، والمرحلة القادمة للأفافاس هي مرحلة تنظيمية داخلية أكثر من أي شيئ آخر. وهو ما يتضح من كلمتي عضوي الهيئة الرئاسية علي لعسكري ومحند أمقران شريفي اللذين أبعدا تقريبا ندوة الاجماع الوطني التي قررها المجلس الوطني منذ فترة، من أجندة الحزب على المدى القريب.

وربما هذه الأجندة هي ما جعل بيطاطاش يفكر في الانسحاب حاليا من القيادة، حتى لا يضيع ما إستطاع بناءه من رصيد سياسي شخصي في الفترة التي قضاها على رأس الأمانة الوطنية وقبلها. وفي هذه الحالة، يؤكد رحيل بيطاطاش أن الأفافاس يدخل الثلاجة أكثر في السنة المقبلة على الأقل، إلا إذا طرأت أحداث جديدة في الساحة السياسية الوطنية. وحينها سيضطر الأفافاس للخروج من عزلته أو تتجاوزه الأحداث.