الرئيسية مجلة "يڨول" علوم وحياة

الشاب خالد والشاب بلال أكبر المتضررين

القرصنة تكاد تقضي على الإنتاج الموسيقي في الجزائر


الشاب خالد والشاب بلال

03 ماي 2014 | 19:02:30
shadow


الكاتب :


أتلفت الجزائر قبل أسابيع أكثر من 1.5 مليون أسطوانة مقرصنة، ضبطت خلال دهم "مصانع" تنتج عشرات الآلاف منها يومياً، في ظاهرة تكاد تقضي على الإنتاج الموسيقي في بلد موسيقى "الراي". ويقول مدير ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن الشيخ الحسين، إن هناك "مختبرات لإنتاج الأقراص المدمجة المقرصنة بكميات صناعية (...) والكميات التي نضبطها في كل عملية لم تعد بالمئات أو بالآلاف بل بعشرات الآلاف".

ويضيف: "نحن نضــبط في كل عـــملية 40 ألفاً الى 50 ألف قرص". وآخر عملية بهذا الحجم حصلت قبل شهرين حين دهمت قوات الشرطة والدرك وأعوان ديوان حقوق التأليف مشغلاً لإنتاج الأقراص المدمجة في حي المدينة الجديدة الشعبي في وسط وهران، بناء على معلومات تقدم بها احد باعة الأقراص المنسوخة.

وعثرت قوات الأمن هناك على 18 آلة ناسخة للأقراص المضغوطة، يمكن أن تنتج 25 ألف قرص في اليوم، كما أوضح بن الشيخ الحسين.

وفي وهران عاصمة أغنية الراي، من الطبيعي ان يكون رائد هذا النوع الموسيقي الشاب خالد وأميرها الشاب مامي والنجم الذي فرض نفسه في السنوات الأخيرة الشاب بلال، أكثر المغنين ضحايا للقرصنة.

وعلى رغم أن الشاب خالد لا ينتج ألبوماته في الجزائر، فهي تباع بشكل كبير فيها "وكلها مقرصنة". وأشهر هذه الألبومات "سي لا في" الذي لقي نجاحاً كبيراً عبر العالم منذ صدوره في 2012.

 

الشاب خالد: "أتعرض للقرصنة منذ 40 سنة"

وقال الشاب خالد: "لدي عقد مع شركة يونيفرسال ولا يمكنني توقيع عقد آخر مع شركة أخرى، وأؤكد ان كل ما ينتج في الجزائر مقرصن وغير قانوني". وأضاف: "أتعرض للقرصنة منذ 40 سنة، منذ اصدرت اول اغنية لي في 1974. والمنتجون يستغلون الفنانين المحليين، فهم يبيعون اضعاف ما يعلنونه". وأوضح ملك الراي "عندما جئت في المرة الأخيرة الى الجزائر، أُتلف 1.5 مليون قرص مدمج، ولاحظت ان كمية كبيرة من هذه الأقراص هي البوماتي وبخاصة "سي لا في". وأفاد: "أنا مسرور جداً بما شاهدته وأستطيع القول اننا اصبحنا مثالاً يقتدى به في دول العالم الثالث".

ووفق صفحة الشاب خالد على موقع "يونيفرسال"، فإن ملك الراي باع أكثر من عشرة ملايين اسطوانة في العالم، قبل اصدار البوم "سي لا في".

أما في الجزائر، فإن الشاب بلال يحتل ساحة أغنية الراي التي تصدر بشكل قانوني في الوقت الحالي، فهو باع خلال السنوات الخمس الماضية 3.2 مليون اسطوانة اي بمعدل 600 الف في السنة من دون احتساب النسخ المقرصنة، وفق ديوان حقوق التأليف.

والقرصنة تكاد توقف الإنتاج تماماً في الجزائر والمنتجون يرفضون المغامرة بإخراج ألبوم ستتم قرصنته قبل ان ينزل الى السوق.

 

مطربون يشكون: "لا نعرف حجم مبيعات ألبوماتنا"

وإذا كان الشاب خالد وبلال يحققان مبيعات كبيرة في الخارج تجعل تأثير القرصنة في منتجاتهما أقل ضرراً، إلا أن مطربين محليين "يعانون البطالة"، وعدد هؤلاء يفوق 2600 مطرب.

المطرب عبد العزيز بنزينة هو أحد أعمدة الأغنية الأندلسية (المالوف) وحقق شهرة في السنوات الماضية. وأكد أنه لم يجنِ من نجاح أغانيه إلا الشهرة. أما "المبيعات فلا يعرف أصلاً حجمها. والفنانون يعانون البطالة والقرصنة تكاد تقتل الفن وأنا شخصياً افكر احياناً في التوقف عن الغناء".

وأشادت المنظمة العالمية لحقوق التأليف بجهود الجزائر في مجال محاربة القرصنة، إذ انتقلت من نسبة 80 في المئة الى أقل من 40 في المئة في الثلاث سنوات الأخيرة، وفق ديوان حقوق التأليف.

وأكد مدير هذه الهيئة ان "الجزائر قامت بخطوات عملاقة، فنحن نتحرك في العمق للوصول الى المنتجين الحقيقيين وليس الباعة في الطرق". وأفاد مصدر قضائي بأن عدد الدعاوى المتعلقة بالقرصنة بلغ 170 دعوى كانت تنتظر البت خلال العام 2013 وحده.

وصدر في 2009 قانون يمنع تحميل المنتجات الفنية عبر الشبكة العنكبوتية، ويحمّل مسؤولية مراقبة ذلك لمزودي خدمة الإنترنت. الا ان هذا القانون لم يطبق على ارض الواقع لعدم صدور النصوص التطبيقية له.

واضافة الى قرصنة الأغاني، يواجه ديوان حقوق المؤلف مشكلة مع القنوات الفضائية التي تعمل في الجزائر، لكنها تبث من الخارج.

وتعرض هذه القنوات آخر افلام هوليوود، بمجرد صدورها في الولايات المتحدة. ومصدر هذه الأفلام هو القرصنة. ويمكن الحصول على آخر إنتاجات السينما والموسيقى العالمية في شوارع العاصمة الجزائرية بنوعية جيدة، وهؤلاء الباعة قليلاً ما يتعرضون للمضايقة "لأن جهود مصالح الأمن مركزة أكثر على المنتجين الكبار"، كما أكد مصدر امني.

وتسعى الجزائر منذ 2001 إلى الانضمام الى منظمة التجارة العالمية، ومن بين معوّقات ذلك "حماية الملكية الفكرية ومحاربة القرصنة".

أ ف ب

الشاب خالد والشاب بلال



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق