الرئيسية حوار وملف حوار

المفتش البيطري لوزارة الفلاحة الدكتور بوحبال لـ"يڨول"

ننتظر مليون جرعة قريبا وننتهي من انتشار الحمى القلاعية


18 أوت 2014 | 15:05
shadow

كشف المفتش البيطري لوزارة الفلاحة، الدكتور عبد المالك بوحبال في هذا الحوار ل" يڨول" أن مصالحه تنتظر مليون جرعة من اللقاح المضاد للحمى القلاعية في غضن نهاية الشهر الجاري. وحينها نكون قد وفرنا الكمية الكافية لتلقيح كل الأبقار الموجودة في الجزائر.


الكاتب : محمد إيوانوغان


السيد بوحبال، أين وصلت حصيلة الإصابات بالحمى القلاعية وحملة مكافحة الوباء؟

لا يمكنني تقديم حصيلة دقيقة لأن اللحظة التي أتحدث فيها معكم تعرف تطورات. فكل ما يمكنني أن أقوله هو أن عدد الولايات التي مسها الوباء هي 23 ولاية والولايات المتضررة أكثر هي تلك التي إنطلق منها الفيروس وهي ولايات الوسط الشرقي، منها كالبليدة وميلة وبجاية وبرج بوعريريج وتيزي وزو... أما باقي الولايات فلم ينتشر فيها المرض بشدة.

وهناك بؤر جديدة معلنة من هنا وهناك لكن في الواقع هذه البؤر قديمة، لأن البؤرة لا تعني المستثمرة التي إكتشف فيها الفيروس فقط، بل كل المستثمرات المحيطة بها، وعملية التلقيح تتم خارج محيط هذه البؤر حتى نحاصر الفيروس، أما داخل المحيط فالشخص الذي سيقوم بعملية التلقيح هو من سينقل ربما الفيروس بعدها ولذلك لا نلقح داخل البؤرة. ولذلك نقول أن البؤر المعلنة قديمة كونها تقع كلها داخل المحيط الذي تم إكتشاف فيه الفيروس سابقا.

ربما هذا ما أدى إلى إحتجاج الفلاحين على عدم حصولهم على اللقاح، مثلما حدث في تيزي وزو أمس؟

لا أستطيع تحديد محيط البؤرة، فالبيطري الذي يعمل في الميدان هو الذي يحدد ذلك. كما لا أعرف مكان نشاط هؤلاء الفلاحين المحتجين، أؤكد فقط اننا لا نلقح أبدا داخل المحيط الذي نكتشف فيه الفيروس.

كم عدد رؤوس البقر التي تم ذبحها لحد الساعة بسبب فيروس الحمى القلاعية؟

أكثرمن 2500 بقرة تم ذبحها لحد الساعة، وهو مؤشر على أن الوضع جد حساس ويجب جعله قضية وطنية. يجب إذن على المربين والتجار الجشعين أن يلتزموا بنصائح السلطات الوصية ويكفوا عن نقل ماشيتهم، واو دان أشير هنا أيضا أن سبب إنتشار الفيروس هو حالة الهلع التي أحدثها هؤلاء التجار وليس طبيعة المرض في حد ذاته.

 

من حق هؤلاء التجار والمربين ان يقلقوا ويطالبوا الحماية واللقاح... هذا لا يعني أن السلطات لا تفعل شيئا؟

بالنسبة للقاح، أؤكد لكم مجددا أن الكميات التي ننتظرها في الأيام القليلة القادمة ستسمح لنا بوقف توسع رقعة المرض نهائيا. وإذا إنتشر المرض بعدها سيكون المسؤول عن ذلك هم التجار، لأننا قمنا بحملات عبر كل وسائل الاعلام وشرحنا الوضعية... ورغم ذلك يطالبوننا بفتح الأسواق.

هؤلاء نتاج وضع قائم منذ فترة ولذلك تبقى مسؤولية الدولة قائمة؟

الدولة هي كل المواطنين بمن هم التجار، هناك ظروف تتطلب من الجميع التجند وتحمل العبء.

 

ألا توجد مخاطر أن يحول اللقاح المستورد إلى وجهة أخرى غير الفلاحين، كما يحدث في بلادنا في كل المجالات؟

النظام الذي وضعناه لا يسمح بذلك. فكل جرعة تحمل رقما والفلاحون مسجلون كل واحد بعدد الرؤوس التي يملكها... يستحيل إذن تحويل هذا اللقاح غلى وجهة أخرى، لكن...

 

ومتى تصل كميات اللقاح التي أعلنتم عنها؟

ننتظر وصول مليون جرعة لقاح في غضون نهاية شهر أوت وحينها سننتهي من حملة مكافحة الفيروس لأن عدد رؤوس البقر عندنا يقدر بحوالي مليون و800 إلى مليون و900 ألف رأس. وقمنا بتلقيح 800ألف رأس منذ أفريل إلى جوان والكميات التي وصلتنا في الأيام الماضية سمحت بتلقيح حوالي 200 ألف رأس من البقر وبالتالي وصول الكميات المنتظرة أواخر أوت تسمح لنا بالتحكم نهائيا في الوضع.

 

لكن الأبقار التي تم تلقيحها في السابق، ليست محمية من الفيروس المنتشر كون اللقاح المستعمل ينتمي لصنف قديم من فيروس الحمى القلاعية، حسب البيطريين؟

هذا لا أساس له من الصحة. الفيروس المنتشر حاليا هو من صنف "أو" واللقاح المستعمل يطابق تماما هذا الصنف وهو نفسه الذي إنتشر في تونس وليبيا.

المشكل يكمن في عدم توفر اللقاح بالكميات اللازمة، لأن المخابر التي تزودنا باللقاح تواجه طلبا عالميا كبيرا بسبب إنتشار الحمى القلاعية في كل أنحاء العالم. ولذلك طلباتنا تصل بالدفعة وإذا أضفنا لها صعوبات النقل في فترة الصيف فحتما سيتأخر وصولها. وأشير هنا أن الكميات التي إستطعنا أن نوفرها في الأيام الماضية وصلتنا بفضل جهود الخطوط الجوية الجزائرية.

 

لماذا لا ننتج اللقاح محليا وننتهي من هذه التبعية للخارج؟

يستحيل أن ننتج اللقاح المضاد للحمى القلاعية في الجزائر لعدة أسباب، منها التكلفة الباهضة لمثل هذا الاستثمار. إنشاء وحدة لانتاج هذا اللقاح تكلف ملايير الدولارات والسوق الداخلية لا يزيد طلبها عادة عن مليون و800 ألف جرعة في العام وبالتالي الجزائر ستخسر الكثير من هذا الاستثمار.

زيادة على ذلكن فيروس الحمى القلاعية خطير وسريع الانتشار، وحادث بسيط في وحدة الانتاج سيؤدي إلى تسربه مثلما حدث في مخبر لندن مع أنه من أكبر المخابر العالمية في هذا المجال. وحاليا لم يبق سوى مخبرين في العالم ينتجان هذا اللقاح، أحدهما في كولون بألمانيا، وهو المخبر الذي نقتني منه طلابتنا وكل الاحتياطي الأوربي من اللقاح المضاد للحمى القلاعية موجود في هذا المخبر. والمخبر الثاني الذي ما زال ينشط في هذا المجال تحول إلى الهند، لماذا تريدون إذن أن تنتج الجزائر اللقاح المضاد للحمى القلاعية؟

 

 

 



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق