الرئيسية حوار وملف تصريحات

الأنتروبولوجي الفرنسي جان لو أمسيل

فقدان الماركسية نفوذها أدى إلى بروز مطالب الأقليات


جون لو امسيل

04 ماي 2014 | 16:48:38
shadow


الكاتب :


قال جان لو أمسيل، إن المرحلة التي تمر بها المجتمعات الأوروبية حاليا تتميز ببروز غير مسبوق لمطالب الأقليات،  موضحا أن فرنسا نفسها تشهد في الوقت الحالي بروز محاولات لاستغلال هذه المطالب من قبل الذين يسميهم "مقاولوا الإثنية والذاكرة"، حيث يتحدث هؤلاء باسم هذه الجماعات، واعتبر أمسيل أن الممثل الكوميدي ديودوني وقع في عنصرية معكوسة، لما وجه سهامه لليهود برمتهم بسبب ممارسات الدولة العبرية، علما أن كثير من اليهود أنفسهم معارضون لهذه الممارسات.

قال جان لو أمسيل، الباحث الأنتروبولوجي الفرنسي، ومدير المدرسة العليا في الدراسات الاجتماعية بباريس، في محاضرة ألقاها أمس، بالمعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة، حول موضوع "الإغواء الطائفي" :"وفي المقابل نجد مطالب الفرنسيين الأصليين التي تعبر عنها الجبهة الوطنية، أو اليمين الشعبي. وحتى ضمن هذا التوجه هناك أطراف تسعى لجعل الأفراد ينغلقون ضمن هوية مصغرة، تسير في اتجاه رجعي غير اتجاه العولمة والتعددية الثقافية. ونشهد حاليا صراعا بين الأقليات والهوية الأصلية، يرافقه تشدد من كلا الطرفين.

وعن أسباب بروز ظاهرة الطائفية في السنوات الأخيرة، قال أمسيل في تصريح ل "يقول" على هامش المحاضرة:"

ارتبطت هذه الروح الطائفية بالتدهور الاجتماعي وتدني مستوى المعيشة وتدهور حال الفئات الوسطى، اضافة إلى نهاية الماركسية التي ارتبطت بدورها بالظاهرة التوتاليتارية. وقد أدى فقدان الماركسية لنفوذها إلى بروز تحليل أفقي للصراع الإجتماعي بدل التحليل الطبقي الذي كان سائدا، وهي عبارة عن طريقة جديدة لتقسيم المجتمع إلى شرائح متجزئة. هذه الهويات العمودية (الزنوج، المغاربة ..الخ) أصبحت محل اهتمام وجاذبية أكبر، فأدت إلى نهاية الهويات العمودية للطبقات، وهذا الواقع الجديد أدى إلى اختفاء المطالب الإجتماعية. ولكي نتأكد من ذلك علينا ان نقرأ الصحف الفرنسية، فقد هجر كثير منها المشاكل الإجتماعية، وأصبحت تهتم بالمشكل المتعلقة بالهويات، وهي كثيرا ما تعطي الأهمية للأقليات. وهناك طرح سائد حاليا يعتقد أن الفئات العمالية اختفت، أو انتقلت إلى جهة الجبهة الوطنية".

وأوضح أمسيل في محاضرته أن أوروبا تشهد حاليا صعودا غير مسبوقا للشعبوية، وأرجع هذه الظاهرة إلى انغلاق أوروبا على نفسها، وغلق أبوابها أمام المهاجرين. وقال :"لقد تحولت أوروبا إلى قلعة، واكتسبت هوية جديدة يمكن تسميتها بالهوية "الحضارية"، التي تستمد مبادئها من الهوية المسيحية، ومن ايمان الرجل الأبيض بأنه انسان متفوق على الأجناس الأخرى". وبحسب أمسيل، فإن الخوف من العولمة هو الذي أدى إلى التمسك بالجذور والأًصالة الأوروبية الصافية والنقية التي لا تتخللها تأثيرات ثقافية مغايرة. فالهوية في أوروبا اليوم تعتبر تقريبا هوية سلبية، تقوم على رفض العالم الإسلامي. لقد تعرض صموييل همنتغتون لنقد لاذع، لكنه كان السباق للتنبؤ بظاهرة "صدام الحضارات" التي نعيشها اليوم فعلا".

ياسين مراد

 

 جون لو امسيل



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق