الرئيسية حوار وملف حوار

السيناتور الهادي خالدي، في حوار لـ"يڨول":

"بلخادم لن يسكُت وسيُواجه بوتفليقة علنًا"


السيناتور ووزير التكيون المهني السابق الهادي خالدي

05 سبتمبر 2014 | 12:22
shadow

يرى العضو عن الثلث الرئاسي في مجلس الأمة، الهادي خالدي، أن بلخادم لن يسكت، وسيخرج لمواجهة الرئيس بوتفليقة علنا، ردا على الطريقة التي تمت بها إقالته من الرئاسة وفصله من "الأفالان"، وحرمانه من تولي أي وظيفة في هياكل الدولة مستقبلا. ولا يساور الوزير السابق للتكوين المهني في هذا الحوار لـ"يڨول" أدنى شك من أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف طبيعة الفعل أو الخطأ الذي ارتكبه بلخادم، والذي عجل ببوتفليقة لعزله.


الكاتب : ناصر عبد الغاني


في اعتقادكم ما الأسباب التي أدت بالرئيس بوتفليقة إلى عزل بلخادم من منصبه بالرئاسة، وإصداره لأوامر بفصله من الأفالان، مع حرمانه من أي وظيفة في هياكل الدولة مستقبلا؟

في الحقيقة عملنا كثيرا مع الرئيس بوتفليقة، وهو شخص صبور، وليست له ردود أفعال عنيفة، ومن جهة ثانية فنحن لم نطلع على الفعل الذي ارتكبه بلخادم حتى تعامل معه الرئيس بهذه الطريقة، ولحد الآن نجهل الوقائع، وقد يكون الفعل أو الخطأ الذي ارتكبه بلخادم جسيما ما أدى ببوتفليقة للتعجيل بعزله من منصبه في الرئاسة.

أما فصله من الحزب فالرئيس في اعتقادنا قدم إشعارا إلى الأمين العام لـ"الأفالان" لاتخاذ الإجراءات اللازمة لفصل بلخادم، ويقصد بهذه الإجراءات ربما تطبيق القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب عليه، وبوتفليقة رئيس فعلي للحزب، وليس شرفي مثلما يقولون ولديه صلاحيات واسعة على غرار مقدرته على استدعاء اللجنة المركزية أو المؤتمر.

 

أمام هذه المعطيات كيف ستتم عملية إقصاء بلخادم من صفوف الأفالان في رأيكم؟

أضن أن ملف بلخادم سيحال على لجنة الانضباط، هذه الأخيرة التي ستتكفل بدراسته، وقد تستدعي بلخادم لسماع أقواله أو برافع لصالحه أحد زملائه أو موكليه إن رفض الحضور،  ثم تحيله على اللجنة المركزية قبل إقصائه.

 

ولكن ماذا تنتظر قيادة الحزب لاتخاذ مثل هذه الإجراءات إن كان العملية ستتم حقا سيتم مثلما تتصورون؟

أتصور أن المكتب السياسي للحزب سيجتمع قريبا، وسينظر في قضية بلخادم، ولكن قبل الحديث عن المكتب السياسي، أين هو الأمين العام للحزب عمار سعداني؟،..لا أثر له، وإن كنت شخصيا لا أعترف به كأمين عام.

 

كيف تقولون هذا الكلام وزميلكم في الحركة التقويمية عبدالكريم عبادة، أصبح حليفا لسعداني، عكس ما كان عليه الحال مع بلخادم حين كان أمينا عاما للحزب، وإن كان سعداني قد انقلب على عبادة فيما يبدو مؤخرا؟

أعتقد إنه حتى الحركة التقويمية سارت في مناورات، والمسعى الذي سلكه عبادة ليس صحيحا ومبادراته ليست صحية، وصراحة لا أعرف كيف سيكون المؤتمر العاشر المقبل للحزب، وبات ضروريا رفع التجميد عن كافة المقصيين من اللجنة المركزية بغير حق، والبالغ عددهم حاليا 10 أعضاء، أنا ومحمد الصغير قارة من حركة التقويم والتأصيل، وجماعة بلعياط، البالغ عددهم 8 أعضاء.

 

وهل لازلتم مصرون على أن تجميد عضويتكم في اللجنة المركزية تم بدون وجه حق؟

أكيد، لعلمكم فهناك مناضلون كان مقصيين قبلنا وأعادهم سعداني إلى الحزب، وهناك بينهم قياديون قاموا بحملة لصالح  المترشح لرئاسيات 2014 علي بن فليس، ودمجهم في الحزب، كما تم تمكين بعضهم من مناصب قيادية، وبالتالي فسعداني يتعامل بسياسة الكيل بمكيالين مع المناضلين، فكيف يقصي قياديين نشطوا حملة لصالح الرئيس بوتفليقة وأقصد جماعة بلعياط، في حين يدمج أناسا في المكتب السياسي وينصب آخرين على رأس المحافظات، لا يخفى على أحد بأنهم كانوا مع بن فليس، وهم معروفون دون ذكر أسمائهم.

 

ما الحل لتجاوز هذا الوضع على مستوى"الأفالان" برأيكم؟

يجب الأخذ بعين الاعتبار لمبادرة الصالح قوجيل، وتنظيم لقاء لإطارات الحزب قبل المؤتمر المقبل، يكون في شكل ندوة وطنية للمصالحة والمصارحة والمكاشفة.

 

ما موقفكم من مسعى قيادة الحزب الماضية في استحداث محافظات جديدة، لاسيما ببعض الولايات والدوائر الكبيرة؟

ما يقوم به عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي، هو تفجير للمحافظات، لأنه تبين قيامه بإقصاء كل أمناء المحافظات الذين كانوا محسوبين على بلخادم كونه هو من عينهم في مناصبهم حين كان أمينا عاما، كما شرع في إقصاء كل من يعتقد إنه لا يخدم طموحاتهم تحسبا للمؤتمر المقبل.

 

أمام هذا الوضع كيف سيكون المؤتمر المقبل في اعتقادكم؟

فيه نية مبيتة لتنظيم مؤتمر على المقاس، وهذا غير مقبول، وعبادة ارتكب خطأ حين شارك في الدورة التاسعة العادية للجنة المركزية، المنعقدة في 24 جوان الماضي بفندق الأوراسي، لأنه لم يستطع رفع التجميد عن زملائه في الحركة التقويمية.

 

نعود إلى مسألة بلخادم وكيفة إبعاده من الرئاسة والحزب من طرف الرئيس، هل تتعاطفون معه، باعتباركم أنتم أيضا مقصيون من اللجنة المركزية؟

لا أتعاطف معه أبدا، لما كان أمين عام لـ"الأفالان" اتخذ قرارا ضدي، وأقصاني، والكأس التي شربني منها هاهو اليوم يشرب فيها.

 

ماذا تقصدون؟

أقصد أن عزله بهذه الطريقة دليل على ارتكابه لخطأ جسيم.

 

كيف ذلك؟

الرئيس بوتفليقة ليس من المندفعين للإقصاء بهذه الطريقة، وقد كان متسامحا كثيرا مع الوزراء، رغم أن بعضهم ارتكب أخطاءا، لكن في كل الأحوال أعتقد أن الأيام القديمة كفيلة بأن تكشف لنا طبيعة الخطأ الذي ارتكبه بلخادم، والذي أدى إلى إقالته من الرئاسة والحزب، وحرمانه من تولي أي وظيفة أو منصب في كل هياكل الدولة مستقبلا.

 

في اعتقادكم ماذا يجب القيام به من أجل إجراء مؤتمر لائق لـ"الأفالان"؟

يجب تبني مبادرة صالح قوجيل، التي تحدثت عنها سابقا، وعدم إقصاء أي مناضل، وإلغاء المحافظات الجديدة.

 

هل تعتقدون أن بلخادم سيلتزم الصمت، ولن تصدر منه أي ردة فعل تجاه الرئيس الذي"أهانه" بطريقة عزله له من الحزب والرئاسة وكل هياكل الدولة، أم سيتموقع في المعارضة وسيصعد اللهجة ضده على غرار ما فعله كثيرون قبله؟

بلخادم أعطى مؤشرات في تصريحات له نقلتها بعض وسائل الإعلام بعد عزله، إنه لن يسكت، وبالتالي أعتقد إنه سيواجه الرئيس بوتفليقة علنا، ولن يتوقف عن ذلك، فهو بالرغم من أنه يقول لمقربيه بأنه زاهد في المناصب، إلا أن له طموح زائد كثيرا، بل أن طموحه ليس له حدود.

 

كيف ذلك؟

لعلمكم فأنا أول من اختلف مع بلخادم، حين كنت وزيرا للتكوين المهني وكان رئيسا للحكومة، في 2007.

 

تقصدون أن طموحه المفرط للترشح للرئاسيات، بعد بوتفليقة، كان السبب الذي جعل الرئيس يتحرك ويُعجّل بوضع حدا لمشواره السياسي أم ماذا؟

قد يكون ذلك، لكن بات واضحا أن واجب التحفظ الذي ينبغي أن يتحلى به أي مسؤول كبير في الدولة، تخلى عنه بلخادم، وأصبح يتحدث في كل شيء لقنوات تلفزيونية فضائية، وأمام العالم، وفي مسائل ديبلوماسية هي من صميم صلاحيات الرئيس بوتفليقة وحده بحكم الدستور، فهو يعبر عن مواقفه وأفكاره وآرائه سرعان ما تصطدم وتتناقض مع السياسة الخارجية للبلاد التي يتولاها ويحددها رئيس الجمهورية، فهل من المعقول أن يتهجم على السيسي مثلا؟ واجب التحفظ لم يعد موجودا لديه، فضلا عن ذلك، فهل من المعقول أن يشارك بحكم منصبه في الرئاسة في ندوة حضرتها وجوه من قطب التغيير؟ .. أظن أن كل هذه التصرفات كان لها الأثر البارز في إقدام الرئيس على تنحيته بتلك الطريقة.



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق