ويروي الفيلم قصة صداقة بين حميد (تمثيل خالد بن عيسى) وجعفر (تمثيل إلياس سالم)، اللذين يفترقان بسبب مواقفهما المختلفة من الظروف السياسية التي شهدتها الجزائر عقب انتهاء حرب التحرير ونيل الاستقلال، بعد أن التحقا بالثورة ابتداء من سنة 1957.

ويتناول الفيلم، عبر مواقف شخصياته، قضايا ما بعد الاستعمار على غرار التعريب، الشخصية الوطنية، مسؤولية جيل الثورة، وعدم قدرة البعض على مسايرة الخيارات الجديدة.

والفيلم عبارة، في نهاية الأمر، عن دراما نفسية تجسد عدم قدرة شخصيات على تحمل خياراتها. حتى أن إحدى شخصيات الفيلم تردد قائلة: "بعد عشرين سنة، لما نلتقي، نصمت بسبب أكاذيبنا"، وعليه تؤدي أكاذيب الماضي إلى خلق حالة من الصمت الآني.

وينقلنا فيلم "الوهراني" إلى السنوات الأولى من الاستقلال، ويمتد إلى غاية بداية الثمانينات، ليرسم لوحة عن مختلف الأحداث التي عرفتها البلاد خلال هذه المرحلة الحاسمة. وتحدث سالم، عقب عرض الفيلم، عن الوضعية الكارثية لقاعات السينما في الجزائر، والتي تحُول، حسبه، دون عرض فيلمه بشكل أوسع.

وسبق لإلياس سالم وأن تحصل على جائزة أحسن دور رجالي في مهرجان "أونغولام" لدوره في "الوهراني"، كما حاز فيلمه "مسخرة" على عدة جوائز في عدد من المهرجانات الدولية وحتى العربية.