الرئيسية سياسة هيئات رسمية

في خطاب جديد بمناسبة الثامن ماي 1945

بوتفليقة: سأعكف قريبا على إحداث تطوير عميق في الدستور


8 ماي 45 مجازر فرنسية لا تنسى في الجزائر

08 ماي 2014 | 16:17:44
shadow


الكاتب :


قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها للجزائريين بمناسبة إحياء الذكرى الـ69 لمجازر8 مايو 1945، قرأها نيابة عنه الخميس بولاية البويرة مستشاره محمد علي بوغازي، بأنه سيعكف قريبا على إنجاز التزاماته، بإحداث تطوير عميق في الدستور وترقية الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبناء جزائر قوية تسير نحو العصرنة.

وخاطب بوتفليقة الشعب والطبقة السياسية قائلا "إن بناء الدولة القوية، العادلة القائمة على الحرية، على مكارم الأخلاق، وعلى المؤسسات الملتزمة بواجباتها وحدود صلاحياتها، وعلى احترام حرية المواطن، وتيسير حياته وتأمين رقيه وازدهاره، في كنف التوازن بين الحقوق والواجبات،لا يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع واتحادها، في جو هادئ متحد بعيد عن مناخ الشحناء والتنافر".

وأضاف "وليس القصد هنا الدعوة إلى الحجر على حرية الرأي والنقد والحق في الاختلاف،من حيث هي مقومات البناء الديمقراطي الذي لا محيد عنه، بل القصد هو أن تلتقي كل الإرادات الوطنية في كنف من التضامن والتعاون والوئام، لتمتين قوام ما ننوي إنجازه، وإرساء الأسس التي تمكن من تنفيذ البرنامج الجديد على أكمل وجه وفي أفضل الظروف".

وتحدّث بوتفليقة عن الديمقراطية فقال "الديمقراطية لا تعني التشنج والتلاسن والتهويل، ولا توجد ديمقراطية سليمة تبنى على التنافر المنهجي وتحتكم الأطراف الفاعلة فيها إلى معيار الخصومة الدائمة والتضاد المحتوم. فثمة أوضاع معينة تملي طرح الخلافات جانبا، والتعاون في نطاق القواسم المشتركة، ومن منطلق الحرص على المصالح العليا للأمة والوطن".

وبخصوص تحديات المرحلة القادمة أشار الرئيس بوتفليقة في رسالته إلى إن "هناك العديد من التحديات الجدية القائمة على الصعيد الخارجي، سواء على مستوى الجوار أو على المستوى الدولي، وعلى الصعيد الداخلي، منها تقوية دولة الحق والقانون، وتعزيز الحكم الراشد ومحاربة الانحرافات ومظاهر الفساد وبناء منظومة اقتصادية قوية تعتمد على الموارد الذاتية وعلى التنوع، وتعزيز النسيج الاجتماعي والحماية الصحية والارتقاء بالتعليم في كافة أطواره".

وبخصوص فتح المجال أمام الشباب لحمل المشعل، قال "إننا أمام مشوار آخر في مسيرة البناء يؤسس للمستقبل ويملي علينا إتاحة الفرصة للأجيال الجديدة والكفاءات الشابة التي تزخر بها بلادنا كي تدلي بدلوها في بناء هذا الوطن وتحصينه وضمان منعته".

اقتصاديا، أوضح بوتفليقة بأنه "لم يعد بالإمكان لا الاستمرار في التهاون في العمل، وفي خلق الثروة وتحقيق التراكم وفي القيام بالواجبات، ولا التمادي في استغلال ما أتاحه الله لنا من الموارد الطبيعية التي هي ملك للأجيال المقبلة".

وفي هذا الصدد، يرى الرئيس بوتفليقة، انه لا يمكن أيضا "الاستمرار في الاستهلاك غير المجدي وفي التقصير وضعف الرشاد في التسيير، وعدم إبلاء العمل المنتج الخلاق في جميع حقول النشاط ما يستحقه من أولوية وعناية".

وذكر رئيس الجمهورية في رسالته أن "الأمم التي اعتمدت على الجهد والعرق نهضت في حين تخلفت الأمم التي اعتمدت على عوائد خاماتها، تماما كما انتصرت بالأمس الثورات التي اعتمدت على طاقة أبنائها وفشلت تلك التي أوكلت مصيرها إلى غيرها".

وخلص الرئيس إلى القول في رسالته قائلا "لنستلهم العبرة من هذه الذكرى (يقصد 8 ماي 45) ونعقد العزم على خدمة الوطن بما هو أهل له والمضي قدما في مسيرة البناء والتشييد".

على صعيد آخر، صف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أحداث الثامن ماي بـ"النكبة النكراء القاسية"، في الرسالة التي وجهها إلى الشعب الجزائري بالمناسبة.

وقال إن تلك الأحداث "وحدت صفوف الشعب الجزائري وأسقطت كل الرهانات، إلا رهان خيار النضال والكفاح من أجل التحرر والانعتاق".

وقال أيضا "لقد أسرى الثامن من مايو في عروق الجزائريين المعذبين في الأرض حرارة الفداء والتضحية بالدم"، وأضاف أمام جموع من المجاهدين حضروا الاحتفالات الرسمية بهذه المناسبة "لقد حقق الثامن مايو في صفوفهم الإجماع كي تصبح الكلمة لهم وقد صدحوا بها عاليا، وتحولت مأساة مايو إلى أمجاد نوفمبر".

ووراح يقول "رغم فداحة النكبة النكراء القاسية، كان الثامن من مايو 1945 شاهد الإثبات على سقوط كل الرهانات، إلا رهان واحد وخيار لا محيد عنه هو التحرر والانعتاق، بالاتكال على الله وعلى الذات ورص الصف حول البندقية للفوز بالخلاص وتحقيق تقرير المصير".

و أشار الرئيس بوتفليقة في رسالته إلى أن الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية آنذاك "قد أعطوا المثل على أنهم الأكثر استجابة وفهما لحركة العالم وللمسار التاريخي الجديد الذي ابتدأ بظهور منظمة الأمم المتحدة، وللمفاهيم التقدمية الداعية لتقرير مصير الشعوب وحماية الحقوق الأساسية للإنسان".

وختم بوتفليقة خطابه قائلا عن هذا اليوم التاريخي "إنه كان حجة كافية سفهت أوهام المغررين بأكاذيب المساواة والاندماج ومن سار في ركابهم من المترددين والمتخاذلين، ومؤشرا على أنه لا مناص للجزائريين أن يدفعوا ثمنا أكبر. وذلكم ما حصل بعد بضع سنوات عندما اندلعت ثورة نوفمبر المباركة، فكانت المحطة المفصلية الأخيرة التي حددت المسلك لأبناء هذا الوطن ولبلوغ المصير الذي يرتضونه لأنفسهم".

وهذا هو ثالث خطاب مكتوب يوجهه الرئيس إلى الجزائريين في أقل من 15 يوما من أدائه اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية أفرزته انتخابات 17 افريل الفارط.

ويبدو أن بوتفليقة يريد أن يبدو أقرب للجزائريين من خلال خطاباته المتقاربة زمنيا هذه، بعد أن غيّبه المرض في النصف الثاني من عهدته الفارطة.

رشيد. ث

8 ماي 45 مجازر فرنسية لا تنسى في الجزائر



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق