عودة الظاهرة بقوة بعد Ùترة هدنة
" الØراڤة" يعودون... رغم ردع التشريع وخطط البوليس
ÙÙŠ ساعات الليل المتأخرة، تتناقض النوايا بين جبهتين، الأولى تØلم بالمغادرة سرا بمبررات تطال التهميش وقلة Ùرص الØياة، تتØين الÙرص وتبØØ« أي وسيلة للوصول إلى Øلم الضÙØ© الأخرى، أما الثانية ÙتبØØ« خطط قمع هذا الØلم "غير الشرعي"ØŒ وتØاول تطوير أسلوبها ÙÙŠ وق٠تدÙÙ‚ تمقته أوروبا، هي Øالة لوجهين يمثلان عملة واØدة، Ùشل كثيرون ÙÙŠ تÙسير أسباب النÙور بينهما.
الكاتب : سهيلة. ب
ÙˆÙÙŠ عمق الدول المغاربية تنامت Ùكرة هجرة بمعنى الÙرار أكثر منها Ùكرة هجرة بما تعنيه الكلمة تاريخيا ÙˆØضاريا، ولم يعد بالإمكان ÙÙŠ دولة مغاربية إطلاق Ø£Øكام بـ"العمل المعزول" على Øملات هجرة سرية قوامها المئات والآلاÙØŒ بشكل أثار الجدل Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Øول Ùشل كل أشكال المعالجة التي اقترØتها البلدان التي تصدر المهاجرين، والبلدان التي تقول إنها متضررة من الظاهرة. وأثبت الجانب الردعي للØد من الظاهرة عدم جدواه.
انتهاء هدنة دامت سنة
وعكس ما كان متوقعا، زادت أعداد المهاجرين ÙÙŠ السنتين الماضيتين ÙˆÙÙŠ الجزائر خصوصا ÙÙŠ الأيام القليلة الماضية، بالØدة Ù†Ùسها أو أكثر، مع التشديد ÙÙŠ الترسانة القانونية التي تردع "الØراقة" ÙÙŠ دولهم، ومع مضاعÙØ© عدد مراكز Øشدهم التي تشبه السجون ÙÙŠ البلدان التي تستقبلهم، عاد التÙكير من جديد إلى سØب القيود القانونية ضد أصØاب Ù…Øاولات الهجرة السرية ÙÙŠ الجزائر مثلا. أمر ÙŠØيل إلى إثبات Øالة التردد وعدم تÙهم الظاهرة بأبعادها لدى أصØاب القرار، ما جعل المعالجات ØªØªØ±Ù†Ø Ø¨ÙŠÙ† "الØÙ„ البوليسي" Ùˆ"الردع القانوني" دون أن تمتد إلى المعالجة الاجتماعية.
وتعد ظاهرة الهجرة السرية المتعار٠على تسميتها ÙÙŠ الدارجة المغاربية بـ"الهدة" أو "الØرڤة"ØŒ من "الطابوهات" التي كانت تمنع الشباب من الØديث عنها ÙÙŠ الأماكن العمومية وأمام الملأ، إذ بات الأمر عاديا لدى كل من ضاقت Ø¢Ùاقهم المستقبلية وخنقهم البؤس والعوز، وصاروا يلقون بأنÙسهم إلى التهلكة ÙÙŠ ثنايا البØار بØثا عن موطن يجدون Ùيه ما يعتقدون أنه الكرامة المأمولة التي اÙتقدوها ÙÙŠ مجتمعهم، سياق عام توسع من مجرد Ø£Øلام إلى واقع معاش، ÙˆÙاض الطوق لتتØول ظاهرة الهجرة إلى Øضور ثقاÙÙŠ ÙˆÙني ÙÙŠ أغاني الشباب وأÙلام سينمائية، وآخر المطا٠توسع الرقعة Ù„ØªØµØ¨Ø "هاجسا إقليميا".
Øين هدأت عواص٠الهجرة السرية لبضعة أشهر، كثيرون اعتقدوا بنهاية وشيكة لظاهرة وصÙوها بـ"الموسمية"ØŒ ÙÙاجأ "هواة بØر" ÙÙŠ عنابة بأقصى الشرق عائلاتهم وأهل مدينتهم برØلة مجنونة ÙÙŠ عرض المتوسط، انتهت بهم بين أيدي Øرس السواØÙ„ØŒ الرØلة دوت عاليا ÙÙŠ آذان مسؤولين ÙÙŠ الجزائر بعد "هدنة" طويلة استغرقت قرابة عام لم تنغص Ùيها الصØاÙØ© على هدوء المسؤولين بأخبار "رØلات الموت".
تراشق للمسؤولية بين ضÙتي المتوسط
لقد أعادت الØادثة Ø·Ø±Ø Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø© التعاطي مع مل٠الهجرة غير الشرعية بين مقاربة أمنية تعتمدها الØكومات ÙÙŠ ضÙتي المتوسط، وجمعيات Øقوقية تنتقد المعاملة غير الإنسانية لعابري البØر سرا وتدعو البلدان المعنية بالظاهرة إلى معالجتها من زاوية إنسانية، تأخذ ÙÙŠ الØسبان الأوضاع التي تشجع على ركوب قوارب "الØرڤة". ومن المÙارقات أن الجزائر والمغرب وتونس، باتت توظ٠مقاربة معينة Ù„ØÙ„ الأزمة، كانت رÙضت بشدة عندما Øاولت دول أوروبية Ùرضها على بلدان المغرب العربي. Ùخلال اجتماع جرى بوهران العام 2005 ÙÙŠ إطار الÙضاء الأورو متوسطي 5 5ØŒ اقترØت Ùرنسا وإسبانيا على موريتانيا وتونس إقامة مراكز عبور للأشخاص الذين يلقي Øرس الØدود البرية والبØرية القبض عليهم بتهمة الهجرة غير الشرعية، ويتم Ùيها اØتجازهم مؤقتا Ù„Ùرز المؤهلين للإقامة ÙÙŠ أوروبا لدواع سياسية وإنسانية، على أن تتولى تونس وموريتانيا طرد المهاجرين الذين تعتقد أوروبا أن شرط الهجرة غير متوÙر Ùيهم.
واعتبرت الجزائر Øينها أن Ùرنسا وإسبانيا تريدان من المغرب العربي أن يؤدي دور "الدركي المتقدم" ÙÙŠ منطقة المتوسط، واØتجت بشدة على ما وصÙته "Øلا بوليسيا" للهجرة السرية، ÙˆØرضت الدول المغاربية على رÙض Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆØ±ÙˆØ¨ÙŠ. وبعد خمس سنوات من لقاء وهران، أدخلت الØكومة الجزائرية تعديلات على قانون العقوبات تتعلق بـ"الØراڤة"ØŒ تتضمن مقاربة أمنية ردعية لمواجهة الظاهرة Øيث تهدد المهاجر بعقوبة السجن.
وقد استنكر المداÙعون عن Øقوق الإنسان الغطاء القانوني الذي تختÙÙŠ تØته معاملة المهاجرين بعن٠أثناء اعتراض طريقهم ÙÙŠ عرض السواØÙ„. إذ وبالرغم من شراسة المقاربة "الأمنية" المدعومة بترسانة قانونية على الأقل ÙÙŠ الجزائر، Ùإن سيول الهجرة السرية مستمرة ÙÙŠ التدÙÙ‚ Ù†ØÙˆ الشمال، وإن ماÙياتها مستمرة أيضا ÙÙŠ ابتداع الطرق الكÙيلة بتخطي كل الصعاب والتØولات ÙÙŠ التعاطي الØكومي سواء ÙÙŠ الجنوب أو الشمال.
رØلة موت بعشرة ملايين سنتيم
يقول قلعي وهاب، شاب ÙÙŠ الرابعة والعشرين من عمره، أوق٠رÙقة عشرات الشبان ÙÙŠ شاطئ "المرسى" شرقي ولاية سكيكدة، إن "الرØلة الÙاشلة كلÙتني عشرة ملايين سنتيم". ويذكر: "جرى إيقاÙنا متلبسين قبل المغادرة.. هناك من أبلغ Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ù† برØلتنا وغرمتني العدالة بعدها بمبلغ رمزي"ØŒ ويعتقد أن شبكات الهجرة السرية نوعت من عروضها، Ùتنوعت أسعار الرØلات إلى الضÙØ© الأخرى، Ùأدخل "بعض البØارة" تجارة "تهريب البشر" إلى القاموس اللغوي، Øيث يعمدون إلى Øمل المرشØين للهجرة السرية على متن بواخر الصيد التي يشتغلون Ùيها، ويØملون الزورق الذي يشتريه هؤلاء الØراڤة، يخرجونهم من المياه الإقليمية الجزائرية ويقطعون بهم المياه الدولية، ويوهمون Øراس السواØÙ„ أن الأشخاص الذين يوجدون على متن الباخرة صيادون، ما يقلص من مساÙØ© "المغامرة" لبعض ميسوري الØال وعلى مساÙØ© قصيرة، تنتهي ÙÙŠ الغالب بالنجاØ.
إلا أن الهجرة السرية ÙÙŠ دول الضÙØ© الجنوبية من البØر الأبيض المتوسط لا تنØصر Ùقط ÙÙŠ قوارب الموت، وإنما تتوزع على بدائل أخرى من قبيل عقود العمل المزورة والزيجات البيضاء والاختباء ÙÙŠ السيارات ÙˆØاÙلات الركاب وشاØنات البضائع، Ùضلا عن السÙر القانوني الذي يكون من أجل السياØØ© أو العمل أو المشاركة الرياضية، ÙيستØيل هجرة سرية كما Øدث مع العديد من الأندية الرياضية، ÙˆÙÙŠ Øكاية "Øراڤ" جزائري من أرزيو قرب وهران كثير من العبر، لما خاض مغامرة بØرية ÙÙŠ اتجاه إسبانيا عبر ناقلة الغاز الجزائرية "رورد العدرة"ØŒ انطلاقا من ميناء أرزيو الصناعي، Øيث تمكن من التسلل إلى الباخرة والاختÙاء ÙÙŠ Ø£Øد أجنØتها قبل أن ÙŠÙكتش٠أمره وهو على مشار٠الساØÙ„ الإسباني.
ويذكر العديد من الأشخاص أن بعض شبكات الهجرة السرية صارت تدÙع الشباب Ù†ØÙˆ الموت، من خلال بيعهم Ù…Øركات غير صالØØ© للإبØار، ويمارس "تجار الموت" هذه الطريقة مع الشباب القادم من مناطق بعيدة إلى الشواطئ التي تØولت إلى نقاط انطلاق Ù†ØÙˆ إسبانيا أو إيطاليا، والذين لا يعرÙون خبايا البØر من سكان المناطق الداخلية، وأخطرت Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ù† والدوائر المختصة ÙÙŠ البلدان المغاربية بمئات الØالات والطرق المبتكرة ÙÙŠ الاØتيال على شباب "بائس ÙˆÙاقد للأمل".
ومن هذا المنطلق البسيط ÙÙŠ قاموس الهجرة السرية، يمكن تÙسير الطÙرة المسجلة ÙÙŠ أعداد المهاجرين منذ مطلع السنة الجارية، Øيث Ùاقت أعداد الموقوÙين Ùقط قرابة الـ500 مهاجر سري. والمعرو٠أن الذين ينجØون ÙÙŠ إتمام الرØلات أضعا٠عدد الموقوÙين من قبل Øرس السواØÙ„ الجزائرية والمغربية والتونسية أو الأوروبية. ÙˆÙÙŠ القاموس أيضا الأعياد الوطنية وأيام الاØتÙالات التي يختارها الØراڤة "للÙرار" ÙÙŠ هدوء، كما كانت التجربة مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة والأعياد الدينية.