الرئيسية سياسة هيئات رسمية

مشاورات بوتفليقة تتزامن مع ندوة المعارضة

أويحيى.. الشخصية الأقدر على تمرير دستور دون توافق وطني


08 ماي 2014 | 20:26:24
shadow


الكاتب :


 

بغض النظر عن نوايا بوتفليقة من دعوة الأحزاب والشخصيات السياسية لمشاورات حول تعديل الدستور، فإن إختيار مدير ديوانه أحمد أويحيى لادارة هذه المشاورات وحده كاف لتنفير المعارضة وجعلها تقاطع المبادرة.

بالنسبة لتنسيقية التغيير والانتقال الديمقراطي، الموقف محسوم قبل إعلان الرئيس عن مبادرته، كون الأحزاب والشخصيات المشاركة فيها حددت منذ مدة موعد عقد ندوة وفاق وطني. وإن كان تاريخ 18 و 19 ماي المحدد مبدئيا تجاوزه شركاء محسن بلعباس وعبد الرزاق مقري في التنسيقية، لكن موعد الندوة لن يتأخر إلى ما بعد شهر ماي الجاري حسب أصحاب المبادرة. ما يعني أن ندوة الوفاق الوطني ستتزامن مع مشاورات أويحيى، وإذا أراد بوتفليقة إثبات نيته في إشراك المعارضة في إعداد الدستور ما عليه إلا أن يرسل مدير ديوانه أو فريق من الحكومة أو ممثلين عنه لهذه الندوة.

لكن واضح من خلال العبارات المستعملة في دعوة الأحزاب للمشاورات ومن خلال الرزنامة المحددة وكذا من شخصية أويحيى... أن مشروع التعديل الدستوري "العميق" الذي يريده بوتفليقة جاهز وهو يطلب من المعارضة تزكيته فقط. وهذه هي الثقافة السياسية التي تربى عليها بوتفليقة، حيث لا يرى إستقرار البلاد والوفاق والديمقراطية و التعددية... إلا حول رأيه وسياسته وخياراته. ونلمس هذه الثقافة في دعوة الرئيس جميع الأطياف السياسية إلى المشاركة في تجسيد أهداف العهدة الرابعة. ولا يعقل في السياسة طبعا أن نتنافس في الانتخابات ثم أشاركك في تطبيق سياستك، إلا في بلد ديمقراطيته مجرد ديكور للأجانب ولا يستجيب لمثل هذه الدعوة إلا من يمارس السياسة من أجل المناصب والامتيازات وليس من أجل برنامج وأفكار.

ويرتقب أن يلتقي المترشح للرئاسيات الأخيرة علي بن فليس مجددا بتنسيقية التغيير و الانتقال الديمقراطي في الأيام القليلة القادمة لمواصلة التشاور حول أرضية ندوة الوفاق الوطني. وفي إنتظار ذلك، سبق لبن فليس أن رفض أن يعطى للمعارضة دور تزكية سياسة الرئيس وفقط. وعليه من الصعب رؤية رجل لا يعترف بنتائج الرئاسيات يجلس بجانب مدير ديوان الرئيس الذي أفرزته هذه الانتخابات ليتشاور معه حول وثيقة دستورية جاهزة. وبقي هناك حزب يسعى الرئيس ومحيطه لإستدراجه إلى تزكية سياسته، هو حزب جبهة القوى الاشتراكية. وهذا الأخير ستجتمع قيادته في الأيام القادمة للنظر في دعوة الرئيس، لكن رفضه منذ أيام الالتحاق بالحكومة يرجح أن يكون رده على الدعوة الجديدة بالرفض أيضا، خاصة إذا إتسعت دائرة الرافضين. بينما ما زال موقفه النهائي من المشاركة في ندوة المعارضة غير محسوم أيضا، وهو الذي دعا إلى تنظيم ندوة حول الاجماع الوطني. فهل يقبل الأفافاس أن تنصهر مبادرته مع مبادرة الوفاق أم يشارك في مشاورات السلطة أم يعقد هو الآخر ندوة ثالثة لا ندري مع أي معارضة يعتبرها قد تلقت إيجابيا نداءاته للاجماع الوطني؟

م. إيوانوغان

 

لخضر بن خلاف: "اختيار اويحي يحمل رسالة للأحزاب من فضلكم لا تأتوا"

 

اعتبر مسؤول التنظيم في جبهة العدالة و التنمية: لخضر بن خلاف أن تعيين مدير ديوان الرئاسة لإدارة المشاورات حول تعديل الدستور، يحمل رسالة من السلطة للطبقة السياسية مضمونها من فضلكم لا تأتوا "، و الأصل حسب رأيه تعيين شخصية مقبولة لدى الأحزاب السياسية ، وليس شخصا يفخر بتولي مهام ّالمهام القذرةّ" .

وأضاف ان المشاورات فاشلة قبل انطلاقها لأنها لم توفر لها النجاح،و الأصل في أي إصلاح دستوري، تعيين لجنة تمثل الأطياف السياسية و المجتمع المدني والنقابات و خبراء تتولى وضع أرضية الدستور التوافقي.

وتابع التجارب السابقة في اشارة لجنة بن صالح و وما يعرف ب"دردشة" الوزير الأول عبد المالك سلال ، كانت ففاشلة ومضيعة للوقت، و الرئيس بوتفيلقة نفسه التزم بالإصلاحات و لم يوفي بتعهداته.

وأوضح أن حزبه قرر في وقت مبكر عدم المشاركة في المشاورات قبل إطلاقها، لانه يعرف نتائجها مسبقا.

                                      

جمال بن عبد السلام: "هذه الطريقة لا تختلف عن صندوق بريد بن صالح"

 

إعتبر رئيس جبهة الجزائر الجديدة أن تعيين مدير ديوان الرئاسة احمد اويحي لقيادة المشاورات ودعوة الأحزاب، يعني أن الرئيس بقي وفيا لتقاليده وعاداته مع المعارضة ،

واستطرد هذه الطريقة لا تختلف عن صندوق بريد عبد القادر بن صالح الذي تولى رئاسة لجنة المشاورات حول الإصلاحات السياسية في ماي وجوان 2011 أو مونولوج الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال الذي قاد مشاورات بين 2012 و مطبع 2013 حول تعديل الدستور.

وتابع ونحن نعتقد انه لو كانت للنظام نية لوضع دستور توافقي لتم ذلك بالتشاور مع الأحزاب، وبالتالي ما يجرى هو" استهتار بالمعارضة والطبقة السياسية " وعلق على شخص احمد اويحي بالقول انه "من حق النظام أن يعين الشخص الذي يراه مناسبا".

و رغم تحفظاته على خطوات السلطة ، قال بن عبد السلام ان اقرار المشاركة سيتخذ بعد العودة الى هياكل الحزب، و المشاورات مع تنسيقية قوى التغيير التي دعمت المرشح علي بن فليس.

آدم شعبان



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق