الرئيسية مجلة "يڨول" تحقيق وروبورتاج

"يڨول" وقفت على جانب من المعاناة في دائرة شراقة بالعاصمة

قد يروب الماء ولا تقترب الادارة الجزائرية من المواطن


10 ماي 2014 | 14:31:38
shadow


الكاتب :


يكون المواطنون في أحيان كثيرة ضحايا التصرفات البيروقراطية و التعسفية، التي تمارسها عليهم الإدارة الجزائرية، من خلال اعتمادها بشكل كبير على الوساطة و المصالح في تعاملاتها معهم.حيث البؤس مس جميع المراكز الإدارية، من البلدية إلى الدائرة إلى الولاية.

منذ أيام قصدنا إحد الهيئات العمومية ، بالتحديد "دائرة الشراقة" ،غرب العاصمة ، لاحظنا الطريقة السيئة التي يعامل فيها المواطنين ، في اغلب مكاتب الدائرة. من بينهم قسم "إيداع و سحب جوازات السفر". شاهدنا مواطنون غاضبون بشدة من موظفي المكتب، نتيجة سوء تسييره، مواطنة كانت هناك في اشد درجات الغضب، بسبب موظفة خرجت من مكتبها لاستقبال"مرسولة لها" . بعد عشرة دقائق خرجت معها حاملة في يدها "وصل إيداع ملف جواز السفر" . سألنا احد الموظفين الذين يشرفون على تنظيم دخول وخروج المواطنين من مكاتب المصلحة ، ولم يأخذ سؤالنا بعين الاعتبار. أما المواطنة التي أنهكها الانتظار ، فصرحت انها "منذ الساعة التاسعة صباحا حين أتت، كانت من بين الأوائل في القاعة ، إلا أنها لم تتمكن من الدخول إلى المكتب لأخذ الصور و وضع البصمات، بسبب الموظفين الذين يستعملون الوساطة ".

بعد ساعة من ذلك تحدثنا مع احد الموظفات التي سألناها ، لماذا الموظفون لا يحترمون العمل الإداري ، كان ردها كالأتي " أنا ما عندي ما ندير ، كي يبعتولي واحد من الفوق ، ولا كي يبعتلي الوالي واحد يقولولي جوزيه ، نجوزوا ، لي حب يشكي يروح يشكيلهم ليهم".

موظف أخر شاهدناه يخرج، للقاء صديقه و إدخاله معه إلى المكتب، في ذلك الحين طلب احد الحاضرين، رؤية رئيس القسم، إلا انه لم يتمكن من ذلك، احد الموظفين رفض و قال له "رئيس القسم غير موجود". بدأ المواطن بالصراخ و احدث الفوضى في قاعة الانتظار ، رغم ذلك لم يكلف أي مسؤول أو موظف بترقب الوضع و التدخل من اجل حل المشكل القائم ".

كانت الساعة "الثانية عشر " زوالا، عندما استفاد الموظفون من استراحة الغذاء، إلا أننا رأينا امرأة في الخمسينات من عمرها، ادخلها الموظف لأخذ الصور، رغم خروج معظم الموظفين .

بعد الساعة الثانية زوالا ، توجهنا إلى مكتب أخر، "قسم البطاقات الرمادية"، وجدنا أربعة مواطنين يتخاصمون مع الموظف بسبب رفضه مناداة رئيس القسم بغرض تقديم شكوى على الموظفين الذين لا يقومون بعملهم، حسب ما اخبرونا به.

في نفس الموضوع أردنا رؤية رئيس الدائرة حول الظروف التي تسير من خلالها مصالحه، لكن رفض و قدم لنا عذرا، حيث قام بإرسال موظف ليقول لنا "يجب كتابة طلب إلى ولاية الجزائر و إذا قبلوا طلبكم ، يسمح لكم التحدث معه و مع الموظفين". تساءلنا لماذا هذا التعطيل، ولم يكن هناك رد.

وعملية الاتصال بمصالح الولاية قصد أخذ الترخيص للعمل الصحفي، لا يقل بيروقراطية عن سحب جواز السفر والبطاقة الرمادية، بل هي أصعب كون الوثائق الادارية حق مضمون دستوريا للمواطنين لا تستطيع الادارة رفضه في آخر المطاف مهما تعطلت في أداء مهامها. لكن الصحفي يفتقر لقانون يفرض على أي موظف إداري الرد على أسئلته وطلباته، وحق الوصول إلى مصادر الخبر مجرد حبر على الورق في بلادنا. فغالبا ما تكون طلباتنا دون أي رد لا بالسلب ولا بالايجاب ، مثلما حدث لنا في مصالح ولاية الجزائر ، حين أردنا رؤية المكلفة بالاتصال السيدة "زكية" ، أثناء إنجازنا موضوع حول النخيل المزين لطرقات العاصمة. فإضطررنا لانتظار أيام الاستقبال العادية للمواطنين من طرف الأمين العام للولاية بعد شهر من طلب الاستقبال.

اللقاء تم ذات يوم اثنين ، وظهر فيه الأمين العام في ثوب المسؤول الذي كل ما يجري في أسفل، من معاناة وشجار بين الموظفين والمواطنين...

اسهام.ا

 

 

 

 

 

 

 



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق