الرئيسية مجلة "يڨول" تحقيق وروبورتاج

شرعت اليوم في استقبال مكتتبي 2013

أحلام ومخاوف في طابور وكالة "عدل"


11 ماي 2014 | 17:48:11
shadow


الكاتب :


ما إن أطلت أشعة شمس يوم 11 ماي 2014، حتى اصطف العشراتمن مكتتبي "عدل 2" بناء على استدعاء الوكالة لسحب أمر بالدفع للشطر الأول، الطابور انتظره هؤلاء بأحرّ من الجمر، فبالنسبة لهم، دفع القيمة الأولية خير دليل على جدية المشروع، فيما أحبط البعض معنويات الجميع بأن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تطأ أقدامهم الشقة الموعودة. كما كان منتظرا، جدّدت الأرصفة القريبة من مقر وكالة "عدل" بسعيد حمدين في العاصمة، العهد مع طوابير الحالمين في الحصول على سكن، باختلاف هام هو أن عدد الوافدين كان أقل بكثير من تلك الصور التي شهدتها الجزائر مطلع القرن الماضي بعد إطلاق، لأول مرة، مشروع البيع بالإيجار. كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف، وقت وصولنا أمام الباب الخلفي لمقر الوكالة، وقارب حينها عدد المصطفين في الطابور المائة رجل وسبع نساء لا أكثر، تحصلوا على استدعاء الوكالة، الأسبوع المنصرم، للتقرّب من مصالحها لسحب أمر بالدفع. وكانت هذه الأخيرة (وكالة عدل) قد أرسلت في مرحلة أولى 2450 استدعاء، من بينهم ألف بالعاصمة لسحب أمر دفع الشطر الأول المقدر بـ10 بالمائة، 21 مليون سنتيم بالنسبة لشقة من ثلاث غرف و27 مليون سنتيم لشقة من أربع غرف. *الهواتف الذكية لـ"قتل" الوقت هاجس هؤلاء كان أن تستغرق عملية استلام الوثيقة المنشودة وقتا طويلا، فمن المعنيين من قدموا في حدود الساعة الخامسة والنصف، إذ يقول عبد الرحمان، القادم من باب الزوّار، إنه خرج دقائق قليلة بعد أداء صلاة الصبح ليتوجه مباشرة إلى مقر الوكالة حتى يحجز لنفسه مكانا متقدما في الطابور. فكانت ساعات الانتظار طويلة قبل أن تفتح الأبواب في حدود الساعة الثامنة، وكان الأنيس الوحيد تقريبا لدى الكثيرين هي الهواتف الذكية، فمنهم من كان يطالع الجرائد التي حملها على محموله وآخرون يلعبون الألعاب لمواجهة القلق. عبد المالك. ج، إطار في شركة خاصة، قال بخصوص ذلك: "أتمنى أن لا تأخذ العملية وقتا طويلا، فلديّ اجتماع هام مساء، ولم أتلق إذنا بالتغيب إلا لمنتصف النهار. ورغم هذا، فإنني سأغامر وأبقى إن تحتم الأمر ذلك، فالشقة قبل كل شيء". *اسم الوزير تبون حاضر بقوة ولأن الطابور في الجزائر له تقاليده، فلم يخرج طابور مكتتبي "عدل 2" عن القاعدة، حيث راح كل واحد يدلي بشهاداته عن أطوار التسجيل، وعن معارفه التي رفضت ملفاتهم، وعمّن وقعوا ضحية مشاكل إدارية. غير أن جلّ الحديث الذي كان يدور بين المكتتبين كان يدور عن آجال تسليم الشقق، وعن المواقع المسجلة وعن بقية الأقساط، وكل من كان يقدم معلومة إلا ويستدل باسم وزير السكن، عبد المجيد تبون، فلا تسمع إلا "قال الوزير إن التسليم يكون في 2016.." أو "تبون قال جحيم سنة 2001 لن يتكرّر". وبدا هؤلاء بمن يتشبث بغصن شجر في واد هائج، فهذا كان يخفي مخاوف من تكرار سيناريو تعطل الأشغال، وإمكانية انتظار عشر سنوات قبل الحصول على الشقة. وما إن دقت الساعة الثامنة، حتى فتحت أبواب "الحلم"، فهرول الجميع إلى الخيم المنصوبة بساحة مقر الوكالة، واتبعوا إرشادات المسؤول عنها، بضرورة الانتظار قبل أن ينادى عليهم لاستلام أمر بالدفع والإمضاء على الوثائق الضرورية، وباشر المكلف بالتنظيم شرح المراحل "سينادى عليكم لسحب أمر بالدفع، وأنتم مطالبون بتسديد القيمة في أجل لا يتعدى 15 يوما، وبعدها يجب العودة إلى مقر الوكالة لإيداع أمر بالدفع المؤشر من قبل مصالح وكالات القرض الشعبي الجزائري، وهذا بنسختين طبق الأصل، ولا يتم استقبالكم لإيداع أمر الدفع إلا أيام الخميس لتستلموا الوصل". وعلى العموم، جرت العملية في ظروف حسنة، بحكم أن العدد الذي تم استدعاؤه كان محدودا، والكثير منهم تخلف عن الموعد وأمامهم مهلة أسبوع لذلك. للإشارة، بلغ عدد المكتتبين في برنامج "عدل 2" 700 ألف شخص، قبلت ملفات 400 ألف منهم، ورفض 200 ألف لعدم استيفائها الشروط الضرورية، فيما لا تزال البقية قيد الدراسة. محمد عشاب



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق