لم يستطع المخرج السينمائي، أحمد راشدي، أداء واجبه الإنتخابي بنفسه، لعدم وجوده بالعاصمة بسبب ظروف العمل التي فرضت عليه أن يكون في بشار، إلا أنه لم يفوت فرصة التصويت من خلال الوكالة.

يواصل المخرج أحمد راشدي تصوير فيلمه السينمائي الثوري "العقيد لطفي"، في ولاية بشار التي تعتبر المحطة الثانية في مسيرة الشهيد، بعد إكمال تصوير المرحلة الأولى بتلمسان التي كانت المحطة الأولى ل"سي ابراهيم" (الاسم الثوري لبن علي بودغن في بداياته، المعروف بالعقيد لطفي)، ومن المرتقب أن ينتقل طاقم التصوير إلى التاغيت، ثم بوسعادة بالمسيلة.

وقال المخرج أحمد راشدي في تصرح لموقع "يقول" إن الفيلم قطع أشواطا متقدمة من التصوير، ولم تبق إلا أيام معدودة لإتمام تصوير المشاهد، مشيرا إلى أن عملية التركيب تتم في نفس الوقت، إذ يكون التصوير صباحا والتركيب ليلا، وأن الفيلم سيكون جاهزا بعد شهرين من الآن.

ولم يخف راشدي انبهاره بالقدرات الفنية التي يكتنزها يوسف سحيري، مجسد شخصية العقيد لطفي، مردفا "قبل أن يقع اختيارنا على يوسف، أجرينا "كاستينغ" لقرابة 200 ممثل، وفي آخر الأمر استقرينا عليه، كوننا كنا نبحث عن شخص يقارب في هدوئه هدوء الشهيد، ورغم أنها التجربة الأولى له إلا أنه أبهرنا حقا".

وأشار أحمد راشدي إلى أن شخصية العقيد لطفي التاريخية تختلف عن الشخصيات التاريخية الأخرى، التي تم تجسيدها سابقا، في كل من فيلمي مصطفى بن بولعيد" أو "كريم بلقاسم"، ويكمن الإختلاف، حسبه، في كون العقيد لطفي شخصية مثقفة، لم تكن متحزبة، إلا أنه ورغم سنه الصغير وهدوئه تمكن من الوصول، وفي ظرف 4 سنوات من الكفاح إلى مرتبة عقيد، ليقود المنطقة الخامسة.

وانتقد المخرج نسبة الضرائب العالية، التي تفرض على الإنتاج الثقافي والفني في الجزائر، لتصل، حسبه، إلى 35 في المائة، من الميزانية المخصصة للفيلم، والمقدرة بـ 28 مليار سنتيم، مواصلا "الدولة تدعمك من جهة، وتسلط عليك ضريبة عالية من جهة أخرى، الميزانية أصلا غير كافية لإنتاج فيلم حربي، لكن وبما أننا شرعنا في الفيلم علينا إكماله في شتى الأحوال، ما جعلنا نرفع عدد ساعات العمل إلى أكثر من 16 ساعة في اليوم عوض 8 ساعات".

وأشاد المتحدث بالمرافقة القوية لقوات الجيش الوطني وكذا إدارة الأمن الوطني، لطاقم التصوير، في بشار، قائلا "حقا جاعوا معنا، و"بردوا" معنا، وقاسمونا الحلو والمر".

للإشارة، فإن الفيلم السينمائي التاريخي "العقيد لطفي"، يشارك فيه جملة من الممثلين ومن بينهم مصطفى لعريبي، كمال رويني، حسان كشاش، أحمد رزاق وحسان بن زراري ومناد مبارك، ويتطرق لسيرة العقيد لطفي الذي كان كاتبا خاصا للعقيد سي جابر، وبعد ذلك أوكلت له عدة مسؤوليات بجنوب البلاد، أين أظهر قدرات عالية، فعين مسؤول عن المنطقة الثامنة بالولاية الخامسة برتبة نقيب، ثم رائد بمنطقة أفلو، حيث بدأت تسميته لطفي بدلا من إبراهيم اسمه الحربي الأول. وفي عام 1958 عين عقيدا على رأس الولاية الخامسة التاريخية، واستشهد العقيد لطفي يوم 28 مارس 1960 مع العديد من رفاقه، عندما كان متوجها إلى بشار بعد عودته من المغرب، حيث اشتبك مع العدو في معركة غير متكافئة في ميدان مكشوف.

 

ملاك.ف