آراء مغاربية
قصة أمل مغربية جزائرية
الكاتب :
Â
كان الروائي والأديب الجزائري الكبير واسيني الأعرج، ÙÙŠ Ø¥Øدى Øلقات مشاركته الأسبوعية ضمن زاوية "منبر Øر" بإذاعة ميدي آن (وهي Ù†Ùس المشاركة التي نشرت ÙÙŠ بعض الصØ٠بالمغرب والجزائر)ØŒ قد عبر بØسه المغاربي الأصيل، عن توجسه من التصعيد الكلامي ÙÙŠ صØ٠البلدين، الذي رآه يدق طبول الØرب، ضدا على تاريخ التآزر الشعبي والرسمي بين الشعبين منذ أكثر من 70 سنة. متسائلا عن المستÙيد من خلاÙات المغرب والجزائر. وعطÙا على تخوÙÙ‡ الصادق هذا، Ùإن أجواء الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ببلاد الأمير عبد القادر ومصالي الØاج، ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ù‚Ø±Ø§Ø¡Ø© أمل من زاوية الرؤية المغاربية إليها. ذلك أن من أكبر الملاØظات المسجلة Ùيها ذلك الØضور الكبير لمل٠العلاقات المغربية الجزائرية ومشكل إغلاق الØدود بين البلدين منذ 1994.
إن الشكل الذي طرØت به كل من لويزا Øنون وعلي بن Ùليس قضية العلاقات تلك، بل وذهاب أكبر مناÙسي الرئيس بوتÙليقة، المØامي بن Ùليس إلى الإلتزام ليس Ùقط بÙØªØ Ø§Ù„Øدود، بل بإسقاط جوازات السÙر بين البلدين والإكتÙاء ببطاقات التعري٠لتنقل مواطني الدولتين ÙÙŠ هذا الإتجاه أو ذاك. إن ذلك، عنوان أمل.. لأنه ببساطة، ÙØضور ذلك المل٠ÙÙŠ مناÙسة سياسية انتخابية مماثلة، إنما يقدم الدليل على أنه موضوع يسعى من خلاله إلى التقرب من اهتمامات رجل الشارع الجزائري من قبل الساسة، كونه موضوعا يعني ذلك المواطن بشكل عال. أي أن الوعي الشعبي الجزائري باستراتيجية العلاقة مع أشقائه المغاربة هو وعي عال كبير. وهذا أمر يستØÙ‚ التسجيل والإنتباه كوعد أمل لا بد من توسيع مساØاته هنا وهناك.
ولأن الشئ بالشئ يذكر، أستØضر هنا جملة Ù‚Ùلا، كان قد قالها لي الأستاذ عبد الرØمن اليوسÙÙŠØŒ ضمن سياق نقاش معه ببيته بالدارالبيضاء، Øول مستقبل المغرب الكبير، بعد رسالة كنت توصلت بها منذ عقد من الزمن، رÙقة نجل الشهيد المغربي الكبير Ù…Øمد الزرقطوني من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتÙليقة، بعد توصله بنسخة من كتابنا الخاص بأول سيرة ذاتية وسياسية متكاملة Øول الشهيد. Øيث عبرت للأستاذ اليوسÙÙŠ عن المساÙØ© بين مضمون رسالة الرئيس بوتÙليقة وبين واقع مواقÙÙ‡ السياسية بخصوص تطبيع العلاقات مع المغرب استراتيجيا، وإضاعة زمن ثمين لتكثل مغاربي، ÙŠÙرضه منطق العلاقات الدولية بعد سقوط جدار برلين وانتهاء زمن الØرب الباردة. كان جواب اليوسÙÙŠ البليغ، هو تخوÙÙ‡ من بعبع Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø·Ø±Ø© للأجيال المغربية / الجزائرية الجديدة، التي لم تÙØªØ Ø¹ÙŠÙ†ÙŠÙ‡Ø§ØŒ ولا تشكل وعيها السياسي، سوى على منطق الخلا٠بين الدولتين. Ùهي Ø±ÙˆØ ÙŠØ®Ø´Ù‰ أن تكون سلبية، Ùيكون الساسة بذلك، قد ارتكبوا أكبر جريمة ÙÙŠ ØÙ‚ جيل الآباء والأجداد، الذين عمدوا Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…ØºØ§Ø±Ø¨ÙŠØ© بالدم المشترك لمواجهة الخصوم، منذ زمن الأمير عبد القادر الجزائري Øتى زمن Øرب التØرير ÙÙŠ الأربعينات والخمسينات.
بهذا المعنى يقرأ المرء بأمل قوة Øضور مل٠العلاقات المغربية الجزائرية ضمن النقاش العمومي Ù„Øملة الرئاسيات الأخيرة ببلاد ديدوش مراد وبوضيا٠والØسين آيت Ø£Øمد. لأن ذلك يلزمنا جميعا أن ننتصر للمستقبل عبر تمثل الدرس الذي تقدمه لنا قصة العلاقات الألمانية الÙرنسية بأروبا، Øين انتصر منطق دولة المؤسسات والديمقراطية، المعلي من الØÙ‚ المشترك للإنسان ÙÙŠ التنمية والتقدم والأمن، على منطق المواجهة والØرب. وأن لا نكرر أخطاء النموذج الهندي الباكستاني، Øيث التسابق النووي هناك جار للÙقر والتخل٠والتطرÙ. خاصة وأنه علينا الإنتباه ثقاÙيا وإنسانيا، كي٠أنه Øين يغني الشيخ العنقا عن "الØمام للي والÙتو ومشا عليا"ØŒ ترقص طنجة وتطوان طربا. ÙˆØين يشدو الشاب خالد بØزن "يا وهران يا وهران بسلامة"ØŒ تنزل الدمعة على Øائط قديم ÙÙŠ Ùاس والرباط. ÙˆØين تغني ناس الغيوان "ماهموني غير الرجال إيلا ضاعوا، Ù„Øيوط إيلا طاØوا كلها يبني دار"ØŒ تهتز وهران وعنابة وسطي٠والجزائر تجاوبا. ولقد قيض لي ÙÙŠ زيارات متعددة إلى هناك، أن أقيس Ùعليا درجة سمو التعامل الشعبي مع مغربيتي من قبل المواطن الجزائري الغÙÙ„. أكتÙÙŠ بلØظتين منها متباعدة ÙÙŠ الزمن. واØدة كانت سنة 1992 والثانية ÙÙŠ 2004.
كنت ÙÙŠ الأولى، قد ركبت القطار من Ù…Øطة الØراش بالعاصمة صوب وهران. كان قبالتي شاب وشابة وسيمان، سلس الكلام بيننا، Ùعلمت أنهما شقيقان ÙÙŠ طريقهما إلى مدينتهما الأصنام، التي Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ø³Ù…Ù‡Ø§ "الشلÙ" بعد أن دمرها زلزال رهيب ÙÙŠ الثمانينات. Øكى لي الشاب كي٠لم ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ شرطة الØدود الجزائرية بالعبور إلى وجدة، لأنه كان يصر على أخد أكثر من أل٠Ùرنك Ùرنسي معه من العملة الصعبة Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…ÙˆØ Ø¨Ù‡Ø§ Øينها للسÙر إلى الخارج. Ùرجع إلى مدينته غاضبا. صمت الشاب ذاك، غيرنا الموضوع، لكنه ÙÙŠ Ù„Øظة عاد إلى قصة الØدود وأطلق ÙÙŠ وجهي جملة أخجلتني ولا تزال إلى اليوم، Øين قال لي: "واش تعر٠آشنو تمشي Øتى للما وما تشرب". لقد ارتويت أنا مغاربيا دوما من جملته الطيبة تلك.
كنت ÙÙŠ الثانية، سنة 2004ØŒ رÙقة الزميل سعيد كوبريت من إذاعة طنجة، والكاتب المسرØÙŠ المغربي Ù…Øمد بهجاجي بالجزائر العاصمة عائدون من لقاء تأجل مع الراØÙ„ الطاهر وطار. ركبنا سيارة أجرة صغيرة، ÙˆÙØ±Ø Ø§Ù„Ø´Ø§Ø¨ السائق بمغربيتنا. ÙˆØكى كي٠أنه وصل بسيارته تلك Øتى الدارالبيضاء Øين ÙتØت الØدود. كانت المساÙØ© طويلة من مقر اتØاد الكتاب بشارع ديدوش مراد Øتى ما وراء ØÙŠ بنعكنون، وكان الرقم المسجل ÙÙŠ العداد يتجاوز 100 دينار. رÙض الشاب أخد المال، وهو يردد: "نتوما خاوة". ألØØنا عليه، لكنه رÙض. نزلنا وتركنا له المال Ùوق مقعد السيارة الأمامي، تضامنا معه، لأن الرØلة كانت طويلة وأغلقنا الباب. أنزل هو زجاج السيارة، رمى لنا بالنقود أرضا، وانطلق.
هذه هي الجزائر التي سأظل أثق Ùيها كمغاربي دوما.
Ù„Øسن العسبي: كاتب وصØÙÙŠ مغربي