الرئيسية مجلة "يڨول" تحقيق وروبورتاج

يقول" في ضيافة وجدة المغربية"

من قال أن الحدود الجزائرية المغربية.. مغلقة


الحدود الجزائرية المغربية

23 أفريل 2014 | 03:24:30
shadow


الكاتب :


هي مسافة كيلومترات قليلة، لكنها شاقة وتخفي حقائق لا نهاية لها عن أشخاص يعيشون حياة بدائية وقرارات سياسية لا وجود لها على أرض الواقع. إنها المسافة التي تفصل بين مدينتي مغنية الجزائرية ووجدة المغربية. هناك وجدنا لاجئين ومهاجرين ومواطنين غير عاديين... يتنقلون بين حدود البلدين وكأنها ليست حدود، لتبقى حكومتا المغرب والجزائر تتبادلان تحميل المسؤولية عنحالة هؤلاء البشر الذين يعيشون حياة بدائية...

 

 

دخلنا مدينة مغنية في حدود السادسة مساء، بعد نحو ست ساعات من السير. يومان في المدينة لاقتفاء آثار كل أنواع التهريب الذي يشكل إحدى الملفات الشائكة التي تسمم العلاقات الجزائرية المغربية، دون جدوى. الأمر الذي دفعنا للخروج ليلة اليوم الثاني في جنح الظلام، رفقة دورية لحرس الحدود على مسافة كيلومترات، وبمجرد وصولنا منطقة العقيد لطفي، تلقى حرس الحدود معلومات مفادها محاولة مجموعة من المهربين إدخال كمية كبيرة من المخدرات، نحو الأراضي الجزائرية. وهي المعلومة التي استنفرت حرس الحدود، الذين عززوا تواجدهم في المنطقة التي تدعي "السلفية" . وهناك تم اكتشاف وجود اكياس كبيرة، تحوي كميات كبيرة من المخدرات، متروكة في مكان معزول ، وهي الطريقة التي يستعملها المهربين، لاستدراج الطرف الاخر وتغعليطه. المسموم كانت مخبأة بإحكام ليتم نقلها من طرف الجهات الامنية لمقر حرس الحدود وفتح تحقيق حولها. في نفس الوقت وغير بعيد عن المكان الذي اكتشفت فيه هذه سموم المهربة، كانت دورية الدرك الوطني التي رافقناها تستكشف أصواتا من الضفة الاخرى، أي في التراب المغربي على بعد امتار فقط منا. أصوات مجموعة من الأشخاص يتحدثون بلهجة لا هي مغربية ولا هي جزائرية رغم عدم وجود أي أثار للحياة في المنطقة.  أعوان الأمن الذين رافقونا إشتبهوا وجود مجموعات مهربين ينتظرون فراغ المكان والفرصة السانحة للتسلل الى الجانب الجزائري، علما أن تلك الليلة شهدت  توقيف 14 مغربي دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية، وكذا مجموعة من المهربين، بالإضافة سيارتين من نوع "مرسيدس" و"أر 21"، وكذا كمية كبيرة من المازوت، كانت موجهة عن بطريقة غير شرعية الى الحدود المغربية، وهي المداهمة التي استمرت الى غاية الخامسة فجرا، أين انتهى عملنا مع مصالح الدرك الوطني.

 الفضول يوصلنا إلى اللاجئين السوريين

خرجنا إلى شوارع مغنية في الصباح بحثا عن شخص يقلنا إلى مجددا إلى المكان الذي تم فيه رصد أصوات اشخاص يتحدثون لغة غريبة عن المنطقة. رحلتنا هذه كانت "متعبة" وإنتهت  بالوصول الى أحد المهربين، هذا الأخير الذي لم يقبل بالأمر الى بعد مفاوضات عسيرة، استطعنا بها أن نربح ثقته، وتأكد من عدم تبليغنا عنه . رافقنا هذا المهرب المدعو "بدرو" الى منطقة السلفية و كانت صدمتنا حين قابلتنا خيمتين بهما عائلات سورية تفترش العراء، وفي نفس الوقت تقدمت نحو النقطة الحدودية شاحنتين بهما عائلات سورية أخرى.

 وحسب مجموعة السوريين الذين تحدثت إليهم "يقول"، فإن حالاتهم في الأراضي المغربية، رغم صفة اللاجئ التي يحملونها كانت أقسى من قاسية، وأسوء من سيئة.

تواصلت رحلتنا مع المهرب الذي كشف لنا سره، والذي يفيد بأن المخزن المغربي هو الذي يقدم المساعدات للجزائريين للمرور نحو وجدة المغربية. وحتى نقف عن خبايا العملية  توجهنا معه إلى مدينة وجدة في حدود التاسعة ليلا على متن سيارة "إكس 6".

 إرتدينا ثياب مماثلة لأبناء المنطقة ووضعنا "العجار" فلما إستوقفنا حاجز أمني وطلب من صاحب السيارة هويته إتضح انه يملك سكنا بالقرب من الحدود ولما سئل عن الراكبة بجانبه قال انها زوجته فعبرنا نقطة المراقبة. وصلنا الى منطقة العقيد لطفي في حدود الساعة العاشرة ونصف ليلا، هناك التقى المهرب مع معاونيه الذين يقدم لهم مبلغ مالي قدره 1000دج للساعة الوحدة مقابل مراقبتهم للحرس الحود، وفي الوقت الذي يتم فيه تغيير الحرس تعطى له الاشارة للمرور للضفة الاخرى. ومررنا بنفس الطريقة بعدما خرجنا عن الطريق الوطني وسلكنا طريق أخرى مملوءة بالوحل والقصب حتى أنه يصعب على سالكها الرؤية، وبمجرد أن تجاوزنا الحدود حتى وجدنا أمامنا "المخازنية" ، إنتابنا الخوف من أن يعتقلوننا إلا أن المهرب ترجل عن سيارته وحيى رئيسهم وفتح لنا الطريق ولما سألنا المهرب عن ما رأيناه قال لنا " أنا أدفع له مبلغ مالي يصل الى 30 مليون سنتيم في الشهر مقابل المرور الى وجدة بشكل دوري لأجلب السلع أو شيء أخر" ، وركن سيارته قرب المخزن ووجدنا هناك شخص اخر مغربي تبين انه قريب المهرب، هو الذي استقبلنا بسيارته ذات الترقيم المغربي للتوجه نحو مدينة وجدة.

في طريقنا لمحنا حقول المخدرات التي يتم زرعها بالقرب من الحدود الجزائرية، كما اننا تجولنا في مدينة وجدة بشكل عادي، وتوقف المهرب عند أحد الفنادق هناك يدعى "تارمينوس" . ونزل رفقة الشخص الاخر وتركنا في السيارة، وبعد فترة وجيزة عاد رفقة الشخص المغربي، الذي ركب السيارة معنا. في طريق عودتنا نحو الحدود سألنا المغربي عن ما رأيناه والكيفية التي يعملونا بها فقال لنا "ليس لدينا وسيلة عمل أخرى سوى التهريب في الحدود ولا يوجد لدينا أيضا لا مصانع ولا غير ذلك وهذا الامر الذي يدفع بنا للمبادلة بطريقة غير شرعية أو للمتاجرة في المخدراتـ أما عن المخزن فندفع لهم المال وهم يؤمنون لنا الطريق حتى لتوصيل المخدرات للجزائر وعن طريق رميها داخل الخنادق التي وضعها حرس الحدود الجزائريين".

ورغم أن الرحلة الى وجدة كانت مليئة بالخوف، والمخاطر، إلا أنها سمحت لنا بالإطلاع على الكثير من الأسرار التي تختبئ على الشريط الحدودي بين مغنية ووجدة. كما أننا لمحنا في طريق العودة عدد كبير من الافارقة يتخذون العراء مسكنا لهم فطلبنا من المهرب" بدرو" أن يتركنا هناك للوقوف عن سبب تواجدهم في الوادي الذي كان مليء القاذورات.

 

أفارقة يعيشون في الوديان والمتهم "المخزن" المغربي

 نزلنا الى الوادي رفقة أحد أبناء المنطقة وإقتربنا من الافارقة الذين تبين أنهم من مختلف الجنسيات، عبرنا الوادي نحو الجهة الاخرى واقتربنا من احدهم وطلب منا اعطاءه مبلغ مالي مقابل الحديث الينا فقدمنا له 3000دج ، بعدها كشف لنا عن جنسيته مؤكدا أنه يدعى "حسان مسلم من جنسية مالية وكنت اقيم في المغرب إلى أن طردتني السلطات المغربية. واضاف محدثنا قائلا "ارجوا ألا تظهروا صورنا ونحن نعيش هذه الحياة الصعبة لأنه لدينا عائلات في مالي لا نريد ان ترانا"، واستنكر جميع الماليين الذين اقتربنا منهم وتحدثنا اليهم الوضعية المعيشية التي هم عليها خاصة وانه يعيش في الوادي حسب ما كشفت عنه مصادرنا اكثر من 300 عائلة من مختلف الجنسيات، ويقيمون بطريقة غير شرعية في الجزائر مباشرة بعد طردهم من المغرب، فاتخذوا من الوادي ملجأ لهم وصنعوا في الوادي بالقصب منازل، وأماكن للاستحام وأخرى في شكل محلات يقتنون فيها مستلزماتهم.

مريم.شالحدود الجزائرية المغربية



مواضيع ذات صلة

التعليقات

  1. أحمد الشواكي   25 جويلية 2017

    السلام عليكم اولا بلد المغرب مستفيد اكتر من الجزائر و دلك المغرب تستورد من الجزائر السكر و القمح و المازوت و المواشي و البقار و و عدة اشياء التي لا نعلمها لكن كل هدا عادي و هده أشياء جد مفيدة للمغاربة اما انتكم المغاربة استرجعتمو ب الكيف نحن الجزائرين اعتيناكم كل الاشياء و المواد الغدائية اما انتم اعطيتم الكيف المضر لنا حسبنا الله و نعم الوكيل ونحن نطالب غلق الحدد من أجل الكيف و ليس من أجل الاخوة نحن الجزائر و انتم المغرب اخوة متينة و الله أعلم (كلامي موجه لاصحاب وجدة و السعيدية الدي يمارسو تجارة التهريب ) الله يهديكم و ربي يحفظ الحكومة الجزائرية و المملكة المغربية .

  2. أحمد الشواكي   25 جويلية 2017

    السلام عليكم اولا بلد المغرب مستفيد اكتر من الجزائر و دلك المغرب تستورد من الجزائر السكر و القمح و المازوت و المواشي و البقار و و عدة اشياء التي لا نعلمها لكن كل هدا عادي و هده أشياء جد مفيدة للمغاربة اما انتكم المغاربة استرجعتمو ب الكيف نحن الجزائرين اعتيناكم كل الاشياء و المواد الغدائية اما انتم اعطيتم الكيف المضر لنا حسبنا الله و نعم الوكيل ونحن نطالب غلق الحدد من أجل الكيف و ليس من أجل الاخوة نحن الجزائر و انتم المغرب اخوة متينة و الله أعلم (كلامي موجه لاصحاب وجدة و السعيدية الدي يمارسو تجارة التهريب ) الله يهديكم و ربي يحفظ الحكومة الجزائرية و المملكة المغربية .

  3. assia 08_alg@yahoo.fr   15 جويلية 2014

    عمل قيم يتطلب شجاعة و جرأة انه يسلط الضوء على حقائق مفزعة انه الوجه الاخر لعلمنا و الذي نريد دوما تجاهله و لكن غي ممكن لانه خرج للعلن

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق