حاول الوالي، من خلال هذه العملية الاتصالية بمشاركة مسؤول الأمن الولائي، رئيس بلدية وهران ومدير ديوان الترقية والتسيير العقاري، امتصاص غضب العائلات في أعقاب تسارع الأحداث إثر وفاة عائلة بكاملها تحت الردم بحي "كارتو"، ووقوع احتجاجات أمام مكان الحادثة المؤلمة، وأمام مقر الولاية من طرف سكان "حوش لاصنامي" بسيدي معروف، الذين طالبوا بترحيلهم وتسببوا في تكسير زجاج باب مقر الولاية. وهو ما يفسر تنظيم اللقاء مع العائلات بصفة طارئة ومع مندوبي أحياء الدرب، الحمري، مديوني وكل أحياء بلدية وهران المعنية بالترحيل والحائزة على قرارات استفادة مسبقة. قرارات أطلق عليها أحد ممثلي العائلات، خلال تعقيبه على كلمة الوالي: "ورقة الصبر تدخل القبر". تعقيب شعر من خلاله الوالي بمدى اهتزاز الثقة بين السلطة والمواطن وقلة مصداقية الكلمة العمومية. ورد بتوخي لغة الصراحة والوضوح: "ألتزم أمامكم وبحضور الإعلام بترحيل 1087 عائلة في نهاية أوت نحو ڤديل ووادي تليلات، ويتكون هذا الفوج الأول من 508 عائلة من الدرب، 212 الحمري، 295 مديوني، 63 النخيل البركي و9 عائلات من سيدي الهواري". وسيتم إسكان 752 عائلة بموقعين بڤديل و400 عائلة بوادي تليلات. أما الفوج الثاني المعني بالترحيل في شهر أكتوبر، فيضم 616 عائلة منها 252 من الحمري، 364 مديوني. أما بقية العائلات الحائزة على قرارات استفادة مسبقة المقدرة بـ 1701 عائلة، فقد التزم الوالي بإسكانها خلال شهر نوفمبر، وكأقصى تقدير شهر ديسمبر: "قبل نهاية السنة الجارية كل العائلات الحائزة على قرارات الاستفادة المسبقة ستتحصل على سكنها". وكشف الوالي بأن الترحيل لا يقتصر على بلدية وهران فحسب، بل يشمل بلديات أخرى، بحيث ستستفيد 769 عائلة من الترحيل قبل شهر رمضان المبارك، منها 100 في حاسي بن عقبة، 346 ببوسفر، 40 في الكرمة، بالإضافة إلى 83 عائلة التي تم ترحيلها من حي "كارتو" في أعقاب حادثة وفاة عائلة من أربعة أفراد. ووعد بنشر قوائم المستفيدين نهاية الأسبوع. وأشار كذلك إلى بقية البرامج السكنية الأخرى، كالعملية الخاصة بحي الصنوبر "بلانتور" لترحيل 1310 عائلة. وتطرق في نفس الإطار إلى ملف السكنات الهشة بكل قطاعات بلدية وهران والمقدر عددها بألفي عائلة بالتقريب، منهم من يسكن في خيم، بحيث خاطبهم قائلا: "سيتم إسكانكم تدريجيا بعد استكمال كل شطر من السكنات، ولا تنسوا أن 2015 ستكون سنة الإسكان بامتياز".