الرئيسية سياسة أحزاب

مطبّات على طريق مبادرة المعارضة

انتقادات و"نيران صديقة" تستهدف ندوة الانتقال الديمقراطي


16 جوان 2014 | 23:21
shadow

يبدو أن "ندوة الانتقال الديمقراطي" التي احتضنها فندق "مزفران" بزرالدة غربي العاصمة الأسبوع المنصرم، لم تحرج السلطة فقط، وإنما أوساطا سياسية أخرى أيضا، تصر على تسمية نفسها بـ"الديمقراطية"، وهو ما يفسر الهجوم الذي تتعرض له المبادرة في المدة الأخيرة.


الكاتب : أحمد. Ø£


الهجوم على "ندوة مزفران" بدا مركزا ومدارا بإحكام، بدأته زعيمة حزب العمال لويزة حنون، التي نعتت المبادرة والقائمين عليها بكل الأوصاف، قبل أن يأتي الدور على القيادي السابق في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، رابح بوستة، الذي شرع في تأسيس حزب سياسي جديد، أسماه "الحركة من أجل الجمهورية".

رابح بوستة أطلق تصريحات نارية بحق المشاركين في ندوة الانتقال الديمقراطي، وبرر هجومه هذا بكون الكثير من الشخصيات التي شاركت في ندوة المعارضة، إما تقلدت مسؤوليات سامية في الدولة في وقت سابق، أو انتمت لحزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، التي تبقى برأيه من أسباب الأزمة التي عصفت بالبلاد في عشرية التسعينيات.

مكون آخر لم يتأخر عن استهداف ندوة المعارضة، هو "منتدى المواطنين من أجل الجمهورية الثانية"، وهم نواب سابقون أيضا في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، منهم طارق ميرة، والنائب عن جبهة القوى الاشتراكية، حميد أوعزار، ومبررات هجومه هو جلوس سعيد سعدي ومحسن بلعباس إلى جانب شخصيات تيارات سياسية إسلامية، وكان يقصد قياديي "الفيس" المحل، علي جدي وعبد القادر بوخمخم وكمال ڤمازي، وربما استحضر طارق ميرة الصورة التي أظهرت علي جدي وهو يعانق زعيم الأرسيدي السابق، سعيد سعدي، وتناقلتها مختلف وسائل الإعلام.

هذا الهجوم قد يكون منتظرا على الأقل بالنظر لكون شخصيات مثل رابح بوستة وطارق ميرة وحميد أوعزار، إنما تنتقد مواقف قيادات التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية، بحكم انتمائهم السياسي سابقا، غير أن "خرجة" رئيس الأرسيدي، محسن بلعباس، عبر صفحته على "فيسبوك" التي هاجم فيها بعض المشاركين في ندوة الانتقال الديمقراطي، من شأنها أن تخلف ارتدادات على مستقبل تقارب المعارضة.

محسن بلعباس كان انتقاده محددا وموجها بصفة مباشرة ضد "جبهة القوى الاشتراكية" بسبب مشاركتها في ندوة المعارضة وتلبية دعوة مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، للمشاركة في المشاورات حول تعديل الدستور، مثلما كانت موجهة أيضا للمترشح السابق للانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، الذي خرج عن إجماع المشاركين في ندوة الانتقال الديمقراطي، باستهلاكه نصف ساعة من وقت الندوة، في حين أن المدة المتفق عليها لم تكن تتعدى سبع دقائق.

قد تكون ملاحظات الرجل الأول في "الأرسيدي"، في محلها، غير أن تزامنها مع هجوم آخر من خارج الفاعلين في ندوة الانتقال الديمقراطي، قد يزيد من عبء الضغوط على هذه المبادرة التي لا تزال في بداياتها الأولى.

 



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق