الرئيسية مجلة "يڨول" تحقيق وروبورتاج

تسجيل 12 ألف حالة جديدة في سنة ونصف

"الخلع" و"صندوق المطلقات" يرفع حالات الطلاق في الجزائر


22 جوان 2014 | 11:43
shadow

تشهد ظاهرة الطلاق في المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة تناميا رهيبا، خاصة بعد اقرار حق الخلع واستحداث صندوق دعم المطلقات. وهي عوامل كلها شجعت العديد من النساء إلى اختيار طريق الحرية والعيش بمفردهن، خصوصا اللواتي يتملكن مرتبا محترما". " يڨول" نزلت الى الشارع الجزائري للوقوف على واقع العديد من الحالات الاجتماعية التي تعيش ما بعد "الخلع" و مدى تقبل المجتمع للظاهرة التي لا تتطابق عادة مع الطابع الرجولي لمجتمعنا، حتى لو كانت على حد قول من حاورناهم "ابغض الحلال عند الله".


الكاتب : مريم. Ø´


الخيانة الزوجية واللامسؤلية أحد أسباب الطلاق

"ريم" إحدى المطلقات أو بالأحرى إحدى الزوجات التي فضلن فك رباطها الزوجي عن طريق خلع زوجها الذي خانها على أن تواصل معاناتها معه تحت سقف واحد وفي تصريح لها لـ" يڨول " تقول ريم:"تزوجت محمد بعد قصة حب دامت أكثر من سنة وقررنا أن نجتمع تحت سقف واحد، وبعد خمس سنوات من الزواج تكللت علاقتنا بطفل اسمه ياسين بدأ يتغير، واكتشفت انه يخونني مع أخريات لكنني لم أتمكن من الطلاق وبمجرد صدور قانون الخلع سهل أمامي الكثير وقمت بالخلع تركت له كل شيء المنزل، السيارة، المال المهم في كل هذا أنني تمكنت من استرجاع حريتي"،ولما سألناها عن نظرة المجتمع لها ردت قائلة:" لا يهمني ما يعتقد المجتمع، فأنا لا أزال شابة وعمري 30سنة واليوم نحن تطورنا والطلاق أصبح شئ عادي عكس الماضي، أحسن من العيش في مشاكل".

أسباب عديدة للطلاق من بينها ما ذكرته ريم ، كعدم تحمل المسؤولية من طرف الزوج ، تدخل الأهل في حياة الزوجين، التهرب من الواجب وأشياء كثيرة تؤدي الى تلاشي العقد المعنوي في أول مرحلة، لتصل الأمور في آخر المطاف إلى إلغاء العقد الرسمي القائم بين الزوجين. ف"ليلى" التقيناها هي أم لـ5 اطفال مطلقة من زوجها بعد علاقة أسرية دامت 15 سنة وقالت "أنا تطلقت من زوجي بعد 15 سنة لا لأنني لم اعد أحبه أو هناك مشكل بيننا وإنما كوني كنت خائفة من ردة فعل المجتمع، لكن بعد إقرار قانون الخلع لم يعد يهمني الامر، والمهم في كل هذا راحتي وراحة الأولاد الذين أفضل أن يتربوا في جو مستقر على ان يكونوا مع الأب والأم ودوامة المشاكل" .

ولم نتوقف عند السيدات المطلقات فقط، بل ارتأينا التوجه الى الرجال الذين كانوا محل طلب الخلغ من زوجاتهم، وذلك لنتعرف أكثر على أرائهم في الموضوع،. أول الذين إلتقينا بهم، يدعى "كريم"، يشتغل طبيب أسنان، خلعته زوجته منذ سنتين، وعبر عن رايه لنا قائلا: " كانت مشاكل كثيرة بيني وبين زوجتي بسبب تدخل والدتها في علاقتنا، من جهة وشكها الدائم في وفائي لها، وتقول دائما أني أخونها عبر شبكات التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" ، ضف إلى ذلك غاب الحوار والتفاهم بيننا كونها كانت ترفض الحديث معي و أنا افقد أعصابي وغالبا ما ينتهي الامر بي بالضرب والشتم والسب، وتوسلت لزوجتي بعدم اتخاذ قرار الخلع الا أنها اختارته ، وانا ضد هذا النوع من الطلاق كون المرأة دائما تكون ناقصة عقل ودين ومتسرعة في قرارتها وهذا النوع من الطلاق تسبب في خراب العديد من الأسر ". و أضاف كريم " في السنوات الماضية لم تكن حالات الطلاق مرتفعة إلا انه حاليا أضحت موضة لدى الجزائريات".

بعد وقوفنا على حالات عديدة للطلاق رغم انحصار أسبابها بين الخيانة، الكذب واللامسؤلية ارتأينا التوجه إلى رجال القانون والجمعيات للوقوف على تحليلهم وأسباب الانتشار الواسع لهذه الظاهرة.

22 ألف حالة خلع جديدة منذ 2013

كشف الدكتور بوجناح مختص في الإصلاح الأسري، في تصريح لـ " يڨول "، أن نسبة الطلاق في الجزائر عرفت ارتفاعا كبيرا حيث وصلت إلى 65 ألف حالة طلاق نهاية السنة الماضية، مرجعا أسبابها حسب الحالات التي تلقاها في عيادته إلى الخيانة الزوجية التي ارجعها الى عدم التوافق العاطفي والجنسي بين الزوجين واعتبرها العامل الرئيسي في الطلاق بين الزوجيين ، الذين عقدوا القران عن طريق العائلة او من دون تجربة خاصة بين الشباب.و من جهتها صرحت المحامية زهرة بن براهم حول الطلاق في الجزائر وعلاقته بالخلع، أن القانون الجزائري عرف تعديلات جذرية فيما يخص التشريع الخاص بظاهرة الخلع، فالمادة 84 من القانون القديم كانت تعتبر موافقة الزوج شرطا أساسيا في إجراءات الخلع، كما كانت تطالب المرأة بذكر أسباب الخلع أمام القاضي، وهذا ما اعتبرته المحامية بن براهم مخالفا للشريعة الإسلامية والمنطق وإجحافا كبيرا في حق المرأة.

وأكدت المتحدثة أن القانون الحالي عرف العديد من التعديلات التي جاءت لحماية المرأة، فالمادة المعدلة أسقطت موافقة الزوج ومكنت المرأة من خلع زوجها دون موافقته، كما أن القانون الجديد لم يطالب المرأة بذكر الأسباب التي من أجلها يتم الخلع، وهو ما رفع عدد حالات الخلع التي بلغت 4الاف حالة خلال سنة واحدة فقط سنة 2013. فأمام ارتفاع حالات الطلاق التي أرجعها الدكاترة والمحامون إلى سهولة "اجراءات" الخلع، توجد بالمقابل جمعيات تعمل على زرع التوعية وتوفير الحماية القانونية للمطلقين خاصة السيدات، حيث كشفت لنا رقية ناصر رئيسة شبكة "وسيلة" للدفاع عن المرأة في اتصال هاتفي، أنها استقبلت العديد من الأزواج الذين اختاروا الطلاق لحل مشاكلهم دون الاكتراث لمستقبل الأطفال، و انها كرئيسة شبكة للدفاع عن حقوق المرأة، فهي بصدد القيام بحملة تجوب فيها الوطن للتحسيس بالنتائج التي تأتي ما بعد الطلاق خاصة مصير الاطفال والمرأة التي غالبا ما تكون مرفوضة من المجتمع او تتعرض لسوء المعاملة. وتشير احصائيات لوزارة العدل تحصلت "يقول عليها، الى أنه تم تسجيل 22الف حالة طلاق عن طريق "الخلع"، طيلة سنة 2013 والسداسي الاول من السنة الجارية، ووفق ذات المصدر، فالاسباب الرئيسية تتمثل في الخيانة الزوجية والتهرب من المسؤولية الزوجية، حيث اكدت ايضا ذات الجهة ، انا الطلاق عرف ارتفاعا يعادل 12 ألف حالة سنويا بعد صدور قانون يسمح للمرأة بالتطليق عن طريق "الخلع" .

وتعد هذه الأرقام مؤشرا صغيرا عن حجم ظاهرة الخلغ ولجوء المرأة إلى التخلي عن زوجها واختيار العزف المنفرد ، فأحيانا تكون على حق وهي ادرى بظروفها ، لكن حجم تداعيات فك العلاقة الزوجية، سيكون كارثيا على المدى البعيد، لكون الابناء هم دائما من يدفع فاتورة الطلاق، فيما يختار الزوجان الاستمتاع بحياتهم ولو على مشارف الخمسينيات. وحاليا، ظاهرة الخلغ مرشحة للارتفاع اكثر، لكون استحداث الحكومة الجزائرية لصندوق دعم المطلقات، سيشجع حتما استعمال ورقة "الخلغ" لـ " التمرد " والعيش في حرية مطلقة، مادامت السلطات العمومية وفرت أجرة محترمة لكل مطلقة، ولو لم تكن ضحيةّ. والخلع ، اختلفت الأراء حوله ، ولم يعد ذلك الطابو الذي تهابه المراة والأسر، ولم تعد نظرة المجتمع تهم كثيرا ، لان التغيرات العميقة التي عرفها المجتمع الجزائري انتجت تمردا ، لان القيم المجتمعية لم تكن دائما رحيمة. ولكن في المقابل، فيعتقد الكثير، ان ما يحدث باسم الحرية وحقوق المرأة ، انتج تفككا قيميا وضحايا من كل الفئات والأعمار، فإذا كانت التقاليد المجتمعية قد فرضت قيودا وحواجز حافظت على تماسك الاسرة الجزائرية، إلا أن الحداثة وتقنين الحقوق والواجبات الاسرية، وتحت شعار الحرية بلاحدود، اضحى للمرأة خيارات تجعلها تعيش وفق تصورها وقناعتها.

 



مواضيع ذات صلة

التعليقات

  1. ام رياض   02 أوت 2016

    انا ارى القانون الجزائر لم يعطي المرام الجزائرية حقها بالكافي لحد الان لان الرجل الجزائري عنيف ويحب ادلال المراة وقطع كل روابط اسرتها فمثلا انا تزوجت عن حب لاكن بعد كل ما فعلت من اجله هو الآن يخوني مع مل رخيسة وجدها في طريقه وبغض النظر عن الضرب والدل الي اعيشه يوميا ولاكني لم استطع طلب الطلاب من اجل اولادي لا اكثر لكن اصبحت اتمنى الموت

  2. bennouda bennouar   23 أفريل 2016

    الخلع بطاقة انتخب

  3. حمزه   22 نزفمبر 2015

    الله ينتقم من كل ام لم تربي بنتها على الاخلاق وطاعة الزوج في المعروف السبب يا اخوان الامهات وزدوها بالقوانين صكها الداب جافت

  4. امين   25 جوان 2015

    هذا القانون حاء لتحويل الجزائر الى بيت دعاة كبير اين تذهب المطلقات بدون نفاق من يشبع غرائزهن الا الحرام والرذيلة

  5. امين   25 جوان 2015

    انا عن نفسي تعرضت لطلاق الخلع من زوجتي وقد وفرت لها كل شيئ من منزل مستقل وعيشة هنيئة الا انها انساقت وراء امها واحدى النساء التي غررت بها بوجود رجل جاهز وثري فطلبت الخلع وحصلت عليه وهي الان تجر اذيال الرذيلة والندم يعتصر قلبها واصبحت لقمة سائغة لطالبي المتعة المجانية وانا الحمد لله من علي الله بزوجة صالحة حسبنا الله في بوتفليقة وقانون العار هذا والله حطم الاسرة الجزائرية

  6. محمد محمد   07 جوان 2015

    قانون سيطرة علي الرجال اصبح بش ياكثر الفسد في المجتمع الجزائري و اصبح الرجل يخاف علي الزوج مثل قصتي انا 10 سنوت زوج طلبت الخلع من اجل ارضاء ابوها و اخوتها وانا كنت اعلاج فيها من اجل انجاب الاولاد طيلة 10 سنوت خسرت اكثر 200 مليون وذرك طلبت الخلع بدون سبب الوحد اني رفضت ذهب لي اهلها من اجل عيد ميلاد بنت اخوها رغم كنت عند اهلها بعد يومين من رجوع من عند اهلها هذ ظالم بنسبة لي الرجل

  7. tadj   27 فيفري 2015

    هدا القانون اعطى للمراءة الجزائرية حق النيك يعنى المراءة تنكح باسم القانون

  8. delou   28 ديسمبر 2014

    أعجبني كثيرا الحكم لأن كثيرا لا يعرفون معانات المرأة عند الرجل (حشى لي مايستهلش )رغم أن الله نهانا عن الظلم والفساد حسبي الله ونعم الوكيل....انا واحدة من النساء اللواتي تحطمن قلوبهم ظننت ان الزواج هو السعادة والمستقبل لكن..لم أفكر يوما بأني سأكون يوما ما انسانة مطلقة لكن وصلت إلى أن أذل.تحملت كثيرا لكن إلى متى.. حتى إن القانون الذي منح راتب للمرأة المطلقة لم يساعدني. ..لأني فضلت أن أكمل معاناتي على أن أغضب رب العالمين من المرأة التي لا تتمنى أن تعيش في سعادة...حسبي الله ونعم الكيل هذا القانون أفادة كثيرا من النساء على أن يلجأن إلى الحرام والعياذ بالله

  9. عبد الكريم   15 ديسمبر 2014

    هذا القانون جاء لتخنث الرجال حسبي الله ونعم الوكيل هذي الحكومة لا تمثل الشعب الجزائري المسلم

  10. Hamed   18 أوت 2014

    هذا القنون من خرب البيوت و يتم الأولاد و كثرى إلا نحراف الأخلاقي في وطني الحبيب وكثر الفساد و هذا راجع لبعض الزوجات المترجلات الجاهلات اصبحن يخلعو في الزواج دون حساب و لا حتي أسباب .من يتحمل ذنب الأولاد أن الطلاق يهتز له عرش الرحمان الصلح الصلح يا عباد الله .وماهذا صندوق المطلاقات إلا وسيلة لنشر ما لا يحمد عقباه.لماذا لا يكون مثلا صندوق لإعانة الأسرة الفقيرة لتجنب الطلاق

  11. rima   17 جويلية 2014

    في كثير من الاحيان الخلع هو الملجىء الوحيد وانا في هذا الموقف فحكايتي كالتالي اولا اعطى شيكاتي للرجال واصبحت اواجه في الرجال ثانيا مضى على شاك لى بامضاء مزور بمبلغ 100000 دج ثالثا جاء بامراء الى المنزل و بات معها وقال لي صديقي ليس لي معه اطفال والسبب بطىء و صديد وحركة في الساعة الاول 00 كان متزوج قبلي ولم يخبرني الشىء الذي قاله عقدت و طلقت بدون دخول والشيء الاخير تزوج من امرأة اخرى بدون علمي بالفاتحة في رأيكم في هذه الحالة ماذا افعل يا ترى

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق