الرئيسية التعليق عذرا يا إيبوسي


ببساطة

م. إيوانوغان

عذرا يا إيبوسي


  Ù…. إيوانوغان     mohammediouanoughene@yahoo.fr

مقالات سابقة للكاتب

- الله يستر
- صديقنا المحتال
- نهاية مفعول البحبوحة المالية

دم إيبوسي عار علينا جميعا،وعار على مسيري الكرة الجزائرية بشكل خاص وعلى الحكومة الجزائرية بشكل أخص...

عار علينا جميعا لأننا زرعنا ثقافة العنف في مجتمعنا إلى أبعد الحدود. لم تعد هناك وسيلة للتعبير عن الغضب وعن أبسط إنشغال سوى العنف، ومسؤولونا لا يستجيبون لأي إنشغال سوى ذلك المعبر عنه بالعنف.

مهما إستجبنا لمطلب حكومتنا التي لا يهمها سوى تلميع صورة الجزائر في الخارج، هناك واقع يلاحقنا ويلاحقها ويكشف حقيقتنا وحقيقة الوضع في بلادنا. ولاعب كرة القدم مثل الحمام في التعبير عن السلام والاستقرار القائم في بلد ما. وعندما يقتل شاب فوق أرضية ميدان كرة وبقميص الفريق الذي يمثل الأنصار الذين تسببوا في مقتله... فهذا يعني أن هذا البلد غير آمن وغير مستقر، حتى إذا إجتهدت مصالح أمن هذا البلد في تطويق العنف ومنع حدوث الفوضى العارمة.

عار علينا جميعا، لأن الجزائري يموت في صمت بوسائل مختلفة منها تلك نتسبب فيها بأنفسنا مباشرة وتلك التي تحدث بسبب تهاوننا وعدم إلتزامنا بمهامنا... وأكثر من ذلك لا تتحرك مشاعرنا او تتحرك لفترة وجيزة ثم ننسى بسرعة أي جريمة قتل أو ننسى تصحيح الخطأ الذي أدى إلى القتل. وعار على الحكومة لأنها لم تدرب أعوان أمنها على حماية الأرواح بقدرما دربتهم فقط على حماية البلاد، كأن حماية البلاد لا تعني حماية الأشخاص.

 

ولو تدرب أعوان أمننا على حقيقة حماية الأشخاص لما سمحوا بوجود حجارة أو أي أداة قاتلة في ملعب كرة قدم. وحتى إذا إستوعب أعوان الأمن مهمة حماية الأشخاص، هناك في أعلى هرم السلطة من يصدر قرارات عفو أو قرارات التساهل مع العنف المؤدي إلى القتل...

لقد قتل مناصرون كثيرون في مياديننا الكروية وكان يقتل لاعبون في عدة مناسبات وفي كل مرة تكيل الهيئات المسيرة لكرة بمكيالين وتصدر قرارات لا علاقة لها بالأحداث أحيانا ثم تتراجع عنها، وتتغاضى عن معاقبة من يجب معاقبتهم أحيانا كثيرة. ورؤساء النوادي حرموا ملاعب كرة القدم على محبيها الحقيقيين الذين أضحوا يخشون على حياتهم من الملاعب. وفي نفس الوقت تجتهد سلطاتنا العمومية والكروية في ملأ المدرجات بالأطفال والنساء عندما يكون الموعد مع المنتخب الوطني، لتلميع الصورة دائما وليس لتربية النشأة طبعا.

عذرا يا إيبوسي، لقد خدعناك بصورتنا الزائفة ولم تكن تدرك أن توقيعك للاعب بألوان الشبيبة هو توقيع شهادة وفاتك.