الرئيسية ثقافة فن

عبر لوحات الخطاطين حفيان والمقبض

جمالية الحرف العربي في معرض عايدة للفنون العاصمة


30 جوان 2014 | 15:38
shadow

ينظم معرض عايدة للفنون و الاتصال بدالي إبراهيم، أعالي العاصمة أبوابا مفتوحة للخط العربي بداية من الأسبوع الماضي وتستمر إلى غاية العاشر من جويلية الجاري، تحت شعار "سراب الأحرف" للخطاطين عبد الرزاق حفيان وصالح المقبض.


الكاتب : سعاد شالقو


بداية زيارتنا للمعرض، كانت من لوحات الخطاط صالح المقبض، الذي حاول في لوحاته أن يجمع بين الكلمة، التي اختارها أن تكون خواطر في بعض الأحيان، و أجزاء من شعرعن الحب والحرب في أحيان أخرى ،وجمعها مع جمالية الحرف العربي، الذي اختاره أن يكون هو الأساس في تركيب أو بناء اللوحة، مستعملا الشكل الجميل للحرف العربي، بما فيه الشكل العام واللون والرشاقة التي يتميز بها الحرف، باختلاف أنواعه.

فمثلا عبر في لوحته كلام في الظهر، أنها رؤية للحديث أو الكلام الذي يتردد على الإنسان دون علمه، أو في ظهره كما يقال، وهي بأحجام صغيرة و كبيرة وبعيدة وقريبة، بمعنى نوع الكلام الجارح الذي قد يكون كبيرا جارحا أو صغيرا لايخلو من الإساءة، باستعمال اللونين الأسود والبني، لما يحملانه من المعاني الداكنة (مثل قولنا نظرة سوداوية أو القلب الأسود)، وكذلك المعنى في لوحة أسرار النساء، التي فضل أن تكون باللون الأنثوي وهو اللون البنفسجي، الذي يحمل الشكل الواضح وهو مركز الشخصية صاحبة القوة، أو النقطة التي تجتمع عندها النساء كي تفشي أسرارها الخاصة، والألوان الفاتحة هي للشخصيات الثانية التي تأتي وتجتمع لحكاية خصوصياتها عند صاحبة الشأن، والكتابات باللون البني في الخلف هي لضعيفات القلوب لتأتي لاصطياد خصوصيات النساء وأسرارها لإفشائها في مجالس أخرى، وفي لوحة الوصال فهي تعبر عن محتواها بشكل حروفها، فالكلمات المجموعة هي الشخصيات من أفراد أو جماعات، ومنها المتقارب كالشكلين العلويين ومنها المتباعد كالشكل الأسفل، والحرف الذي يحمل صفة الوصال هو الميم الذي يحاول الوصل بين المتفارقين.

وفي لوحة مرض الحبيب فهي كذلك التصور لأعز الناس عند المرض وكيف أن العائلة والأصدقاء يلتفون حوله و يرون ضعفه، ويتحسرون لفقدانه (حيث انه يعبر عن الحبيب بالحرف الكبير، و الأحباب المجتمعون حوله بالحروف الصغيرة، أما الحمراء أو البنية، فهي التي تحمل الحسرة في معناها.

وعن لوحات عبد الرزاق حفيان، فهي كذلك لافتة للانتباه، من خلال الرسومات المعبرة و المتقنة، و الناظر إليها يتأملها دون انقطاع، نظرا لاستعماله في العديد من اللوحات للنحاس و الفضة و الخشب والجلد، حيث أن معظم ألواحه كانت من ألواح الزاوية، وذلك للتذكير بتراث أجدادنا، الذين كانوا يحفظون، و يكتبون عليها. ورسوماته فيها وجه المرأة بألوان مختلفة، منسجمة معها أحرف عربية متنوعة، وأخرى مكتوب فيها كتابات لروائيين ،مما زاد من جمال و روعة اللوحات. وكذلك استعمل البندير الذي رسم عليه، رجلين من الترقي يعزفان ، وهذا للتعبير عن أصول وثقافة الجنوب، بالإضافة إلى لوحتين أحداهما مرسوم فيها رجل ترقي و الثانية امرأة ترقية.

كما تحدثت "يڨول" مع صاحبة الرواق السيدة "طيار سعاد" التي أعلمتنا، أن الهدف من هذا المعرض، هوجلب عدد كبير من الزوار،للتعريف بالفن و التراث و التقاليد الجزائرية، كما أطلعتنا أن يوم الافتتاح عرف قدوم العديد من الفنانين التشكيليين ، الذين أعجبوا واستمتعوا باللوحات الفنية المعروضة، كما أتيحت لهم فرصة الدردشة مع بعضهم البعض.

من جهة أخرى، تأسفت لعدم توافد الجمهور بكثرة، لاكتشاف هذه المواهب وهذا الفن الراقي، ودعت وسائل الإعلام إلى تخصيص مساحة أكثر، للتعريف بهذا الفن التشكيلي، خصوصا في مثل هكذا فرص أين تقام فيها معارض. ودعت المواطنين إلى الحضور و عدم تفويت فرصة مشاهدة هذه اللوحات الرائعة والقيمة، خصوصا أن هذا المعرض ما تزال أبوابه مفتوحة إلى غاية العاشر من جويلية 2014 .



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق