الرئيسية مال وإقتصاد شراكة أجنبية

رغم قرار الحكومة

المشاركون في صالون السيارات واصلوا تداول الملايير نقدا


صالون السيارات للجزائر

27 أفريل 2014 | 19:05:28
shadow


الكاتب :


ضرب وكلاء بيع السيارات، مرة أخرى، عرض الحائط قرار الحكومة بمنع البيع نقدا خلال أيام انعقاد الصالون الدولي للسيارات مؤخرا، فتم تداول في تلك الفترة عشرات الملايير نقدا. موقع "يقول" يكشف أسباب تمادي الوكلاء في انتهاك قرار الحكومة وغض هذه الأخيرة الطرف عن هذه الممارسة التي تعد فرصة لا تعوض لمن يريد تبييض أمواله.

خلال انعقاد الصالون الدولي للسيارات في طبعته السابعة عشر بين 12 و22 مارس الماضي، كان موضوع تسديد مبيعات السيارات نقدا "طابو" لم يتجرأ أحد على خرقه، فلوحظ خلال الصالون مواصلة الوكلاء بيع مركباتهم لزبائن جاؤوا محملين بالملايين في حقائب ظهر وحتى أكياس بلاستيكية.

قبل هذا يجب الإشارة، أن الصالون الدولي للسيارات الذي ينظم في نفس الفترة من كل عام بقصر المعارض بالصنوبر البحري، هو صالون السيارات الوحيد في العالم الذي يسمح فيه للصانعين والوكلاء ببيع السيارات، في الوقت أن المتعارف عليه أن معارض السيارات تخصص لعرض المركبات الجديدة أو على الأقل الإبقاء الحبل السري بين الزبون وعلاماتهم المفضلة، لذا يعتب البعض أن التسمية التي تصلح لصالون العاصمة ليس صالونا بل "سوقا".

سنة 2012 نقطة التحول

الصالون الدولي في طبعته الخامسة عشر، سنة 2012 كان من بين أنجح الطبعات بالنسبة لبائعي السيارات، فشهد توافد مئات الآلاف من الزوار، عدد كبير منهم جاء لشراء سيارة وقيمتها المالية الكلية في كيس بلاستيكي مشابه لكيس التي تشرى فيه البطاطا. وحسب شهود ممن عايشوا تلك النسخة، كانت الصور خيالية في أجنحة الوكلاء أموال احتار القائمون على الشركات كيف التعامل معها، لدرجة انه كان يتم اللجوء إلى شركات نقل الأموال وشاحناتها المصفحة عدة مرات في اليوم من قبل أغلب الوكلاء.

وخلال هذه النسخة وما تم تداوله عن حجم الأموال الضخمة في الصالون في تلك الطبعة، حيث أعيد تسمية قصر المعارض بأكبر بنك في الجزائر أو بكل بساطة "البنك المركزي الجزائري".

لتأتي نسخة سنة 2013 ، أين أصدرت وزارة التجارة تعليمة تمنع بيع السيارات خلال أيام الصالون نقدا، لكن هل احترمت هذه التعليمة؟ طبعا لا، فاكتفت الجهات الحكومية باصدار تعليمة ولم ترافقها بإجراءات مراقبة لمدى احترامها من قبل الوكلاء، فالغريب أن الاتفاق بين إدارة قصر المعارض "صافكس" وجمعية وكلاء بيع السيارات كان اتفاقا شفهي ليس الا، واكتفت شركة "صافكس" بمنع سيارات مؤسسات نقل الأموال دخول قصر المعارض، ورفضت إجراء عمليات رقابة على مدى احترام التعليمة لان هذا ليس من صلاحياتها.

"الأموال التي سنرفضها سيقبلها آخرون"

غياب آليات رقابة لمدى امتثال بائعي السيارات للتعليمة، أبقى دار لقمان على حالها سواء سنة 2013 وهذه السنة، فخلال الطبعة السابعة عشر التي جرت الشهر الفارط، واصل الوكلاء بيع السيارات نقدا، وقال أحد الوكلاء لما طرح عليه السؤال "نشجع الزبائن للتعامل بالصكوك لكننا لا يمكننا أن نرفض بيع سيارة نقدا لزبون يريد ذلك، فهذه الأموال التي سنرفضها سيقبلها آخرون".

وحسب مصادر عليمة بكواليس الصالون، فان الوكلاء كانوا يقومون بنقل أموالهم عبر سياراتهم الخاصة وتحت حراسة أمنية مشددة لأعوان امن خاصين بهم، والحيلة الأخرى كانت تقوم على تحويل الزبائن على مقراتهم خارج قصر المعارض لتسديد باقي قيمة السيارة المراد شراءها وهذا بعد أن يسددوا الدفعة الأولى والمقدرة غالبا بعشرة بالمائة من القيمة الإجمالية في عين المكان.

ملايير بعضها "ملطخة"

وعن حجم الأموال التي يتم تداولها كل سنة خلال الصالون، قالت مصادر عليمة أنها خيالية غير أنه يصعب تحديدها بالتقريب، لتفادي الوكلاء الكشف عن حجم مبيعاتهم خلال الصالون وان قاموا فانهم لا يقدمون نسبة المبيعات التي تمت نقدا. غير أنه، تضيف نفس المصادر "عبر عملية حسابية بسيطة نجد أن وكيل من الحجم المتوسط، يمكن أن يسوق خلال أيام الصالون بين 150 و200 سيارة، وان كان متوسط سعر السيارات 100 مليون سنتيم، فان قام مثلا ببيع 60 سيارة نقدا، فيكون هذا المتعامل لوحده قد قبض ما قيمته 6 ملايير سنتيم نقدا".

وعن حجم الأموال التي يتم تبييضها، تضيف نفس المصادر، يستحيل معرفة ذلك فلا أحد يسأل عن مصدرها وهي الآن "مبيضة" في شكل سيارات فاخرة، وتقول مصادرنا "الساذج او الرافض لمواجهة الحقيقة، هو من يعتبر أنه لا يوجد تبييض للأموال خلال صالون السيارات، الذي يعد أهم فرصة "قانونية" لتبييض الأموال".

الأكيد في كل هذا، أن السلطات العمومية تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الوضع، فهي من اكتفت باصدار تعليمة، بعض جوانبها "شفهية" فقط، ولم ترافقها بآليات رقابة تكبح ممارسات تبقي السوق المالي في الجزائر في صف "بازار" لا غير، تغسل فيه الأموال دون حسيب أو رقيب.

محمد عشاب

 

 صالون السيارات للجزائر



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق