لا تزال أحياء و بلديات كثيرة من العاصمة تعاني من غياب الانترنيت، في ظل تطور تكنولوجيات وسائل الاتصال. مما أغضب المواطنين و أثار استياءهم لعدم وجود الانترنت في بيوتهم  و اضطرارهم  لللجوء إلى مقاهي الانترنت حتى و لو كانت الخدمة بطيئة.

حي "مئة و خمسون مسكن " المعروف ب "حي بلكور" ، المتواجد ببلدية عين البنيان غرب العاصمة ، محروم من الانترنيت و الهاتف  أكثر من عشر سنوات ، رغم احتجاج القاطنين فيه ، و مطالبة اتصالات الجزائر بالنظر في ملفاتهم  و الإصرار على الشركة من اجل تركيب الأعمدة  أكثر من مرة ، لكن دون فائدة.احد السكان (م .ع) صرح لجريدة "يقول "  معبرا عن إستيائه "كرهنا من هذا المشكل ، رانا عايشين في عالم أخر رانا متأخرين بزاف ، كل ما نروحوا لاتصالات الجزائر يقولونا كاين الضغط علينا اصبروا ، انا ما فهمتش الجيل الثالث هنا في الدزاير ، و حنا مازال ما عندناش الانترنت" .واتضح فيما بعد أن اتصالات الجزائر لا يمكنها تغطية كل البلديات، و لديها نقص في الإمكانيات، رغم الميزانية المخصصة لها و احتكارها للسوق، دون وجود أي منافس لها..

و قد توجهت "يقول" إلى حي أخر، ملقب باسم "الشناوة" ،و الشيء الذي يلفت الأنظار فيه أن احد مكاتب اتصالات الجزائر متواجد فيه و لكن يشهد إلى يومنا هذا عدم وجود شبكة انترنيت تغطيه. و كان رد احد العاملين في المكتب على هذا المشكل الذي تعيشه معظم بلديات العاصمة، بالخصوص الأحياء الجديدة، أن " هنالك مشاريع في تركيب  الهواتف ، و بعدها الانترنيت  في كل الأحياء التي تنعدم فيها، و ذلك في غضون ثلاثة أشهر".

وفي بلدية عين البنيان دائما، إتجهنا إلى حي يبلغ عدد  السكان فيه أكثر من " خمسمائة" ، محروم من هو أيضا من هذه الخدمة الحيوية، و أشار احد السكان أنهم قدموا ملفات و طلب جماعي لاتصالات الجزائر ، لكن لم تكن هنالك استجابة أو رد من قبل الشركة ، و لا يزال المشكل قائم إلى يومنا هذا. و قال " انحن لسنا بجزائريين لدينا حق في ان يكون ببيوتنا جهاز كمبيوتر  فيه خدمة الانترنت ".هذه جعلت  شركة "اتصالات الجزائر" محل سخرية عند المواطنين الذين يطلقون عليها أحيانا أوكما "انقطاعات الجزائر" أو "انفصالات الجزائر"...

و تجدر الإشارة أنالمواطن الجزائري، الذي يستفيد من خدمة الانترنيت ، حسب ما تكشف عنه الدراسات الدولية المتخصّصة،  يدفع تكلفة مضاعفة مقابل الحصول على تدفّق ضعيف جدا على شبكة الانترنت، مقارنة بمعظم دول الشمال وحتى الجنوب، فمتوسّط ما يدفعه الجزائري يعادل" 1200 إلى 2000دينار" شهريا، للربط على شبكة الانترنت، بتدفّق لا يتعدّى 1 ميغابايت، وعليه فإن تكلفة الاستفادة من خدمة الانترنت، تظلّ مقارنة بالدخل الفردي، مرتفعة جدا في الجزائر. ورغم الأموال الضخمة الممنوحة، لتطوير وسائل الاتصال في الجزائر،تبقى بلادنا  تحتل المرتبة «184» من حيث سرعة التحميل، حسب موقع "أوكلا"، و المرتبة "131" في خدمة الاتصال.

سهام إيصولاح