الرئيسية حوار وملف حوار

الروائي عبد الرزاق بوكبة لـ"يڤول"

"ما يحدث في الساحة الثقافية امتداد طبيعي للفساد الأخلاقي في المجتمع"


03 أوت 2014 | 22:57
shadow

يستعد الروائي عبد الرزاق بوكبة لنشر روايته الجدية الموسومة "توابل الثعلب"، وهي حسبه تجربة جديدة في مساره الأدبي. ويتحدث في هذا الحوار مع "يڤول" عن الوضع الثقافي وما رافقه من تدهور أخلاقي عقب اعتراض بعض الناشرين على ترشيح روايته "ندبة الهلالي" لجائزة البوكر العربية.


الكاتب : ياسين مراد


شرعت في كتابة رواية جديدة عنوانها "توابل الثعلب" هل تبدأ أين وقفت رواية "ندبة الهلالي"؟

هي تجربة مختلفة تماماً، ذلك أن "ندبة الهلالي: من قال للشمعة أح؟" هي الجزء الثاني من ثلاثية الشمعة، بعد "جلدة الظل: من قال للشمعة أف؟" وقبل "رقصة اليعسوب: من قال للشمعة أخ؟". فضاء مكاني مختلف، تتوزّعه دمشق ومدينة معسكر في الجزائر، ولغة مختلفة، رهانها رصد الشعور بالخوف عند الإنسان، الخوف على الحياة من أعدائها الذين باتوا عابرين للقارات، ولا خطاب لهم سوى إخلاء الأرض من الإنسان.

قوبل ترشيح رواية "ندبة الهلالي" لجائزة البوكر طبعة 2015 بما يشبه الرفض من قبل بعض الأدباء، كيف قرأت هذا الموقف؟

لم يفعل ذلك سوى كاتب واحد، أما الآخرون إما أنهم رحبوا بالأمر، وإما أنهم احترموا أنفسهم ولم يورّطوها في التعسف، واحترموا حق الناشر في ترشيح من يريد، وحق لجنة التحكيم في تقييم العناوين المرشّحة. هناك أصول في السلوك، تماماً كما في الكتابة، وقد روّضتُ نفسي على أن أتعاطى مع هكذا مواقف من باب الحق في الوقاحة.

في المقابل كانت "ندبة الهلالي" من العناوين التي حظيت بالكتابة عنها والإشادة بها جزائرياً وعربياً

وأنا شاكر للجميع، وقد وقفت مع ما كتبوا وقفة متأمّلة، تصبّ في مراجعة التجربة، وفق فهمي للكتابة الروائية المفتوح على الإضافة، أنا أملك مشروعاً إبداعياً لا أتوخّى من خلاله الشهرة والجوائز، ولا أمرض وأنسحب من الحياة إذا لم تحظ كتبي بالتتويج والترويج، ذلك أنني أكتب لأعرقل موتي، وقد نجحت من هذا المنظور في كل تجاربي السابقة.

هل تعتقد أن الرواية الجزائرية التي يكتبها الجيل الجديد بلغت مرحلة من النضج تجعلها قادرة على فرض نفسها على الساحة الأدبية العربية؟

ليس المشهد الجزائري طارئاً على الكتابة الروائية عربياً حتى نقيس مدى نضجه وأهليته للتوجّه إلى المشاهد العربية، ولعله من أعرق المشاهد العربية في فن الرواية، ثم إن في مثل هذا التوجه عقدة نقص موروثة عن زمن سابق، لم يعد مبرراً، حيث نجح العروبيون في تكريس قناعة مفادها أن الجمال حكر على المشرق، باعتباره قبلتهم الإيديولوجية، وهنا لا بد من التذكير بالميزة الجزائرية في مجال الكتابة، وهي التعدد اللغوي.

كان وطار يشتغل على الاشتراكية، وبوجدرة على مناهضة الديكتاتورية ثم مناهضة الإسلام السياسي، أما الجيل الجديد فتبدو الأمور غير واضحة لديه.. لماذا؟

من ذكرتَ وغيرهما كانا منسجمين مع السياق الذي ظهرا وكتبا فيه، وهذا الجيل ظهر وهو يكتب منسجماً مع سياقه، الدفاع عن الحياة بكل حقوق الإنسان فيها، حق الذات في الانكتاب، وتجاوز الصوت الجماعي الذي هو في الحقيقة أكبر أكذوبة صدقها الأدب عبر التاريخ. هناك تحولات عميقة في مختلف البنيات جزائرياً وعالمياً، ومن التعسف والكذب على الذات أن تقرأ من زاوية أثبتت سقوط جدارها.

لكن نظرا لغياب القراءات الجادة التي تقرأ من زاوية الموضوعاتية، يعيش هذا الجيل مغيّباً.

شخصياً رهاني الحالي هو أن أكتب، أن أقرأ، أن أنتج فنّاً، والباقي على الباقي، وأنا مستعدّ للرحيل من غير أن أرى ثمرة ما كتبت، ولا يقلقني أبداً ألا تكون له ثمرة أصلاً، ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.

كيف تقرأ صراعات المثقفين الجزائريين وتركيزهم على قضايا تافهة، هل هذا راجع إلى غياب مشروع أيديولوجي واضح؟

هناك فساد أخلاقي شامل في الشارع الجزائري، وما يحدث في الساحة الثقافية امتداد طبيعي لهذا المعطى، ثم إن الفعل الثقافي صار في السنوات الأخيرة مربوطاً عندنا بالتعاطي الريعي للسلطة، وبالتالي فإن ما أسمتَيها صراعاتٍ هي ثمرة لهذا التوجه.

 

عبد الرزاق بوكبة

شاعر وروائي

من مواليد 1977 بأولاد جحيش/ الجزائر

أصدر

ـ من دسّ خفّ سيبويه في الرمل؟/ نصوص 2004

ـ أجنحة لمزاج الذئب الأبيض/ نصوص 2008 (فائزة في مسابقة بيروت 39)

ـ جلدة الظل: من قال للشمعة أف؟/ رواية/ 2009

ـ عطش الساقية/ رحلات في الإنسان والمكان/ 2010

ـ نيوتن يصعد إلى التفاحة/ تأملات ثقافية/ 2012

ـ ندبة الهلالي: من قال للشمعة أح؟/ رواية/ 2013



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق