الرئيسية سياسة كل الأحداث

في غياب أجندة سياسية للعهدة الرئاسية الجديدة

التعديل الحكومي يتحول إلى برنامج لفخامة الرئيس


06 أوت 2014 | 17:18
shadow

أصبح التعديل الحكومي مشروع سياسي في برنامج العهدة الرابعة، إذ مرت أقل من أربعة أشهر على إعادة إنتخاب بوتفليقة وتم تعديل الحكومة جزئيا مباشرة بعد رئاسيات أفريل ويجري الحديث بكثافة عن تعديل قريب ثاني للحكومة.


الكاتب : محمد إيوانوغان


والأغرب في هذه المشروع السياسي أن الوزراء الذين إلتحقوا بتشكيلة سلال حديثا هم الأقرب للرحيل إذا أخذنا التسريبات الاعلامية في هذا الخصوص محمل الجد. يحدث هذا في وقت أغلق باب مناقشة تعديل الدستور بعدما أنهى أويحيى مشاوراته حوله. ما يعطي الانطباع أن هذا التعديل أجهض وأي كان كانت النهاية التي سيخصصها بوتفليقة للخلاصة التي سعرضها عليه أويحيى، فلن نكون أمام دستور يتعين على من سيخلف الرئيس الباقي في الكرسي مدى الحياة إحترامه وتطبيقه وعدم تعديله على المقاس... لأن مثل هذا الدستور يستوجب أن تتوفر فيه شروط تجعله مرجعية حقيقية للجزائريين بكل شرائحهم الاجتماعية وأطيافهم السياسية.

وما عدا التعديل الدستوري والتعديل الحكومي، تكون العهدة الرابعة خالية من المواعيد السياسية رغم حاجة البلاد لتحول جذري أسلوب تسيير شؤونها وفي توجهاتها الاقتصادية والاجتماعية وفي هيكلة مؤسساتها... وهذا بإعتراف منشطي حملة الرئيس في أفريل الماضي، حيث وعدا الجزائريين ب"دولة مدنية" و"نهاية الحقرة" وغيرها من الشعارات. لكن الوعود الانتخابية مجرد عبارات تطلق في الهواء، أما الواقع فمرتبط بمدى إستعداد بوتفليقة صحيا لمواصلة الحكم. وهنا مهما إجتهد مسيرو صورة الرئيس في إطلاق مبادرات بإسمه، كدعوة الأمم المتحدة لعقد جمعية عامة طارئة حول المجزرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، فهناك حدود طبيعية لا يمكن أمامها إخفاء غياب الرئيس ومن ثمة وجود خلل ما في أعلى هرم السلطة.

وعلى صعيد المعارضة، هناك حراك على أربعة جبهات تلتفي أحيانا وتفترق أحيانا أخرى، حسب الأجندة السياسية الأخرى الخفية هذه المرة أو الافتراضية ما دامت هذه الأجندة آجالها مفتوحة غلى غاية الموعد الرئاسي القادم، وفي إنتظار ذلك لا أحد يستطيع الجزم بموعد تحريكها إلا إذا تدخل القدر وحينها أيضا قد تخلط الأمور كل الفاعلين السياسيين لعدم إستعدادهم لها.

الجبهة الأولى هي تنسيقية التغيير والانتقال الديمقراطي التي حبذها الجميع ورحب بها، لكن الجميع أيضا غير مستعد ربما للانخراط فيها كلية ما لم تأخذ المجرى الذي يريد إعطائه للمبادرة. ما يجعل كل طرف يتحرك على إنفراد. فالتنسيقية تتفرع عليها أحيانا تنسيقيات وهناك قطب التغيير الذي يقوده علي بن فليس ويسعى لاطلاق حزب سياسي لا ندري إن كان مرتبط بالظرف الحالي المتميز بالانتظار والترقب فقط أم أنه مشروع حقيقي له أهداف على المدى البعيد ومن ثمة لن تتوقف مساعيه عند موعد إستخلاف بوتفليقة. وكذلك الشأن بالنسبة لمولود حمروش الذي ينظم ندوات عبر مختلف ولايات الوطن منذ بداية شهر رمضان، دون أن يكشف بعد إن كانت هذه الندوات تدخل ضمن مخطط تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي يدعمها أم هي مجرد ندوات فكرية بيداغوجية الهدف منها إثراء النقاش في البلاد أم هو الآخر بصدد إطلاق مبادرة سياسية لم يحن الموعد بعد للاعلان عنها.

أما الجبهة الرابعة فيقودها الأفافاس الذي ييستعد لعقد ندوة إجماع وطني في الخريف القادم، دون أن يعرف لحد الساعة من سيشارك فيها ومن سيقاطعها أو يتجاهلها. فالحزب شارك في ندوة زرالدة للمعارضة وإستجاب لدعو أويحيى للمشاورات حول الدستور ويسعى لجمع الطرفين في ندوة غجماعه الوطني... لكن مثل هذه المعادلة بسيطة في مجال الرياضيات فقط دون الواقع المعيشي، خاصة الواقع السياسي.



مواضيع ذات صلة

التعليقات

  1. اجيرة الرحمان   06 أوت 2014

    الجزائر فادرة علي حل المشكل المالي ......اذا كان بالفكر السياسي البوتفليقي او من هم توئم افكاره وذكائه....تقدر

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق