الرئيسية دولي فضاء مغاربي / إفريقيا

بعد إعلان إسبانيا عن مؤتمر في 17 من الشهر المقبل

الغرب يقفز على مبادرة دول جوار ليبيا ويصر على التدويل


18 أوت 2014 | 17:51
shadow

بإعلان الحكومة الإسبانية عن تنظيم مؤتمر حول ليبيا يوم 17 سبتمبر المقبل في العاصمة مدريد، تكون الأزمة الليبية قد عادت مجددا إلى التدويل، بعد سنتين من الاقتتال الداخلي، وجد فيهما الغرب مبررا لجر ليبيا مجددا نحو الوصاية الأجنبية.


الكاتب : أحمد. Ø£


مبرر الغرب وبالأخص أوروبا الغربية في هذا التوجه، الذي ترفضه الكثير من المنظمات والفعاليات وعموم الشعب الليبي، هو التخوف من تحول هذا البلد الذي يرزح تحت نير الاقتتال الداخلي، منذ الثورة التي أطاحت بالزعيم الراحل، معمر القذافي، إلى "أفغانستان" البحر المتوسط لتصبح تصنف إلى جانب كل من العراق وسوريا.

الدعوة الإسبانية التي لا يعتقد أنها من بنات أفكار مدريد لوحدها، بل تحركها بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، تستند لقراءة مفادها أن دول المغرب العربي غير قادرة على احتواء هذه الأزمة، وفي ذلك إشارة أيضا إلى أن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، في تونس في وقت سابق، من أجل تطويق الأزمة الليبية، لا يعتبر ذا جدوى في نظر الدول الأوروبية، التي لا تقبل أن تبقى دولة مطلة على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط تعيش انفلاتا أمنيا خوفا من فرار الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط.

ومعلوم أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقدوا لقاء استثنائيا في بروكسل منذ نحو أسبوع لمعالجة تطورات الشرق الأوسط والأمن القومي الأوروبي، وجرى التركيز على الملف العراقي في ظل تقدم الدولة الإسلامية "داعش"، كما تطرق هذا اللقاء إلى الملف الليبي، حيث طرح وزير خارجية إسبانيا، مانويل غارسيا ماغاريو، الملف الليبي وما أصبح يشكله من "خطر حقيقي" على الأمن الأوروبي وأساسا الدول المطلة على المتوسط سواء الأوروبية أو العربية.

ومما قاله في هذا الصدد، إن "إسبانيا ستدعو إلى اجتماع في 17 سبتمبر المقبل في مدريد ستحضره الدول المطلقة على المتوسط، سيعالج النزاع الليبي وتأثيره على دول المنطقة، إذا لم نبادر بحل النزاع فقد تتحول ليبيا إلى أفغانستان".

وتدرك مدريد ومعها الأوربيون أن دول الجوار الليبي لها مبادرة بهذا الخصوص، وقد كانت محل اجتماع لوزراء خارجية كل من الجزائر وتونس ومصر والسودان والتشاد والنيجر ومالي، بجنوب تونس الشهر المنصرم، وقد وزعت الأدوار، حيث تكفلت الجزائر بالشق العسكري ومصر بالشق السياسي، كما أن اجتماعا مبرمج نهاية الشهر الجاري بمصر للغرض ذاته، غير أن الغرب يصر على أن يكون حاضرا في الأزمة الليبية، وهو يدرك أن من أسباب الأزمة التي تعيشها ليبيا ومنطقة الساحل برمتها، هو تدخل حلف الأطلسي في هذه الدولة وما خلفه من تداعيات لا تزال آثارها حتى اليوم.



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق