الرئيسية سياسة هيئات رسمية

بلخادم يطرد من الحكومة ومن الأفالان دفعة واحدة

مجموعة الرئاسة تكشر عن أنيابها ولا تعترف بالقانون


صورة: نيوبريس

26 أوت 2014 | 14:58
shadow

إختارت رئاسة الجمهورية أسلوب العنف لإعلان تنحية بلخادم، حتى لا تترك أي مجال لقراءة هادئة ومؤسساتية لقرار الرئيس.


الكاتب : محمد إيوانوغان


مصادر من رئاسة الجمهورية لا تكشف عن هويتها تمنح السبق الصحفي لوكالة أنباء رسمية وتعلن أن مصادر قرار أخرى مجهولة الهوية إتصلت بعمار سعداني لإنهاء مهام بلخادم من كل هياكل الأفالان. كان يكفي الرئاسة أن تصدر بيانا تنشر فيه المرسوم أو مضمون المرسوم الذي وقعه رئيس الجمهورية، وتبقى سمعة بلخادم محفوظة ومؤسسات الدولة أيضا محفوظة لأن الرئيس من صلاحياته تعيين من أراد وإنهاء مهام من أراد في مؤسسات الدولة.

لكن الأسلوب الذي جاء به الخبر، يعني شيئا واحدا أن بلخادم مطرود من الرئاسة والحكومة والأفالان دفعة واحدة. ولم يبق هنا مجال للحديث عن مؤسسات الدولة والدستور والأعراف السياسية... لأن إنهاء مهام وزير إجراء عادي لا يستدعي طرده من حزبه، بل الطرد من الحزب إجراء تعسفي ومن الخطورة أن يتم الإعلان عنه عبر رئاسة الجمهورية.

كل هذا يعني أننا خرجنا بشكل مكشوف من نطاق مؤسسات الدولة وأصبحت القرارات تتخذ بإسم أشخاص ومصادر قرار مجهولة الهوية. قد يستحق بلخادم هذه الإهانة لأن الرجل قضى كل فترة حكم بوتفليقة في تبرير سير مؤسسات الدولة بشكل عادي في وقت كان يشاهد العام والخاص أن مؤسسات الدولة لم تعد تحترم من زمان.

لكن بعيدا عن شخص بلخادم، تكون المجموعة أو المصدر الذي أورد الخبر لوكالة الأنباء، قد أرادت من سلوكها هذا، أن تمرر رسالة إلى الشعب الجزائري، مفادها أنهم إستحوذوا على الحكم وكل شيئ في الجزائر ملك لهم... وفي حالة أخرى يؤشر الأسلوب غير القانوني الذي تمت به تنحية بلخادم، على أن حالة الارتباك السائدة في أعلى مؤسسات الدولة تتضاعف وتيرتها يوما بعد يوم ولم يعد أحد يسيطر على مراكز القرار.

وحتى نعود إلى بلخادم، أثار حضوره لأشغال الجامعة الصيفية لحزب جبهة التغيير تساؤلات كثيرة أمس. وبنزول قرار تنحيته من الحكومة ومن الأفالان، يتضح أن الرجل كان على علم أو على الأقل شعر بنهاية مساره مع بوتفليقة ولذلك لبى دعوة عبد المجيد مناصرة وحضر إلى جانب زملائه رؤساء الحكومات السابقين دون حرج. كما يمثل طرد بلخادم بهذه الطريقة البشعة، نهاية الصراع بينه وبين عمار سعداني وإعلان مباشر ملف الفساد الذي يتهم به الأمين العام الحالي للأفالان يزعج مجموعة الرئاسة وكل من سيفتحه مستقبلا في الأفالان سيكون مصيره مثل بلخادم وربما حتى خارج الأفالان إن استطاعت هذه المجموعة أن تعيدنا بشكل رسمي إلى عهد "الحيط بأذنيه"...



مواضيع ذات صلة

التعليقات

  1. Kamel   26 أوت 2014

    Ce limogeage n'est plus ni moins qu'un message adressé à Medienne (Toufik) pour lui signifier que son départ est proche. Belkhadem n'était que le chargé de mission du général Toufik. Il devait déstabiliser le FLN version Amar Saidani pour affaiblir le clan présidentiel. Visiblement, Toufik vient de perdre une bataille et c'est les Bouteflika qui viennent d'en gagner une.

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق