الرئيسية سياسة هيئات رسمية

غلام الله.. الشريف عباس.. بن بادة.. خذري وخليدة

رحيل 'الوزراء المُعمّرين' من حكومة 'سلال 3'


الوزراء المغادرون لحكومة سلال الثالثة

06 ماي 2014 | 00:52:08
shadow


الكاتب :


لعل أبرز ما يلفت الانتباه في الحكومة الجديدة هو مغادرة "الوزراء المعمّرين" لمناصبهم بعد أن طال الأمد بأحدهم إلى أن بلغ 17 عاما كاملة في وزارة واحدة، ويتعلق الأمر بوزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله.

عدد الوزراء المعمرين الراحلين خمسة، وهم -بالإضافة إلى وزير الشؤون الدينية- وزير المجاهدين محمد الشريف عباس ووزير التجارة مصطفى بن بادة ووزيرة الثقافة خليدة تومي والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان محمود خذري.

 

غلام الله: وزير الزردات

أطول الخمسة تعميرا في الوزارة هو وزير الشؤون الدينية الذي مكث 17 سنة كاملة. في عهدته تحولت تسمية الوزارة من وزارة الشؤون الدينية إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وقد دخل غلام الله في "حرب" مع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعمران الشيخ بسبب خلاف حول الجهة التي ستستأثر بمنصب مفتي الجمهورية، ثم أغلق الملف نهائيا بأمر من الرئيس شخصيا، وليس خافيا أن بوعمران لطالما وصف غلام الله بالطرقي وسخر من اسمه "غلام الله" فيما كان بوعمران محسوبا على مدرسة ابن باديس الإصلاحية، ومعرف العداء التاريخي بين الزوايا وشيوخ جمعية العلماء المسلمين.

في عهدة غلام الله صار للزوايا باع طويل في الحياة السياسية، حيث حوّلها الرئيس بوتفليقة إلى لجان مساندة رغبة في مخزون "المريدين" الذي يدين لها بـ"الولاء والبراء" وهم بمئات الآلاف إن لم يبلغوا المليون أو بعض الملايين وهؤلاء سيشكلون فيما بعد وعاء انتخابيا رهيبا للرئيس، وارتبط الأمر أكثر بنزعة الرئيس الروحية التي تميل إلى أصحاب المقامات و"الحضْرات" بفعل تكوينه الديني فيها، دون أن يخفى على أحد أن غلام الله وريث زاوية عن أبيه في تيارت وهو خريج طريقة صوفية تماما مثلما الرئيس يتبع الطريقة البلقايدية.

ولشدة تردده على الزوايا وتفضيله لها سمّي بـ"وزير الزردات" خاصة خصومه من السلفيين الذين لا شكّ أنهم يطيرون فرحا الآن وهم يرونه يغادر الوزارة.

 

محمد الشريف عباس: صاحب القُنبلة مع فرنسا

ويَلي وزيرُ المجاهدين محمد الشريف عباس زميلَه غلام الله في ترتيب الوزراء المعمرين، حيث مكث الشريف عباس 15 سنة في مكانه، أي منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الحكم العام 1999.

عُرف محمد الشريف عباس بقضية كادت تفجر العلاقات مع فرنسا. فلقد فجّر قنبلة بانتقاده الشديد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الفائز في رئاسيات 2007، حيث أشار إلى الأصول اليهودية لساركوزي واللوبي اليهودي الداعم ل، في معرض تمسكه بمطلب اعتذار فرنسا للجزائر عن استعمارها لها، وقال الشريف عباس لصحيفة "الخبر" وقتها "تعرفون أصول رئيس فرنسا وتدركون الجهات التي جاءت به إلى الحكم، ألا تعرفون أن السلطات الإسرائيلية أصدرت طابعا بريديا عليه صورة ساركوزي في عز حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية؟ ثم إن التحاق شخصيات محسوبة على اليسار الفرنسي بحكومة اليمين التي يقودها ساركوزي، تحمل دلالات عميقة"، ويشير هنا إلى برنار كوشنير، وهو التصريح الذي قلب الدنيا عليه وجعل وزير الخارجية الفرنسي السابق برنارد كوشنار يطلب عدم رؤيته بين مستقبليه أثناء الزيارة الرسمية التي قادت ساركوزي إلى الجزائر في ذلك العام، وهو ما كان له ولرئيسه! لكن الشريف عباس قال إنه لم يشأ الحضور حتى لا يُحرج أحدا.

 

بن بادة: المتمرّد على حزبه

وزير التجارة المغادر مصطفى بن بادة دخل هذه العام السنة 14 في الاستوزار. بدأ حياته السياسية نائبا عن حركة مجتمع السلم في المجلس الشعبي الوطني لعهدتين من 1997 إلى 2002 شغل أثناءها رئاسة لجنة الفلاحة في البرلمان، ثم فاز بعهدة ثانية من 2002 إلى 2007.

عُين من 2002 إلى 2010 وزيرا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفي 2010 عين وزيرا للتجارة خلفا لزميله الهاشمي جعبوب، الذي انسحب من الوزارة استجابة لقرار حزبه (حمس) مقاطعة المشاركة في الحكومة بعد "تمرّدها" على التحالف الرئاسي الداعم للرئيس بوتفليقة، غير أن بن بادة (الحمسيّ) تمرّد على حزبه ورفض الانصياع لأوامر القيادة واستمر وزيرا للتجارة من 2010 إلى ساعة إقالته أمس، وهو شريك لزميله عمار غول في التمرد على الحزب الذي تكونا فيه، وقد اضطرت قيادة حمس لفصلها نهائيا من صفوف الحركة.

 

محموذ خذري: بين الصناعة والعلاقات مع البرلمان

محمود خذري، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، راوح بين هذه الوزارة ووزارة الصناعة. عُين وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان في 2003 وفي 2005 نُقل إلى الصناعة ثم أعيد إلى وزارته القديمة في 2007 وبقى هناك إلى أن غادر هذه المرة، وقد ألغيت هذه الوزارة في الحكومة الجديدة.

 

خليدة تومي: معاداة الإسلاميين ومصاريف بالملايير

غادرت خليدة تومي وزارة الثقافة بعد 12 سنة قضتها على رأسها. عينها الرئيس بوتفليقة في 2002.

عُرفت بمعارضة شرسة للسلطة من داخل صفوف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، وقد اضطرت لأن تطلّق الخط السياسي للحزب بسبب رغبتها في الاستوزار وكان لها ذلك تماما مثل زميلها في الحزب والاستوزار عمارة بن يونس، والذي انضمت لحزبه الجديد "الجبهة الشعبية الجزائرية" وباتت نائبة له.

عُرفت خليدة بعدائها الكبير للإسلاميين أيام كانت في البرلمان في 1997، كما اشتهرت بكثرة صرف المال العام على المهرجانات الغنائية ومهرجانات الرقص، وقد تعرضت لمساءلتين من الإسلاميين في البرلمان واحدة حول تصريحات لها حول "إساءتها للإسلام بتصريحات وصفت فيها بعض أركان الإسلام بأوصاف لا تليق"، والمساءلة الثانية تعلقت براقصات إفريقيات عاريات وبالأموال التي صرفتها وزارة الثقافة بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي في الجزائر، لكن خليدة كانت تفلت في كل مرة، وقد غادرت الوزارة لتعين مديرة للمركز الثقافي الجزائري في فرنس، ما يعني أنها ستظل قريبة جدا من "وزارتها".

غير أن الرقم القياسي لأطول مكوث في الوزارة حققه وزير التربية الأسبق أبو بكر بن بوزيد، حيث بقى 18 سنة كاملة، استمرت من 1994 إلى غاية 2012، انتقل خلالها بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية الوطينة، مع احتساب سنة سابقة كانت بين 93 و94 شغل فيها منصب وزير مكلف بالجامعات والبحث العلمي.

رشيد ثابتي

الوزراء المغادرون لحكومة سلال الثالثة



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق