العابرون ÙÙŠ قصص سرير Ùرنسية عابرة
بقلم Øسن العسبي
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
غطى، بمساÙات، كتاب صديقة الرئيس الÙرنسي Ùرانسوا هولاند، الصØÙية تراير ويلر، الصادر منذ أسبوعين، على الدخول السياسي والثقاÙÙŠ والأدبي بÙرنسا، بشكل جعل من أسرار ساكن قصر الإليزي، المادة الأولى لاهتمام الرأي العام هناك ÙˆÙÙŠ العالم.. خاصة وأن النص مكتوب بلغة صØÙية Ù…ØترÙØ©ØŒ Ùيها دربة الØكاية الصØÙية، تلك التي تهبها أجناس الروبورتاج والبورتريه والتØقيق، التي ليس اعتباطا أنها توص٠ÙÙŠ كل مدراس الصØاÙØ© العالمية ب "الأجناس الصØÙية" (les genres nobles). بدليل أنه، Øين تبدأ قراءة النص، تجعلك لغته ومبناه، لا تتركه من يدك Øتى تنهي آخر سطر منه. كي تخرج بخلاصة مركزيو واØدة هي أن الصØÙية انتصرت عبر الكتابة على السياسي.
لكن علينا، جديا أن لا نتسرع ÙÙŠ الØكم هنا. لأن الأمر أكبر من مجرد امرأة تنتقم من ما اعتبرته خيانة لها. دون إغÙال أن Øكم "الخيانة" هنا، لا يستقيم قانونيا، كون الرئيس والصØÙية ليسا زوجين بالمعنى القانوني، بل مجرد صديقين. وإذا كان هناك من سبق Øققاه معا، ضمن هذه الواقعة، التي سيطويها النسيان بسرعة، Ùهو أن Ùرانسوا هولاند يعتبر أول رئيس ÙÙŠ الجمهورية الÙرنسية ÙŠØعل من صديقة له، غير متزوج بها، سيدة Ùرنسا الأولى، ولو لشهور. ليكتب بذلك، سطرا ÙÙŠ دÙتر مغامرات رؤساء Ùرنسا النسائية، مختل٠عمن سبقوه. لأنه منذ الرئيس Ùليكس Ùور، الذي سكن قصر الإليزي بباريس، ÙÙŠ نهاية القرن 19ØŒ بين سنوات 1895 Ùˆ 1899ØŒ الذي توÙÙŠ عاريا، بين يدي Ø¥Øدة عشيقاته. بل، وقبله بكثير، منذ عهد الإمبراطور نابليون بونابارت، والقصر الرئاسي الÙرنسي يعيش Øكايات قصص خاصة بين رؤساء Ùرنسا والنساء، شكل الإستثناء ضمنهم قلة، لعل أبرزهم على الإطلاق الجنرال شارل دوغول، الذي لم تسجل عليه أبدا، أية مغامرة نسائية قبل وأثناء وبعد Ùترته الرئاسية.
بينما منذ جورج بومبيدو، Øتى Ùرانسوا هولاند، توزع رؤساء Ùرنسا، بين ربط علاقات مع عشيقات ÙÙŠ سرية تامة، امتدت لعقود، مثل Øال الراØÙ„ Ùرانسوا ميتران، الذي لم تكتش٠علاقته بأستاذة للتاريخ وإنجابه منها ابنته مازارين، سوى بعد أكثر من 20 عاما. وكذا علاقته السرية مع المغنية الشهيرة داليدا. وبين من كان ÙŠÙاخر بعلاقاته تلك، مثل Ùاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك. بل إن جيسكار ديستان سيصدر كتابا يص٠Ùيه بالتÙصيل بعضا من مغامراته الخاصة تلك. التي Ø§ØªØ¶Ø Ùيما بعد، أن بها الكثير من المبالغة، خاصة ربط علاقة مع الأميرة الراØلة ديانا.
إن الوقائع، المثيرة هذه، تدعونا ÙÙŠ الواقع إلى مقاربة أخرى، أعمق من مجرد تتبع Øكايات عابرة لرجال ونساء، ميزتهم أنهم مسؤولون عموميون، ÙÙŠ دولة قوية لها ثقل Øضاري مثل Ùرنسا. وهي مقاربة ثقاÙية سلوكية. لأن السر ÙÙŠ الوقائع تلك، كامن ÙÙŠ الجدر الثقاÙÙŠ الذي تتأسس عليه ثقاÙØ© الجسد غربيا ÙˆÙرنسيا، الذي هو مختل٠عن المعنى الليبرالي الأمريكي، ومختل٠عن ثقاÙتنا العربية الإسلامية. لأنه بالعودة إلى دراسات بعض من كبار Ù…Ùكري Ùرنسا، من طينة ميرلوبونتي، رولان بارث وميشال Ùوكو، نق٠بمتعة معرÙية أكاديمية، عند اهتمام خاص بدراسة علاقة الÙرد الÙرنسي تاريخيا، بجسده. التي هي علاقة تملك Ùردي خاص، ينظر إليه على أنه ملكية Øرة كاملة للÙرد، ÙŠØقق من خلاله اللذة ÙÙŠ معانيها المادية والروØية والرمزية. وأن الجسد ليس وديعة لديه، كما نجده ÙÙŠ المعنى الثقاÙÙŠØŒ المؤطر دينيا، ÙÙŠ ثقاÙتنا العربية. بل، نجده Øتى ÙÙŠ الثقاÙØ© السلوكية الأمريكية المتأسسة على مثال كنسي Ù…ØاÙظ للعائلة.
إنه بالعودة، مثلا، إلى كتاب "شذرا خطاب عاشق" (fragment d’un discour amoureux) لرولان بارث، وإلى كل أطروØات ميشال Ùوكو Øول "نظام المعرÙØ©" وتاريخ الجنس سنكتش٠أن المعنى الوجودي لأن تكون امرأة وتكون رجلا، ÙÙŠ الثقاÙØ© الغربية مختل٠عن ذات المعنى ÙÙŠ باقي ثقاÙات العالم. بل Øتى الأدب الÙرنسي والإنجليزي والألماني، كله ممجد لذلك المعنى الوجودي للÙرد، ذكرا وأنثى. الذي نجد أن المرتكز Ùيه عند الرجل الÙرنسي والغربي، هو أن يكون مرغوبا Ùيه من الأنثى، وأن ينال رضاها. ما جعل كل وكد الرجل ÙÙŠ تلك الثقاÙØ© هو أن يكون مطلوبا ومعشوقا. ها هنا، نجد معنى تÙسيريا Øتى لسيرة كازانوÙا، التي هي شكل من أشكال الإنتقام من تلك السطوة الي للأنثى على الرجل ÙÙŠ تلك الثقاÙØ© السلوكية الغربية. لأنه ترسخ سلوكيا أن الرجل غير المرغوب Ùيه من الأنثى، يعيش كارثة وجوده كإنسان، يلخصها رولان بارث ÙÙŠ جملته العميقة، Øين يص٠انتظاره لأنثاه التي لم تØضر، قائلا إنه ترك مثل سلعة منسية على رصي٠مØطة قطار لم يأت أي Ø£Øد ليتسلمها.
ولو انتبهنا قليلا، سنجد أن النقيض هو المتØقق ÙÙŠ ثقاÙتنا العربية. وأيضا بأشكال قريبة ÙÙŠ الثقاÙØ© اليابانية والهندو – صينية، Øيث المركزي هو الرجل، وقدر الإناث أن تقتنص رضاه. ÙˆØين لا يهتم الرجال بالمرأة، Ùإنها تبور، ليس كعمر بل كمعنى وجود وكذات. وذلك قمة المأساة ثقاÙيا وسلوكيا بالنسبة لها. وليس اعتباطا هنا أن يقال "ظل رجل ولا ظل Øائط" وأيضا "الله يجيب ليك شي نقرة Ùين يغبر Ù†Øاسك". ها هنا Ù†ØÙ† بإزاء معنى ثقاÙÙŠ سلوكي، وها هناك Ù†ØÙ† بإزاء معنى ثقاÙÙŠ سلوكي آخر مخالÙØŒ كما تراكم تاريخيا. لأن الرؤية للجسد مختلÙØ© من هذه الثقاÙØ© إلى تلك. وبهذا المعنى، Ùإن قصص رؤساء Ùرنسا مع عشيقاتهم، جزء من ثقاÙØ© سلوكية لها سياقاتها التأويلية. ولن يعÙينا، هذا، أن نسجل معطى آخر، مثيرا، ÙÙŠ قصة الرئيس الÙرنسي هولاند والصØÙية تراير ويلر، هو أن Ùرنسا، كبنية Øضارية لإنتاج المعار٠خلال القرون الثلاثة الأخيرة (18/19/20)ØŒ قذ ظلت تصدر على العالم بÙطاØلتها الكبار ÙÙŠ السياسة (مونتيسكيو، نابليون، جون جوريس ودوغول...)ØŒ ÙˆÙÙŠ الÙكر والÙلسÙØ© (ديدرو، ديكارت، روسو، هنري بوانكاري، لاكان، ليÙÙŠ ستراوس، ميرلوبونتي، Ùوكو، بارث، سارتر ....)ØŒ دون نسيان الأدب والغناء والسينما.. لكنها، منذ ميلاد النظام العالمي الجديد، وميلاد نظام السوق، لم يعد نجومها العموميون، كمواضيع للإهتمام والمتابعة، وهذا عنوان أزمة جدي، لم يعد نجومها، واعذروني على هذه الخلاصة القاسية، سوى "العابرون ÙÙŠ قصص سرير عابرة".