وقال بن فليس في ندوة صحفية عقدها، الثلاثاء، بمقر حزبه حركة مجتمع الحريات"قيد التأسيس" بالجزائر العاصمة، وهو يعرض "كتاب أبيض حول التزوير"، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شارك فيها، أن"هناك حالة من الشغور تعيشها الجزائر، لاسيما من خلال المراسيم الرئاسية باتت معطلة وجامدة، والهيئات التي يتم تشغيلها بالنيابة والتفويض"، وهو يتعاطى مع أسئلة لصحفيين، موضحا هنا أن"عشرات السفراء لا زالوا ينتظرون تسليم أوراق اعتمادهم ببلادنا في ظل غياب من يمنحهم هذا القرار، وذلك بعد تبعثر وتشتت مركز القرار الوطني واستخلاف سلطة الدولة بسلطة جماعات الضغط والنفوذ والمصالح".

وتابع بن فليس وهو يحلل الوضع، إلى أنه"يتعين على الجميع أن يعرف أن المحطة الرئاسية الأخيرة لم تكن نهاية المطاف سوى وسيلة للإطالة من عمر شغور السلطة وأزمة الشرعية وأزمة المؤسسات"، وبهذا المنظور-يضيف بن فليس- إن"التاريخ السياسي لبلادنا سيسجل لا محالة أن الاقتراع الرئاسي الأخير قد ساهم بقدر كبير في تفاقم أزمة نظام حقيقية يواجهها البلد اليوم بقلق مشروع".

وقال الخصم اللدود للريس بوتفليقة، إن "القيادة السياسية للبلد مهتمة ومنشغلة بتسيير شغور السلطة والتعتيم عليه لا بشؤون الأمة الحيوية، وهو شغور اتضح للعيان واكتملت فيه كل الأركان المادية والقانونية والسياسية".

على صعيد آخر دعا بن فليس إلى"ضرورة سحب تنظيم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة من قبضة الجهاز السياسي والإداري الحالي المهيمن، وتخويل صلاحيات السهر عليها كلية إلى هيئة مستقلة وسيدة".

وفي سياق تبريره لمطلبه، أوضح بن فليس في هذا السياق، أن"الجهاز السياسي والإداري قد اثبت عجزه المفضوح على تنظيم اقتراعات سليمة وشريفة وهو الذي جعل منها مجرد عمليات مخجلة هدفها القيام بمحاصصة انتخابية توزع فيها الحصص من الأصوات حسب معيار واحد ألا وهو مكافأة الولاءات ومعاقبة الخروج عن الطاعة".

وأكد بن فليس أن"التزوير كأداة للسلطة أضحى في حد ذاته منظومة لها منطق خاص بها، ولها غاية تميزها ولها علة وجود تضبط سريان مفعولها"، مظيفا "أن الأرقام المغشوشة التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية الماضية كانت بمثابة استفتاء جائر للإبقاء على حالة شغور السلطة التي يعاني البلاد بأكمله اليوم من توابعها المقلقة وتداعياتها المخيفة".