الرئيسية سياسة كل الأحداث

تساؤل..

رئاسيات 17 أفريل مصالحة مع التاريخ، أم فرصة أخرى ضائعة؟


15 أفريل 2014 | 07:31:42
shadow


الكاتب :


تجتهد مبادرات "المرحلة الانتقالية" في رسم معالم ما يجب أن تكون عليه خطوات ما بعد الرئاسيات. وتعددها لا يسهل من تعبيد الطريق لإنجاح رؤية، قد تغرق وسط صراعات حول الزعامة.

تتقاطع أكثر من مبادرة حول ضرورة اعتماد أسلوب الوفاق الوطني كورقة رابحة للخروج من الأزمة السياسية. والسلطة التي تتغذى من الأزمة، وتتقوى بتهديدات محتملة وأخرى مفترضة، لم ترم المبادرات بالرفض، وإنما دخلت في لعبة رفع مبادرة الإصلاح عن طريق المشاركة، والذهاب إلى  مرحلة انتقالية.

فهل تحولت "الانتقالية" إلى موضة؟ أم توجد فعلا نية حسنة لإنقاذ البلد من محنة التيه المستمرة منذ عقود؟

نبهت نبضات الحملة الانتخابية التي نشطها ممثلو الرئيس بوتفليقة إلى وجود مستويين في التعامل مع مبادرات ونداءات المرور إلى مرحلة انتقالية، تنهي الأزمة بالتشاور. فالمستوى الأول، يجعل من الفكرة وكأنها من صميم برنامج الرئيس. وثان، ميزته الانقضاض على أصحاب المبادرات، بالهجوم على حمروش وأحزاب المقاطعة، وعلى حركات رافضة للعهدة الرابعة على غرار بركات، أو باستغلال فقرات رسالة لمبادرة. وهو ما كان مع رسالة الرئيس زروال.

لا يشكل اختلاف وجهات النظر عائقا أمام البحث عن حلول. المشكلة أنه لا وجود لنية خالصة للتغيير. فبناء الحملة الانتخابية للرئيس المترشح على أساس أن التغيير سيغرق البلد في الفوضى، هو بمثابة الجواب القاطع والنهائي، الذي يعبر عن رفض أي مبادرة تأتي من خارج نواة السلطة. والحديث عن وجود خلافات داخل السلطة، لا يصل إلى مستوى الخلاف حول البقاء في الحكم. فالمجموعة الحاكمة لم تنهل من ثقافة الانتخابات والاختيار الحر. تربت وكبرت وسط محيط الشك في كل شيء، والخوف من الجميع. لهذا كانت ردودها على مبادرات ورسائل التغيير بالمشاركة وبالوفاق، عبر المساس بالأشخاص.

ولا يختلف حال تعديل الدستور عن الانتخابات. فالتعديلات السابقة تمت في معظمها لأغراض محددة، خدمة لحسابات السلطة في زمن التعديل. وأكثرها معاني وآثارا، هو تعديل 2008 حيث تقرر تأميم السلطة إلى ما شاء الله من السنين. وعلى ما يبدو، فإن الهدف - المصلحة المشتركة هي التي توحد بين المتناقضات التي تشكل محيط الرئيس. وما يزيد في قوتها هو انقسام المعارضة وتشتتها وراء مبادرات، معظمها جاء في شكل رسائل كأن أصحابها يقولون "اللهم إنا بلغنا".

لم تكن الحملة الانتخابية نظيفة. سبقها هرج كبير عن معجزة جمع أربعة ملايين استمارة موقعة لرئيس مترشح في أقل من أسبوع. ولم تكن نظيفة منذ "دائما"، حين قررت أن تكون الانتخابات تحت رحمة لجنة تكون بمثابة عينها الساهرة على العملية.

استمرار المعارضة على ما فيه من خصام وتقسيم، معناه إطالة عمر احتكار الحكم، وتأجيل الاحتكام إلى الصندوق، ويفتح مخاطر أمام حركة الشارع ليدخل بفوضى في الفوضى.

قد تكون السلطة تتحكم في خيوط تحريك الدمى، لكن يبقى بين أيدي المعارضة أن تحدد ما إذا كانت تستعيد المبادرة بالاجتماع على موقف ومبادرة توافقية. بالأمس اجتمع مصالي مع فرحات عباس والعلماء..

hakimbelbati@yahoo.fr

 



مواضيع ذات صلة

التعليقات

  1. احمد عماري   22 أفريل 2014

    انه لعمر ي فرصة ضائعة ، صيعها محيط الرئيس الذين أحاطو واحتاطو لمراكزهم و مصالحهم على حساب الإرادة الشعبية ، الذين يضن الطبالين و ااصحاب المراكز ان الشعب قاصر و يجوز لهم الحلول محله بالتزوير.

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق