الرئيسية ثقافة تاريخ

إصدار جديد: آلبير كامي بين عداء الجزائريين وتهافت الأقدام السوداء


15 أفريل 2014 | 09:27:50
shadow


الكاتب :


رصدت كل من عفيفة برارحي، كريستيان شولي عاشور، أمينة بقاط، وبوبة ثابتي محمدي، كيفية تناول الكتّاب الجزائريين مواقف وكتابات الروائي الفرنسي آلبير كامي، في كتاب صدر عن منشورات "القصبة" بعنوان "الجزائريون يقرأون كامي".

قالت عفيفة برارحي، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة الجزائر، أول أمس، خلال تقديمها للكتاب الجماعي الصادر عن منشورات "القصبة" بمركز "لي غليسين"، إن مشروع رصد جميع كتابات الجزائريين حول كامي، ابتداء من رسالتي مولود فرعون وطالب الإبراهيمي خلال حرب التحرير، مرورا بما كتبه كاتب ياسين، إلى غاية الكتابات الراهنة، من كتابات مايسة باي وبوعلام صنصال، تهدف إلى التعرف على مواقف المثقفين الجزائريين من كامي، الكاتب المثير للجدل.

ومن جهتها، تحدثت الناقدة كريستيان شولي عاشور مطولا عن بداية تمخض هذه الفكرة، وكيف تم المشروع الذي كان من المفروض أن يندرج ضمن سنة 2013، وهي الذكرى المئوية لميلاد آلبير كامي. وذكرت أن هذه المناسبة عرفت صدور عدة كتب في فرنسا وفي العالم، وهي كتابات لا حدّ لها، تتناول أعمال كامي ومواقفه السياسية. وقد سبق لشولي أن نشرت كتابا بعنوان "كامي والجزائر" تطرقت فيه إلى علاقة آلبير كامي بالجزائر، بما في ذلك حكاية العدالة والأم، وميل كامي إلى أمه ضد العدالة.

 وأوضحت أن المشروع والكتاب الصادر حديثا عن منشورات "القصبة" كان جماعيا، حيث قامت الباحثات بجمع كل ما كتبه الجزائريون عن كامي، وهو عدد كبير. وقالت: "هناك من كتب مقالا واحدا، أو رسالة واحدة، ولكن هناك من كتب الكثير من المقالات وشارك في العديد من الملتقيات الخاصة بكامي مثل مايسة باي، التي تقول إنّ إحدى رواياتها مستوحاة من روايات كامي. ومن المهم معرفة الكتّاب الجزائريين الذين تأثروا بكامي وبأدبه، أمثال كمال داود وسليم باشي وصالح خمريش، الذين أصدروا روايات متأثرة مباشرة بصاحب "الغريب".

كما توقفت المتدخلات عند حادثة قافلة آلبير كامي التي منعت في الجزائر تحت تأثير مجموعة من المثقفين الذين يعتبرون كامي كاتبا استعماريا. ولم يذكرن الكتابات حول كامي بالعربية، باستثناء جملة لحميد عبد القادر في الصفحة 20 من الكتاب، في إطار حوار أجراه مع كريستيان شولي عاشور بمناسبة صدور كتابها حول كامي.

وأثناء النقاش، عاد الجدل حول موقف كامي من الثورة التحريرية واستقلال الجزائر وموقفه من الأحكام بالإعدام ودفاعه عن بعض المحكوم عليهم بالإعدام من الجزائريين باستثناء من تلوّثت أيديهم بدماء المدنيين، كواضعي القنابل في أماكن عمومية. وقالت كريستيان عاشور صراحة إن كامي فضل الوقوف إلى جانب الأقدام السوداء، ولم يعترف بحق الجزائريين في الاستقلال، كما لم يطالب بإلغاء النظام الاستعماري، بل اكتفى بأن طلب منه أن يدخل قليلا من العدالة على الجزائريين كما لو أنه يمكن للنظام الاستعماري أن يكون عادلا، وهو التناقض بعينه. لذلك فهو يحظى بشعبية وقداسة عند الفرنسيين من الأقدام السوداء، لأنه دافع عن بقائهم في الجزائر وعدم الانفصال عن فرنسا، وهو القائل دوما إنه فرنسي من الجزائر.

ياسين مراد



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق