معابر: بقلم Øميد عبد القادر
الربيع العربي وخدع ما بعد الØداثة
الكاتب :
استخلص الباØØ« والأكاديمي غريغوار ميرشو، ÙÙŠ دراسة نشرها ÙÙŠ صØÙŠÙØ© "لوموند ديبوماتيك" أن الثورات العربية الأخيرة، أو ما Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ بالربيع العربي، تندرج ضمن Ù…Øاولات النظام العالمي الاستهلاكي الجديد تقويض والØد من عمل الدولة الرعائية ÙÙŠ العالم العربي. واعتبر أن هذا النظام "لا يريد للديمقراطيّة المÙخّخة تمكين الجماهير من التØكّم ÙÙŠ مصيرها، وإنّما هي أداته ÙÙŠ اقتØام الØدود وإعطاب الدولة القوميّة المركزيّة الصغيرة، Øتّى يتسنى لهذا النظام قولبة البشر وإزالة العوائق الإنسانية والأخلاقية.أما عن الهد٠من هذه العملية، Ùهو تØقيق تسليع الشعوب المستهدÙØ© وما لديها من رساميل معنوية وماديّة واستباØتها، بغية إعادة التقسيم والهيكلة لدويلات على قواعد مذهبيّة أو دينيّة أو إثنيّة"ØŒ Øيث ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ سواسية مثل أسنان المشط الأمريكي الذي يصÙÙ‡ ميرشو بالبلاستيكي. على أثر ذلك "يتمّ التخÙي٠من عبء الهويّة والضمير والاختيارات الأخلاقية المركّبة". ويتمّ Ø·Ø±Ø Ø³Ù†ØºØ§Ùورة مثلاً أعلى ÙŠÙØتذى به، وهي بلدٌ معقّم من التاريخ والذاكرة، إذ أنّها شوارع إسÙلتية عرضيّة وأبراج إسمنتية تشكّل مجموعة هائلة من المصانع، والمتاجر والملاهي. هذا ما ÙŠÙراد (ولكن على شكل٠أسوأ) لبلدان٠كمصر ولبنان والأردن وسوريا وغيرها من البلدان العربية وغير العربيّة، من خلال تجزئتها إلى كيانات مصَغرة ممصوصة القوى على شكل جزر٠مقطوعة الأوصال، منهوبة متاØÙها وكنوزها الأثريّة وثرواتها الطبيعية كما Øصل ÙÙŠ العراق وليبيا ويØصل اليوم ÙÙŠ سورية.
وأضا٠ميرشو، استنادا إلى استنتاجات المÙكر الراØÙ„ عبد الوهاب المسيري، بالأخص ÙÙŠ كتابه الشهير "الØداثة وما بعد الØداثة.. Øوارات القرن الجديد"ØŒ أنه بهذا المعنى يمكن القول بأنّ النظام الجديد هو إمبريالية ما بعد Øداثية، Øيث سيجد الإنسان Ù†Ùسه ÙÙŠ عالم٠بلا تاريخ وبلا ذاكرة (كما ÙŠØصل ÙÙŠ العراق ÙˆÙلسطين ÙˆÙÙŠ سورية)ØŒ تتÙكّك Ùيه علاقة الدال بالمدلول، وينزلق Ùيه الإنسان من الخصوصيّة الإنسانيّة التاريخية إلى عالم الطبيعة والمادّة والجنس. تØيط به إمبريالية ناعمة ÙÙŠ دورانها مطابقة لدوران Øريّة السوق والاقتصاد، مدمّرة ÙÙŠ Ù…Ùاعيلها، تأبى أن تسمّي Ù†Ùسها إمبريالية... وإنّما النظام الدولي الجديد.
وتكمن المخاطر ÙÙŠ معظم النظريّات ما بعد الØداثية، Øسب صاØب المقال، Øينما تÙضي باهتمامها وبمزيد من الإصرار لا إلى هدم نمط أشكال السلطة Ùقط، وإنما إلى تقليص مهمّات الدولة (من زاوية النظرية الاشتراكية)ØŒ التي يخيّل لها أنها هاربة منها لا تلبث أن تسقط ÙÙŠ غÙلة ÙÙŠ Ø£Øضان وقبضة السلطة الجديدة المتمثلة اليوم ÙÙŠ الليبراليين الجدد على اختلا٠ألوان جلدتهم. وجاء ÙÙŠ المقال: "من هذا المنظور، يمكن Ù„Øملة التأكيدات التهليليّة الاØتÙالية Ù„Ùرسان ما بعد الØداثة النخبوية وظلالهم ÙÙŠ عالم الجنوب، وبالتØديد ÙÙŠ المشرق والمغرب العربيين، أن تبدو ÙÙŠ قسم٠منها ساذجة ÙÙŠ تÙاؤليّتها، إن لم أقلّ مضلّلة إلى ØدÙÙ‘ خطير ÙÙŠ دعواها".
 والدليل الذي يقدمه ميرشو بشأن اعتداءات هذه الظاهرة الكونية، (والتي جعلته يستشهد بكتابات توني نيغري وميكاييل هاردت المعادية للعولمة المتوØشة)ØŒ يكمن ÙÙŠ كون أن "إيديولوجيّة إطلاق العنان Ù„Øرية السوق العالمية ظلّت باستمرار الخطاب المعادي لتدخّلات الدولة الرعائية للمجتمع، ما يعني أن ما بعد الØداثة أضØت مرادÙا لإزالة واضØØ© للدولة التي تكÙÙ„ الØماية الاجتماعية، بعد أن Ø£ØµØ¨Ø ÙŠÙ†Ø¸Ø± إليها كمراد٠للدولة القهرية والتسلطية".
ويعتقد ميرشو أنه مع انطلاق Øريّة السوق العالمية ÙÙŠ الثمانينيات (مع الØقبة الريغانية -التاتشرية) وبلوغ ذروة انتشارها ÙÙŠ التسعينيات من القرن الÙائت، على يد الولايات المتØدة ثمّ ØÙ„Ùائها، أصبØت Øرية السوق المعولمة تميل إلى تÙكيك Øدود الدول القوميّة، خاصّة ÙÙŠ بلدان الجنوب باعتبارها باتت تبدو، بنظر السوق العالمية، عقبات للأداء يقتضي خرق سياداتها، وإعادة هيكلتها أو تعطيل ما تبقّى لها من Øدود دنيا Øمائيّة رسمية، تتمّ ممارستها Ùقط مع الشعوب، أو استباØتها وتقسيمها على خلÙيّات دينيّة ومذهبية أو إثنية وجهويّة وقبلية (الاتØاد السوÙيتي، يوغوسلاÙيا، الصومال)... إلخ.
وخلص إلى أن إيديولوجيّة الاختلا٠العالميّة المتجذّرة من قبل السوق العالميّة لا تØرص جديّاً على الØركة الØرّة والمساواة والتكاÙؤ بين الأمم والشعوب، بل على العكس تقوم على Ùرض تراتبيات Ù…Øكومة بالتمييز القيمي Øسب الأصول الثقاÙية الجوهرانية كي يسهل اØتواء ومØاربة تنظيم العمال أو تكسير التضامن والتعاضد والتواصل ما بين الأÙراد أو الجماعات أو الشعوب، من أجل تØقيق المزيد من Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¨Ø§Ø Ù„Ø£ØµØاب الشركات متعددة الجنسيات عابرة القارات والقوميات.
Â