"يڨول" زارت البلديات الغربية المعنية بموسم الاصطياف كأسطاوالي ورايس حميدو وباب الواديوعين البنيان... فكانت المفاجأة أن شواطئ تحولت إلى ورشات أشغال يصعب إستكمالها في الأسابيع القليلة التي تفصلنا عن الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف. ومن هذه الشواطئ "بالم بيتش" أو شاطئ النخيل ببلدية أسطاولي الذي يستقبل عادة مصطافين ليسوا من الشرائح الاجتماعية البسيطة. لكن "بالم بيتش" هذا العام لم تتخلص بعد من نفاياتها وروائح قنوات الصرف الصحي التي تنبعث من تحت جسرها... ناهيك عن ورشة البناء التي لا توحي بأنها سترفع عتادها وتزيل كل رفاتها من الشاطئ قبل بداية موسم الاصطياف. ما أثار إستياء السكان وتجار المنطقة الذين ينتظرون أشهر الصيف تقريبا للعمل. أحد السكان هنا يقول "السنة الماضية، كانت البلدية قد انتهت من عملية التنظيف و التحضير لهذا الموسم في شهر مايو، أما هذه السنة فتأخرت في توفير الوسائل و الأماكن التي كان يجب أن تحضر لاستقبال السياح ، لأن منطقة أسطاولي مشهورة بشواطئها ، ومواقعها الترفيهية خاصة سهرات الكازيف وبالم بيتش توفر للزوار من مختلف ولايات الوطن مرافق الاقامة والمطاعم... زيادة على البحر...". وحاولنا الاتصال بأحد المسؤولين، رئيس بلدية "اسطاوالي" و وزارة البيئة، لمعرفة أسباب تأخر عمليات التنظيف، دون أن نجد أي مسؤول مخول له الرد على أسئلتنا .

وجهتنا الثانية كانت بلدية رايس حميدو، حيث وجدنا نفس أجواء "بالم بيتش"، اي ورشات غير منتهية على مستوى مينائها الاستجمامي، رغم انطلاق أشغال تهيئته منذ سنة على الأقل. ما يجعل الاستجمام في هذا الميناء وشاطئه الجميل شبه مستحيل على سكان رايس حميدو وغيرهم بسبب تلوث المكان. المسؤول الوحيد الذي وافق على إستقبالنا والتحدث غلينا هو نائب بلدية عين البنيان التي تتوفر على ثمانية شواطئ صالحة للسباحة. وتنوي بلدية عين البنيان، حسب نائبها السيد بولقرع "الاستعانة بالشباب في حملة تنظيف هذه الشواطئ، خاصة منها شاطئ الجميلة ومينائه الاستجمامي الذي يجلب آلاف السياح، لكن أحد المهتمين بشؤون البيئة السيد تيجاني عبد الكريم يعارض هذه الفكرة، معتبرا "عملية تنظيف الشواطئ خاصة والتنظيف عامة ليست مهمة بسيطة يقوم بها أي كان. فهناك نفايات خطيرة يجب جمعها بعناية كبيرة من قبل عمال مختصين...".

وتستعد عين بنيان من جهة أخرى لاستلام شاطئ ظل مغلقا لسنوات طويلة بسبب نزاع مع مالك المزرعة التي يمكن المرور منها إلى الشاطئ. وكان والي العاصمة عبد القادر زوخ قد زار شاطئ مزرعة عزوز مؤخرا وأمر بفتحه، غير أن صاحب المزرعة يبرر غلقه الطريق المؤدية إلى الشاطئ قائلا "كانوا يدخلوا للشاطئ غير ليفوايو وأنا درت الخير في البلدية والسكان كي غلقتو". علي عزوز هو رجل أعمال ووضعية مزرعته غامضة، إذ يقول أنه اشتراها عن أحد إطارات الأفالان سابقا... ولما أصرينا على الاطلاع على الوثائق التي بحوزته، تجنب لقاءنا مجددا وأرسل لنا أعوان من الادارة لطي الملف وعدم الحديث مجددا عن خبايا هذه المزرعة مادام أن الشاطئ سيفتح هذا العام وإنتهى الأمر.

أما شباب المنطقة، فهم سعداء بإعادة فتح الشاطئ الذي يحتفظون بذكريات كثيرة فيه، وإستغربوا لتصريحات مالك المزرعة، معتبرين من كان يقصد الشاطئ هم "العائلات، وخاصة النساء في الفترة الصباحية"... وتأسفوا للوضعية التي آل إليها شاطئهم، حيث ألتهمته النفايات والأوساخ...

سهام إصولاح