معابر: بقلم Øميد عبد القادر
لماذا وضعت٠كتابا Øول ÙرØات عباس؟
الكاتب : Øميد عبد القادر
لماذا لمّا وضعت كتابا عن ÙرØات عباس، قيل لي "لماذا تلتÙت لهذا الاندماجي؟" Ùأجبت "هنا مربط الÙرس، Ùقد كتبت الكتاب لأقول غير ما روج Øول الرجل". وبالÙعل Ùقد قيل الكثير عن ÙرØات ولهذا وضعت كتابا Øول ÙرØات عباس؟
ÙˆØاولت أطرا٠معادية للنخب والÙكر ÙÙŠ الجزائر أن تشوه صورته، Ùألصقت به جزاÙا تهمة الاندماج، دون التدقيق ÙÙŠ مواقÙÙ‡ وقراءة كتاباته التي تبرز الرجل ÙÙŠ صورة وطني كان ÙŠØمل الهم الجزائري.
وقصد إبراز براءة ÙرØات عباس من تهمة الاندماج التي لصقت به، علينا أن نعود لقراءة مؤلÙاته، ونضع مقارنة بينه وبين مثق٠اندماجي يدعى شري٠بن Øبيلس.
يعتبر شري٠بن Øبيلس مؤل٠كتاب "الجزائر كما يراها أنديجان" نموذج المثق٠الاندماجي، ويعد كتابه مراÙعة من أجل الاندماج والارتباط بÙرنسا بعد هضم ثقاÙتها والذوبان Ùيها. ويظهر بن Øبيلس ÙÙŠ كتابه، وبدون أدنى مواربة، اØتقاره للوسط التقليدي. ويرÙع ÙÙŠ المقابل من شأن المدنية الغربية.
وكتب ÙÙŠ الصÙØات الأولى من كتابه ما يلي: "هذا الØكم عبارة عن اعتراÙات Ù…Øتشمة صادرة عن أنديجان جزائري تربى وترعرع على المقاعد الÙرنسية. ÙŠØب Ùرنسا كثيرا ويعود الÙضل ÙÙŠ ترقيته لوظيÙته ÙÙŠ الإدارة الÙرنسية التي يعتر٠لها بتعليمه الØقيقة، ÙرÙض أن يكون من طراز الرجال الجاØدين.. لهذا Ùهو يريد التعبير عن اعتراÙÙ‡ ونيته ÙÙŠ تشييد ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØ¹Ù…Ø±Ø© الذي تستمر الجمهورية الثالثة ÙÙŠ تشييده".
ويعتقد بن Øبيلس أن الكولونيالية Øملت معها إلى الجزائر بذور التقدم والرقي لكل الناس. ومن ذلك جاء اعتقاده الجازم بأن الاØتلال الÙرنسي للجزائر Øتمية، على الجزائريين أن يخضعوا له كأنه قدر.
وعلى خلا٠بن Øبيلس وكثير من دعاة التيار الاندماجي ÙÙŠ Ùرنسا، لم ÙŠØتقر ÙرØات عباس الÙئات الشعبية يوما. كما لم ÙŠØتقر وسطه التقليدي. وكان يعتقد وهو يطالب بالاندماج الواعي والØصول على الأØوال الشخصية وإعطاء الÙئات الشعبية Ùرصة التخلص من بؤسها نهائيا. وذلك ما ÙŠÙسر إقدامه على نشر مقالاته ÙÙŠ جريدة الإقدام التي كان يشر٠عليها الأمير خالد، والتي كانت تولي اهتماما كبيرا بقضايا مرتبطة بالÙئات الشعبية، ولم تكن تتراجع أو تبدي خوÙها عندما يتعلق الأمر بتوجيه النقد اللاذع للإدارة الاستعمارية.
ويأتي دÙاع ÙرØات عباس عن قيم الإسلام انطلاقا من اعتقاده الراسخ ÙÙŠ أن الÙرد Øتى وان كان داهية، ÙŠÙقد قيمته إذا عاش بعيدا عن جماعته. لكل هذا أثارت Ø£Ùكاره القائمة على الدعوة الصريØØ© للتمسك بالأصالة ØÙيظة مثقÙÙŠ الاندماج الكامل، Ùاعتبروا مسألة التوÙيق بين الإسلام (الأصالة) والمدنية الغربية (الØداثة)ØŒ كما كان يدعو ÙرØات عباس Ùكرة، تتعارض مع الميولات الرامية للولاء.
وبالإضاÙØ© إلى تمسكه بالوسط التقليدي، وق٠ÙرØات عباس ÙÙŠ "الشاب الجزائري" ضد طروØات البرجوازية المØلية الداعية إلى الاندماج، ضاربا عرض الØائط طموØات عامة الناس، Ùلم يتوق٠عن ÙØ¶Ø Ù‡Ø°Ù‡ الÙئة Ùكتب: "Ø±ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¬Ù†ÙˆÙ† التي تهب على بورجوازيتنا المتعÙنة بينما ÙŠØتضر عرقنا وسط الجهل والبؤس".
إن اندماج ÙرØات عباس لم يكن يعني أبدا تخصيص النخب وإغÙال عامة الناس، عملا Ø¨Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ¹Ù…Ø§Ø±ÙŠ الانتقائي. Ùعباس كان يعتقد أن امتيازات البعض ستؤدي Øتما إلى بؤس البعض الأخر، وتÙاقم الÙوضى الاجتماعية والانقسامات الطبقية داخل النسيج الاجتماعي، وذلك ما كان يرÙضه عباس بشدة.
إن ÙرØات عباس مثق٠متصلب وعنيد ÙÙŠ مواقÙÙ‡ لا يقبل النÙاق والمواربة، Ùكان يعتقد أن الظاهرة الكولونيالية Øماقة يجب أن تنتهي، الأمر الذي جعله يبتعد عن بن جلول ابتداء من سنة 1937 ويقترب شيئا Ùشيئا من الطروØات الوطنية الراديكالية ومن مصالي الØاج، وانتهى به الأمر إلى الالتØاق بالثورة سنة 1956 وشغل منصب أول رئيس للØكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. Ùالمطالبة بالاندماج كانت مرØلة ÙÙŠ Øياته، انتهت مبكرا.