الرئيسية ثقافة فن

عرض بقاعة ابن زيدون برياض الفتح

طارق تقية يبحث عن أصل أزمة العالم العربي في "ثورة الزنج"


لقطة من فيلم "ثورة الزنج" لطارق تقية

01 جوان 2014 | 22:56:00
shadow

صرح المخرج طارق تقية، أنه كتب سيناريو فيلمه الجديد "ثورة الزنج"، قبل اندلاع ما أصبح يسمى "بالربيع العربي"، وجاء على شكل صيحة ضد تحول العالم اليوم إلى بؤرة يصعب فيها العيش بسبب غياب العدالة والمساواة.


الكاتب : ياسين مراد


 

وأضاف تقية عقب عرض الفيلم بقاعة "ابن زيدون" بالجزائر العاصمة،الأحد، أن عمله "يسير على وتيرة بطيئة، لكنه يبرز التناقضات بين الماضي والحاضر"، موضحا أن الثورات القديمة في العالم العربي ما تزال مستمرة، وتأتي من عمق التاريخ.

تتمحور أحداث فيلم "ثورة الزنج"، حول شخصية صحفي جزائري يدعى ابن بطوطة مهووس بالبحث في انتفاضة منسية في التاريخ العربي الإسلامي، تدعى "ثورة الزنج"، التي جرت في عام 255 هجرية، وأنهكت دولة الخلافة العباسية قبل أن تقضي عليها، وكان عماد هذه الحركة في بادئ الأمر بعض العرب المغامرين من المهالبة والهمدانيين وغيرهم، أما الفئات التي شاركت فيها فهي متنوعة: الزنج، أهل القرى، العرب، عشائر عربية ثائرة على السلطة المركزية.

وتدور أحداث الفيلم على وقع سعي الإنسان للبحث عن الحقيقة، في عالم يعيش أزمات متعددة، بعضها اقتصادية مثلما هو الحال في اليونان، وبعضها الأخر طائفية كما يجري في بيروت، إضافة إلى الانتفاضة في فلسطين، مرورا بالتمزق العراقي.

وبمجرد أن يستمع "ابن بطوطة" لحادثة "ثورة الزنج"، وهو في الجنوب الجزائري، أين أرسلته جريدته لتغطية مظاهرات محلية، حتى يصاب بحمى البحث عن تفاصيلها التاريخية، ليدرك لاحقا بأنها ثورة قادتها الفئات المقهورة، التي ما تزال تحرك التاريخ منذ القدم، ومن هنا يقرر السفر إلى بيروت لتقصي الحقائق، فيتعرف على "نهلة"، التي قضت سنوات طويلة في المنفى باليونان رفقة أفراد عائلتها.

وأراد طارق تقية أن يشير إلى الشخصية ذاتها في فيلم فاروق بلوفة الوحيد (1979، سيناريو رشيد بوجدرة). وقد ولدت نهلة في العام الذي جرت فيه مجازر صبرا وشاتيلا (1982)، وتعبر في العمق عن شخصية الانسان الفلسطيني المُقاوم.

وقال تقية، بخصوص استحضار شخصية "نهلة" إنه يرغب في "طرح مصير القضايا المصيرية العربية في مقدمتها الثورة الفلسطينية بعد مرور ثلاثين سنة"، معتبرا أن الفيلم في النهاية هو عبارة عن تصور من أجل الحرية و تحرير الإنسان في البلدان العربية و في العالم.

يذكر أن فيلم "ثورة الزنج"، حاز على الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي لبلفور(فرنسا)، وجائزة "سكريب للسينما" التي تمنح سنويا لعمل تجديدي تكريما لأخويين لوميير. واستقبلته وسائل الإعلام الفرنسية بحفاوة كبيرة، إذ حيت قدرة طارق تقية على تقديم تحفة سينمائية تزخر بجمالية فريدة.



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق