"موازين" ÙˆØوار بين أب وابنيه..
بقلم Øسن العسبي
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
Â
لا Ø£Øب مهرجان "موازين"(اØتضنت العاصمة المغربية الرباط دورته 13 بين 30 ماي Ùˆ 7 يونيو 2014)ØŒ لأنه جعلني أكتش٠أنني دخلت زمن الديناصورات (Ùنيا). Ùجأة واكتشÙت أنني ما عدت شابا ياÙعا، كما بقيت أتوهم، Øتى البارØØ© قريب ("البارØØ©" Ù†Ùسيا هنا وليس بمقاييس الزمن الشاب). كما لو أنه (المهرجان) قد عراني أمام Øقيقتي، أنني أنتمي لجيل "قديم"ØŒ وجعلني أنتبه أنني بلغت الخمسين. كم كنت نسيت ذلك. لأنه ها قد كبر الأبناء، أصدقاؤنا الآخرون، الذين نتعلم منهم أيضا الكثير. لأن الأبناء كما تقول Øكمة ذلك الأديب اللبناني المهجري النبيل، جبران خليل جبران: "أبناؤكم ليسوا لكم، أبناؤكم أبناء الØياة". نعم منهم نتعلم ÙÙŠ رÙقة طريق الØياة، نعم هم من أصلابنا، لكننا ÙÙŠ نهاية Ø§Ù„Ù…Ø·Ø§Ù Ù†ØµØ¨Ø Ø±Ùقاء طريق ÙÙŠ درب الكينونة، لكل سلطته. نعم، تتنازع السلط تلك، تتداÙع، تتعايش، لكنها مستقلة.
لقد جعلني مهرجان "موازين"ØŒ أن أعيد اكتشا٠أبنائي بشكل مختلÙØŒ Øين رأيتهم، يلØون على مشاهدة أو Øضور هذا الØÙÙ„ أو ذاك. كان Øكمي مسبقا، أن زمن الÙÙ† الجميل، كامن ÙÙŠ ما مضى، من أغان وأشعار مغناة لقضايا إنسانية خالدة، وأن الزمن الجديد، زمن "الديدجي"ØŒ زمن "الميتال" وزمن "الراب" هو زمن Ùني مصنع، استهلاكي، لا ينتج غير الزعيق والضجيج واللامعنى. ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙƒÙ„ شاب يصعد خشبة Øياة ما، مجرد Ùتى ضائع ÙÙŠ زمن ضائع للمعاني. لكن Øين تأتيك الØقيقة من الأبناء، رÙقاؤك الآخرون الخاصون ÙÙŠ درب الØياة، تكتش٠أن الذي تغير ليس الدنيا، ولكن أنت. Ùتصعد إليك Ùجأة Øكمة الجنوب الأمازيغية، تلك التي تظل تذكرني بها دوما أمي : "الزمن دوما شاب". Ùكان لابد من السؤال للÙهم، ما الذي يعجب ÙÙŠ "ستروماي" (Øضر سهرته أكثر من 200 أل٠متÙرج وهو رقم قياسي) ÙˆÙÙŠ الجيل الجديد من منتجي القيم الÙنية عالميا وعربيا؟. لأن أول الطريق Ù„Ù„ØªØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹ الØقيقة، ليس المنع، بل Ù…Øاولة الÙهم والسؤال. القمع سهل، أما الÙهم Ùصعب.
هيأت ترسانة ريبرتوار ذاكرتي الÙنية، كي أداÙع عن وجود ثقاÙتي التربوية الÙنية، تلك التي صنعتني منذ شبابي الأول، بغاية أن أقنع الصغار، أن الجميل مضى وكان. أنصتا نعم، لكنهما، مارسا مكرا آخر للإقناع، هو أنهما تقبلا ماضي ذائقتي الÙنية كله، ناقشاه، استثقلا بعض الطول ÙÙŠ زمنه (أغنية تتجاوز 5 دقائق عندهما مملة)ØŒ ولم تهتز منهما شعرة واØدة Øين قلت لهما، ما كنت لا أتقبله من جيل الآباء Øين كنت ÙÙŠ سنهما: "نتوما سيØت الزربة" (أنتم جيل مستعجل). Ùأنا Ù…Ø³Ù„Ø Ø¨Ø£ØºØ§Ù†ÙŠ البيتلز والكونتري ميوزيك والريغي وروائع ليو Ùيري وبريل، Ùيروز وليلى مراد ونجاة الصغيرة ومØمد الØياني ومØمد عبد الوهاب وعبد الوهاب الدكالي وناس الغيوان بوجميع وجيل جيلالة ولمشاهب ومØمد الدمسيري ورويشة وإزنزارن عبد الهادي والØاج التولالي والØاج العنقا ..... ولائØØ© دÙوعاتي الÙنية طويلة طويلة. لكنهما بقيا صوتا ناÙرا، يداÙع بيقين عن أسمائهما الجديدة (مجموعة وان ديريكشن الإنجليزية، ثنائي داÙت بانك الÙرنسي، غالÙÙ† هاريس السكوتلاندي، برونو مارس الأمريكي، مجموعة Ùاي٠سيÙÙ† أو٠سامر الأسترالية، Ø¢Ùيتشي السويدي، داÙيد كيثار الÙرنسي، مارثن كاريتس الهولندي، ستروماي البلجيكي، جاستن ثومبرليك الأمريكي .... إلخ). Øاولت عبثا أن أقنعهما أن المشكل اليوم هو ÙÙŠ تراجع الإبداع الموسيقي، بسبب التخلي عن واجب التألي٠والإرتكان إلى التقنيات غير الأخلاقية (Ùنيا) اليوم، التي تعر٠ب "السومبلي" أي سرقة مقطع من هنا ومقطع من هناك وإعادة تركيبها بشكل جديد، وأن تقنية "الكوÙير" قاتلة. [مصطلØات "الكوÙير" Ùˆ"السامبلي" Ùˆ "الروبريز" هي لغة عالم الموسيقى العالمية الجديدة، وهي لغة شركات المال والإنتاج والإشهار. لكن ما همهما (أي إبني وابنتي) هو متعة النتيجة الموسيقية عندهما وعند أقرانهما. أي أن الأساسي عند أجيال اليوم، هو ØÙ‚ الإستهلاك، أما واجب الإنتاج Ùذلك تر٠يؤمن به جيل "الديناصورات" مثلي.
ÙÙŠ مكان ما، عادت إلي صور ماضي Ùتوتي وشبابي الأول (كم بعدت الآن)ØŒ عادت من خلال ذات النقاش الذي كان يجمعني بوالدي، Øين كان يمج أغاني بوب مارلي ولا يستسيغ كثيرا شكل ناس الغيوان، هو الذي سيقوم بمبادرة ما انتظرتها منه قط، Øين قرر أن يأخدني وأنا ابن 14 ربيعا لأØضر سهرة لناس الغيوان Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø¨Ù„Ø¯ÙŠ القديم للدارالبيضاء سنة 1978. لم يكن مهما عنده أن يتمتع هو، كان مهما عنده أن ÙŠØقق لي متعتي أنا. المثير أنه تغير هو أيضا ÙÙŠ علاقته مع تلك المجموعة المغربية من Øينها. علي الإعترا٠أن ذات الأمر تØقق معي اليوم، مع أبنائي، Øين جعلاني، بإصرارهما أعيد اكتشا٠أصوات Ùنية ممتعة Øقا، مثل المجموعة الإنجليزية "وان ديريكشن" Ùˆ الأمريكي "برونو مارس" عاز٠البيانو الشاب، والثنائي الÙرنسي "داÙت بانك" والمجموعة الأسترالية "Ùاي٠سيÙÙ† أو٠سامر" (خمس ثوان من الصيÙ).. لقد أعاد كل واØد منهما لي ريبرتوار الموسيقى العالمية التي صنعت جيلي، Øيث وجدت ÙÙŠ بعضهم صورة لمن كنت أعشقهم ولا أزال، مثل: بوب مارلي، إميليو هاريس، بوب ديلان، بول سايمن أند كارÙانكل، جون بيز، كيث سيÙنس، كيني روجرس، بينك Ùلوي، Ùيل كولينس، إريك كلابتن، بي دجيز، تريسي شابمن... إلخ.
ما الÙرق بين البارØØ© واليوم، مغربيا؟. أمس لم Ø£ÙØ±Ø Ù‚Ø· بØضور مباشر لتلك الأسماء الخالدة. اليوم، الجيل الجديد من المغاربة، منتمون أكثر لزمنهم، لأن لهم Ùرصة Øضور نجومهم المÙضلين Ùنيا، مباشرة تØت سماء البلاد. هذا درس آخر عن معنى التØول المغربي. شكرا "موازين".
Â
Â