حتى أن كريم طابو القيادي السابق في الأفافاس ومؤسس حزب غير معتمد بعد، قال أن "تأجيل موعد الندوة كان يساعد الجميع في الحقيقة لأن عقدها في حد ذاته يعتبر إنجازا سياسيا. لكن ماذا بعد هذه الندوة وحتى إذا خرجنا بالتوافق كيف سنقنع المواطنين به..."؟

أكثر الآراء تفاؤلا بنتائج الندوة هو رأي الاعلامي مصطفى هميسي الذي قال "هناك تقارب في المصطلحات وهذا تطور إيجابي، والآن هناك عمل قد يستغرق شهرين أو ثلاثة أو ستة لتحقيق التوافق...". لكن هناك آراء أخرى خيبت آراءها الندوة، خاصة عندما تناول ممثلو الفيس الكلمة وبدأوا تبليغ تحيات عباسي مدني للحضور.

وبعيدا عن التفاؤل والتشاؤم، أخذت مداخلات الشخصيات التي شاركت في الندوة كاطراف وقتا طويلا جعلت كل طرف تقريبا يستمع لمداخلة من ينتمي إلى نفس التنظيم أو الطيف السياسي فقط، وما عدا ذلك كانت القاعة أحيانا شبه فارغة، خاصة وأن الحرارة جد مرتفعة.

وما زاد من ملل الحضور أن كل متدخل أعاد إسماعهم الطرح السياسي وتحليله للزمة والأجندة التي يراها أنجع للخروج من الأزمة... دون أي تقدم عما سبق للجميع سماعه وقراءته عن تلك الشخصية أو ذلك الحزب.

هذا الوضع دفع سعيد سعدي للانسحاب من القاعة أثناء تلاوة علي بن فليس خطابه الذي أعاد فيه قراءة موقفه من مسودة تعديل الدستور وتجاوز الوقت المحدد له بكثير وإضطر أحمد بن بيتور الذي كان يسير النقاش لتذكيره مرارا بالوقت.

وكذلك الشأن بالنسبة لمولود حمروش الذي أعاد طرحه للأزمة وكيفية الخروج منها... وهو طرح متواز تقريبا مع علي بن فليس الجالس أمامه وكانا يتبادلان أطراف الحديث بإستمرار. فبينما يلخص بن فليس الأزمة في الرجل الواحد الذي إحتكر كل الصلاحيات، فحمروش يرى أن الأحزاب حتى لو إلتقت كلها فلن تستطيع تشكيل حكومة. ما الجدوى إذن من إلتقاء الأحزاب؟ حمروش لا يجيب مباشرة، لكنه تحدث عن إمكانية "التأريخ للتعددية في الجزائر بداية من اليوم (أي مع ندوة الانتقال الديمقراطي) وإمكانية "أن نبدأ من الآن في البحث عن التواق)...

أما مشروع أرضية الانتقال الديمقراطي الذي أعده المبادرون بالندوة، أي التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، فلم يتطرق إليها المتدخلون، وإن كان بن فليس إعتبرها "تساهم في إخراجنا من محتنا".

ومن المقرر أن تختتم الندوة في حدود الثامنة من مساء اليوم بالمصادقة على توصياتها، لكن بالنظر إلى وتيرة المداخلات، وإذا طالت المناقشة العامة المبرمجة بعد الاستراحة ، فقد تتأخر إلى ما بعد الثامنة مساء.