خوان كارلوس ÙˆØسن التراجع كأثر تاريخي
بقلم Øسن العسبي
الكاتب : كاتب صØÙÙŠ من المغرب
Â
كانت Ùتاتان تسبØان، ÙÙŠ بØر ما من بØور إسبانيا، Øين بدأت واØدة منهما تغرق، وصديقتها تطلب النجدة، Ùوصل النداء إلى أذن رجل ÙÙŠ الخمسين سنة من عمره، كان غير بعيد ÙÙŠ باخرته الصغيرة، ÙÙ‚Ùز ÙÙŠ الماء ÙˆØ³Ø¨Ø ÙˆØ®Ø§Ø·Ø±ØŒ وأنقذ الشابة تلك من الغرق. كانت المÙاجأة كبيرة، أن المنقذ ذاك هو الملك خوان كارلوس الثاني. كانت أسطورة الرجل الشعبية قد ولدت، هو الذي جاء لينقذ بلد الوليد كله من زمن الديكتاتورية العسكرية للجنرال Ùرانكو، ومن الانغلاق عن الÙضاء الديمقراطي، المÙضي إلزاما إلى الانتماء للÙضاء الأوروبي. ولأن لإسبانيا الكثير من أساطيرها، Ùإن ابنها خوان، الذي مهنته "ملك"ØŒ قد صنع أسطورة غير مسبوقة ÙÙŠ شبه الجزيرة الإيبيرية، لأنه أول ملك إسباني Ù…Ù†Ø Ù„Ù…Ø¯Ø±ÙŠØ¯ ملمØا إنسانيا ÙÙŠ ممارسة السياسة غير مسبوق. Ùتلخصت ÙÙŠ سيرته ÙˆÙÙŠ شخصه قصة التØول ÙÙŠ إسبانيا.
هل ستلد البلاد تلك، بلاد سرÙانتس، أسطورة مماثلة؟. جديا، صعب.
لأن الرجل قد امتلك ذكاء (Øين جاء ÙÙŠ اللØظة التاريخية المناسبة) أن يركب المجد بما يليق بالرجال الشجعان. بل إنه Øين كان الرصاص يلعلع ÙÙŠ Ùضاء الكورتيس الإسباني يوم 23 Ùبراير 1981ØŒ ÙÙŠ Ù…Øاولة للانقلاب على التØول الديمقراطي، الذي نسج هو خيوطه بØنكة عالية منذ 1975ØŒ خرج مثلما يخرج الأنبياء ÙÙŠ Ù„Øظات الامتØان، ليقول لزعيم الانقلابيين "أنطونيو تيخيرو"ØŒ أنه لا يريد لزملاء دراسته بالكلية العسكرية بمدريد أن يقدموا له تلك الخدمة الÙاسدة، ولا أن يدعوا منØÙ‡ تلك "الهدية المسمومة للاستبداد" وأمرهم أن يعودوا إلى Øيث يجب أن يكونوا كبارا، أي إلى ثكناتهم العسكرية عنوانا للشر٠ÙÙŠ الدÙاع Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø³Ø¯ عن Øرمة البلاد. وانتصر خطاب العقل ذاك، على صوت الرصاص الذي اØتجز برلمانيي إسبانيا ليومين كاملين. Øينها Ø³Ø¨Ø Ø®ÙˆØ§Ù† كارلوس ÙÙŠ المياه المصطخبة للسياسة بمدريد وأنقذ إسبانيا من الغرق مجددا ÙÙŠ الديكتاتورية العسكرية. Ùولد البطل السياسي الأسطورة.
جديا، Øين يتأمل المرء سيرة رجل مثل الملك خوان كارلوس، يكاد يراها أشبه بقصيدة أندلسية رائقة، ويكاد الخاطر يسائل بعضه، ما الذي كان سيقوله شاعر مثل Ùديريكو غارسيا لوركا، ذلك الغرناطي الطيب النبيل، الذي Øصدته رصاصات جنود Ùرانكو باكرا، Øول شخص مثل خوان كارلوس الملك؟. هل كان Ø³ÙŠØµÙŠØ Ø¹Ø§Ù„ÙŠØ§: "عاش الملك"ØŒ أم إنه كان سيردد ذات قصيدته الخالدة Øول الوردة:
"لم تكن الوردة تبØØ« عن الÙجر
خالدة أبدا على غصنها،
كانت تبØØ« عن شيء آخر.
لم تكن الوردة تبØØ« عن رايات
ولا عن ظلال.
كانت تبØØ« عن شيء آخر.
لم تكن تبØØ« الوردة عن Ù†Ùسها،
متصلبة ÙÙŠ الخواء، ÙÙŠ عنان السماء،
كانت تبØØ« عن شيء آخر".
أليس ذلك الشيء الآخر، هو المعنى الذي يصنعه الرجال ÙÙŠ اللØظات الÙارقة لامتØانات التاريخ، الذي له شذى العطر؟ أليس ذلك ما صنعه قدر رجل مهنته "ملك" اسمه خوان كارلوس الثاني؟. أليس هو الرجل الذي كان يبكي أمام وردة، ÙÙŠ Ù„Øظات إنسانيته الباذخة؟ أليس هو الذي رأيناه يبكي، أمام الموت، Øين جاء يعزي ÙÙŠ رØيل ملك المغرب، جاره وصديقه، الØسن الثاني، وجعلنا دمعه، نعيد اكتشا٠الØقيقة من جوانب ظلت Ù…Øتجبة، تماما مثلما يظل الجزء الخبيء للقمر سادرا ÙÙŠ سره الأبدي؟. أليس خوان هو الذي Ø¹Ø±Ù ÙƒÙŠÙ ÙŠØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ±ÙŠÙ† مع سؤال الوطن هناك ÙÙŠ مدريد؟ أليس هو الذي Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ أن يعيد للأندلس كل يعاسيبها الغائبة، تلك التي ظلت تصنع عسل المعاني النبيلة ÙÙŠ المناÙي؟. أليس هو من جلس إلى زعيم الشيوعيين الإسبان وزعيم النقابيين الإسبان، وقال لهم: أنا ÙÙŠ Øاجة لإعادة ترتيب معادلة سياسية، تكون Ùيها سماء البلاد بلون الØياة، لا لون الرماد؟.
خوان، النبيل، ها هو يترجل من كرسي الملك، كي يجلس على كرسي المجد ذاك الذي يصنعه Øسن التراجع كأثر تاريخي. أليست السياسة هنا، معه، قصيدة باذخة؟ أليست عنوانا للأخلاق السامية، نعم ثمة مجال لممارسة السياسة بأخلاق عالية. أليس ذلك ما Ùعله مع شاب آخر لإسبانيا، اسمه "Ùيليبي غونزاليس"ØŒ ذلك الشاب الذي قاد إسبانيا بسلاسة صوب الØداثة وصوب العالم، ÙÙŠ واØدة من أطول Ùترات Øكم للاشتراكيين بإسبانيا، ولبقاء وزير أول بÙضل تجديد الثقة Ùيه انتخابيا، 13 سنة كاملة ÙÙŠ الØكم. والذي غادر دنيا السياسة وهو ÙÙŠ 50 من عمره.
أيها الأندلس، ما أبهاك، هناك، بصÙصاÙÙƒ العالي. ما أجمل درس أبنائك، من لوركا ÙÙŠ قصيدته الخالدة، Øتى خوان كارلوس الملك ÙÙŠ قصيدته الأبقى.