معابر: بقلم Øميد عبد القادر
النقد ÙƒØالة طبيعية
الكاتب : روائي
Â Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø±ÙˆØ§Ø¦ÙŠ يصول ويجول ÙÙŠ Ùضاء الذاكرة، كما المؤرخ تماما. مع Ùرق واØد، وهو أن المؤرخ يبØØ« عن الØقيقة، ويروم الموضوعية، لتØويل الذاكرة إلى تاريخ. بينما يؤجج الروائي جوانب المأساة، ويبØØ« عن شخصيات تاريخية قاست وعانت Øتى أصبØت شخصيات روائية. ويسعى لنصرة الخير، دون أن يعلن عن ذلك، Øيث يضع الشرّ ÙÙŠ موضعه، ويكش٠عنه. Ùالروائي ÙÙŠ النهاية كائن أخلاقي، دون الاعتماد على الموعظة، وتكمن أخلاقه ÙÙŠ الكش٠عن Ù„Øظات الزي٠ÙÙŠ Ø£Øوال البشر.
وما أكثـر الشخصيات الهامشية ÙÙŠ تاريخنا الØديث. Ùقد وجدت، وأنا أنتقل بين الرواية والتاريخ، سهولة كبيرة ÙÙŠ نقل شخصيات واقعية إلى عالم الإبداع والمتخيّل. Ùالواقع الذي يسمى واقع ما بعد الاستعمار عندنا، يعدّ واقعا مأساويا، ولنقل روائيا بامتياز، دون أن Ù†Øسّ أننا ننأى عن الØقيقة.
وإذا كانت الرواية تØاكي عالم الهامش، وتقول ما لا يقوله المؤرخ الرسمي، Ùإن واقع ما بعد الاستعمار خلق مأساة روائية، سهلة الانتقال إلى الÙضاء الروائي.
شخصيات الرواية تأتي من الهامش، والهامش هو الذي يعطي التراجيديا Øبكتها. وكم من شخصيات تاريخية قاست وعانت من واقع ما بعد الاستعمار، Ùكان انتقالها Ù„Ùضاء الرواية Ù…Ùمكنا، بل وسهلا. ونلØظ أننا بلغنا وعيا متقدما ونØÙ† ننقل تراجيديا ما بعد الاستعمار إلى عالم الرواية. وكان الغرض من ذلك تقديم رؤية مغايرة لتلك التي نجدها ÙÙŠ التاريخ الرسمي الذي يتجنب الأسئلة الØرجة، ويرÙض الغوص ÙÙŠ قضايا ''المسكوت عنه''ØŒ بØجة إيجاد التجانس، والخو٠من المساس Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ©ØŒ وكأني بالروائي يمس بهذه الوطنية ويلØÙ‚ بها الأذى بمجرد أنه اقترب من أمكنة الظل، وغاص ÙÙŠ متاهات الذاكرة، ÙˆÙØ¶Ø Øماقات الÙاعلين وتجاوزاتهم. وهذا شيء لا يمكن تصوره، من منطلق عدم ارتباط الوطنية بالأشخاص، ومن منطلق مسؤولية الكاتب، بالأخص إذا كان كاتبا واعيا، يرÙض مسايرة طروØات أطرا٠مشبوهة تريد استعماله واستغلاله، لإبراز الجوانب السلبية ÙÙŠ كثير من المبادئ المؤسسة. وقد كثر الØديث ÙÙŠ السنوات الأخيرة مثلا، أثناء تناول شخصية العقيد عميروش، عن مسألة "لابلويت"ØŒ وقضية اغتيال المثقÙين، وذلك على Øساب دوره الوطني والنضالي. وكأن الصورة التي يريد البعض رسمها لهذا القائد الكبير، تتوق٠عند ما يعر٠بدوره ÙÙŠ قضية "الزرق". ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ù…Ù† هنا أن دور الروائي ÙÙŠ البلدان التي ما تزال تتعرض للهجمات الاستعمارية على مستوى الذاكرة والمخيال، هو Ù…Øاولة التمسك بخيط النقد، لكن ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت التشبث بالقيم المؤسسة للثقاÙØ© الجماعية، والØيلولة دون التشكيك Ùيها والنيل من أهميتها. وبإمكان هذا الروائي أن يساهم ÙÙŠ تØقيق هذا البÙعد، Øتى وهو واق٠ÙÙŠ الجانب الهامشي، أي دون الانخراط ÙÙŠ دواليب السلطة. وهذا ما أسميه بالوعي ÙÙŠ زمن التكالب الخارجي. لهذا من الضروري Ùعلا، نزع الخو٠عن النقد، واعتباره Øالة عاجية وطبيعية.
إذا كان المؤرخ (الرسمي لأن الأمر يتعلق به هنا) يتعامل مع الÙاعلين كأنهم أبطال، Ùإن الروائي ÙŠÙضل نزع صÙØ© البطولة عنهم، ويÙضل التعامل معهم كبشر، وهو ما يمنØÙ‡ صÙØ© الصدق. ولا أبالغ إن قلت، ÙˆÙÙ‚ هذه الØالة، إن الروائي (المبدع) ÙŠØوز على صÙØ© المؤرخ، مقارنة بالمؤرخ (الرسمي) الذي هو بصدد خلق مرويات بطولية وأساطير، وليس تاريخا. وعليه، يسهل علينا إطلاق تسمية الروائي (على سبيل السخرية) على المؤرخ الرسمي. وبالعودة إلى بول ريكور ÙÙŠ كتابه ''الذات عينها كآخر''ØŒ نجد مسألة ÙÙŠ غاية الأهمية، هي ''الÙضولية''. وهذه الÙضولية تØتل مكانة بارزة عند الروائي منه عند المؤرخ الرسمي الذي يميل إلى البقاء على ما هو موجود على السطØ. لذلك، كان الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ذكيا، لما كتب ÙÙŠ روايته ''مائة عام من العزلة'' ما يلي: ''للأشياء Øياتها الخاصة بها. وما القضية سوى إيقاظ أرواØها".
Â