الرئيسية سياسة أحزاب

رغم إبتعادها عن الملموس

ندوة مزافران بداية تحضير لما بعد بوتفليقة


11 جوان 2014 | 16:03
shadow

تجتمع التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي الأسبوع القادم من لتقييم نتائج ندوة مزافران والتحضير لتفعيل توصياتها.


الكاتب : محمد إيوانوغان


ومن أولويات التنسيقية الآن "تعديل أرضية الانتقال الديمقراطي على ضوء مداخلات الحضر في الندوة" أمس الثلاثاء، كما يقول عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم في صفحته على ال"فايسبوك". غير أن التنسيقية ستجد صعوبات كبيرة لاستخراج عناصر ملموسة من النقاش الذي جرى في خيمة فندق مازافران، كون المتدخلين طرحوا خطاباتهم ومواقفهم التقليدية دون التطرق في غالب الأحيان لمضمون الأرضية.

غياب النقاش إذن عن مضمون الأرضية، جعل المنظمين وكل الحاضرين في ندوة العاشر جوان يسارعون لطرح فكرة عقد ندوة ثانية لتصحيح اخطاء أو نقائص الندو الأولى. ومن هذه النقائصن يعد المحامي الأستاذ مقران آيت العربي مثلا "حضور البعض بأفكار مسبقة" وكذا كون "التيار الاسلامي طغى على الندوة وقراءة بيان بإسم الفيس، بينما وجوه الحزب المحظور تمت دعوتها فرديا وليس بإسم الفيس"... وحتى يتم تصحيح هذه الأخطاء، يتعين على التنسيقية أن تجتهد بنفسها في إعادة النظر في الأرضية التي عرضتها للنقاش حتى تجعل من يستجيبون لخطواتها القادمة إنما يستجين للأرضية وليس لحضور ندوة يقولن فيها ما يشاؤون.

ولعل رد فعل مولود حمروش حين سألته " يڨول" عن تقييمه للندوة مباشرة بعد إختتامها، مؤشر على أن الحاضرين لم يشعروا كلهم بأنهم شركاء فيها. فقد رد علينا حمروش "المنظمون هم من سيقيم انا مدعو فقط"، وإن كان بقاء الرجل إلى غاية قراءة التوصيات في قاعة الندوة وتصفيقه على نتائجها، دليل على الأهمية التي يوليها للحدث. في حين غادر وفد الأفافاس مباشرة بعد نهاية الفترة الأولى من النقاش والمتمثل في مداخلات الأحزاب والشخصيات، ما يوحي أيضا أن هذا الحزب غير ملزم بعد بتوصيات الندوة، خاصة وأنه برمج منذ فترة عقد ندوة للاجماع الوطني قد يدعو أحزاب التنسيقية بدوره للمشاركة فيها.

وتبقى أهم خطوة تنتظر تنسيقية الانتقال الديمقراطي هي تنصيب هيئة المتابعة، لمبادرتها. وهنا تكون الفرصة لتدعيمها بشخصيات أخرى أو أحزاب، ليصبح صوت المعارضة فعلا صوت واحد ويمكنها بعد ذلك التوجه إلى الشعب كما تنوي فعله عبر "تجمعات وندوات موضوعاتية وحوارات إعلامية...". وعلى صعيد الخطاب الايديولوجي، رغم "تقارب المصطلحات المستعملة من كل التيارات الممثلة في الندوة" كما أشار إليه الاعلامي مصطفى هميسي، يبقى هناك عمل ينتظر التنسيقية ك"ضرورة أن يلتزم الجميع بخطاب المسالمة" كما يشير إليه مقران آيت العربي، ردا على متدخل طرح فكرة التغيير عن طريق العنف. ويشير آيت العربي هنا دون ذكر المعني بالاسم "هذا الشخص لم نره في المعارضة يوما إلى أن جاء الربيع العربي...".

وفي إنتظار الخطوات القادمة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي، يمكن إعتبار وزن الشخصيات التي حضرت أول ندوة لها مؤشر على أن تحضير مرحلة ما بعد بوتفليقة هي التي إنطلقت من مزافران، ما جعل الجميع يحضر بحذر ويقظة.



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق