الرئيسية ثقافة أدب

بسبب تصريحات خاطئة لشاعر مصري

رشيد بوجدرة يتعرّض للهجوم من قبل الكتـّاب المصريين


رشيد بوجدرة

15 جوان 2014 | 15:04
shadow

يتعرّض الروائي رشيد بوجدرة، حاليا، للهجوم في مصر، إثر الحملة التي يشنها عليه عدد من الروائيين والكتاب المصريين، بعد أن نقل الشاعر المصري سمير درويش الذي حلّ ضيفا على المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، عن بوجدرة قوله: "لا يوجد أدب في مصر"، وهو تصريح خاطئ بنى عليه الكتاب المصريون ردودهم وتهجمهم.


الكاتب : ياسين مراد


والحقيقة أن بوجدرة قال: "الرواية المصرية تقليدية وليست حديثة، والمصريون نبغوا في كتابة القصة القصيرة".

تساءل الشاعر صلاح اللقاني، في تصريح لموقع "البوابة نيوز"، قائلا: "ماذا قرأ بوجدرة من أدب مصري ليكون حكمه عليه على الشكل الذي سمعناه من الشاعر سمير درويش؟"، وأضاف: "أما سؤال الأسئلة فهو عمّن يمثلون الأدب المصري والثقافة المصرية في المحافل الدولية؟ إن مراجعة للأسماء التي يرسلها اتحاد كتاب مصر، المأسوف على وجوده، لتمثيلنا في الخارج، ومن ترسلهم لجنة الشعر وغيرها من دكاكين الثقافة المصرية الفاسدة لتمثيل الشعر المصري عالميا تجعلنا نبكي دما".

بينما قال الكاتب الكبير علاء الديب: "إن تصريحات بوجدرة تعدّ نوعا من أنواع الأحكام العامة التي لا يصح أن تصدر عن مثقف، فهو يتجاهل دور مصر والمثقفين المصريين ودور القاهرة وكل محاولات التنوير التي قامت بها العاصمة المصرية في العالم العربي".

وأضاف الديب: "أعتقد أن المدرسين المصريين في المدارس الجزائرية حملوا معنى الحضارة المصرية داخل القومية العربية"، مؤكدا أن "الكُتاب والأدباء المصريين لم يعانوا يوما من ازدواجية اللغة، ولم نعانِ منها مثلما يحدث مع الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية".

أما الناقد الدكتور حسين حمودة، فقد قال ردا على بوجدرة: "إن علينا، أولا، أن نبذل جهدا كبيرا في تصديق أن رشيد بوجدرة قال هذا الكلام الذي قاله عن الأدب المصري، وعلينا، ثانيا، أن نبذل جهدا كبيرا كي نأخذ هذا الكلام بجدّية، ثم علينا، ثالثا، أن نفكر كيف يمكن أن نفسر هذا الكلام، وهل نردّ عليه أم لا؟ ربما تكون الثقافة المصرية قد تراجعت في العقود الأخيرة، وربما يكون النقد المصري قد انحسر دوره خلال هذه العقود، ولكن المؤكد أن الأدب المصري، الروائي والقصصي بوجه خاص، ظل يمثل- طيلة قرن كامل من الزمن- تجربة إبداعية عربية وإنسانية كبرى، وهذه حقيقة يصعب الاختلاف عليها بين المنصفين أو العقلاء".

وأضاف حمودة: "إن كلام بوجدرة يحيّرنا في أي سياق يمكن أن ندرجه؟ لا مجال هنا للتعصب الإقليمي الذي يمكن تفهّمه في دائرة كرة القدم وليس في عالم الأدب، ولا مجال هنا لـ"الغيرة" الإبداعية الفردية التي يجب ألا تذهب إلى هذا الحدّ من الإنكار والتجاهل لتجارب المبدعين الآخرين، ولا مجال هنا لردّ الفعل لتكريس دور مصر، الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى، بين البلدان العربية، على مستويات أخرى خارج تجربة الأدب، ثم لا مجال هنا للبحث العبثي عن حضور زائف عن طريق تصريحات جهيرة وطنّانة وصادمة هي، في البداية والنهاية، نوع من الضجيج الأجوف، لماذا علينا أن نبذل كل هذا الجهد في تصديق هذا الكلام عن الأدب المصري ثم في الردّ عليه؟ ثم لماذا يجب علينا أن نقع في كل هذه الحيرة من أجل تفسيره؟".

من جهته، قال الناقد الدكتور هيثم الحاج علي: "هذا الكلام لا يرد عليه، ولا أريد أن أقول إن الجزائر أدبها مهدّد بين الأدب العربي والأدب الفرنسي، ولا يجوز لشخص موتور، لمجرد أزمة "ماتش كورة" ّمررناه، أن يحكم على مصر بأنها ليس بها أدب". وأضاف علي: "أظن أن هذا الرجل يتحدث عن نفسه، فالكثير من أصدقائنا الجزائريين من كتاب وروائيين على رأسهم واسيني الأعرج، يعترفون بأدب مصر، كما أن هذا الرجل يعبّر عن تيار قليل جدًا يحاول أن يجد له جذورا ثقافية فرنسية".

وخلص الحاج علي: "هناك الكثير من الجزائريين الممسكين على الهوية العربية يعترفون بدور مصر، ولا أريد أن أقول بأن لديهم ولاء لمصر، ولكن أقول بأن لديهم الكثير من الاحترام لمصر وآدابها وفنونها وثقافتها، وهذه الآراء الشخصية لا يمكنها أن تؤثر على العلاقة الإيجابية بين الشعبين والثقافتين المصرية والجزائرية".



مواضيع ذات صلة

التعليقات

أترك تعليقا

شكرا لك تمت إضافة تعليقك بنجاح .
تعليق