معابر: بقلم Øميد عبد القادر
تØية للراØÙ„ Ùانسون غرو
الكاتب : stcloudhamid@yahoo.fr
لا تعثر، لسوء طالعك، وأنت تØÙ„ بالجزائر العاصمة، وتنزل من أعالي شارع ديدوش مراد (ميشلي سابقا)ØŒ على مكتبة عريقة اسمها "مكتبة الÙنون الجميلة"ØŒ التي يعود تاريخ تأسيسها إلى مطلع خمسينات القرن العشرين، Ùقد أوصدت أبوابها نهائيا، كما أغلقت تسع مكتبات خلال السنوات الأخيرة بين شارعي ديدوش مراد والعربي بن مهيدي بوسط البلد، وتØولت إلى Ù…Øلات لبيع الملابس، أو لمطاعم "الأكل السريع"ØŒ أو لوكالات بنكية.
اختÙت مكتبة "الÙنون الجميلة" من المشهد الثقاÙÙŠØŒ واندثر معها تاريخ عريق، ÙÙŠ الوقت الذي تبذل Ùيه الØكومة الجزائرية مجهودا كبيرا لدعم الكتاب الأدبي والÙني عبر استØداث صندوق دعم الكتاب، والمركز الوطني للكتاب، وانتشار Øمى القراءة، مقارنة بالسنوات الماضية.
كانت مكتبة "الÙنون الجميلة" ملتقى كتاب كبار أمثال صاØب جائزة نوبل للآداب ألبير كامي، وإيمانويل روبلس، والطاهر جاووت، وجان سيناك، ومولود معمري، ورشيد ميموني، ورشيد بوجدرة. Øتى أن ألبير كامي لم يكن يجلس، وهو ÙÙŠ الجزائر العاصمة، سوى ÙÙŠ مكتبتين اثنتين، هما مكتبة "الثروات الØقيقية" التي أنشأها إدموند شارلو، ومكتبة "الÙنون الجميلة" التي أنشاها Ùانسون غرو، ÙÙŠ مطلع الخمسينات. وكان Ùانسون غرو Ù†Ùسه يتردد على مكتبة شارلو، وهو ÙÙŠ ريعان الشباب، ويتابع ندوات ألبير كامي، وإيمانويل روبلس، اللذين كانا يعبران آنذاك عن الضمير الأوروبي الراÙض للنظام الاستعماري القائم على العنصرية.
وكان غرو شخصية مميزة، ومثيرة، Øيث كان مقربا من الأوساط اليسارية، ويقال إنه ساند الÙدائيين الجزائريين خلال Øرب التØرير، وهو الأمر الذي جعله يختار الجزائر، والجنسية الجزائرية، عقب الاستقلال، ولا يغادر البلد مع موجات الرØيل التي شهدت عودة مليون أوروبي إلى Ùرنسا.
كما يعد غرو شخصية Ù…Øببة لدى القراء وعموم المثقÙين الجزائريين، وهو من المكتبيين القلائل ÙÙŠ وسط البلد الذين خصصوا مقاعد جانبية للمطالعة، بدون شراء الكتاب. كما ألقى على عاتقه رعاية عدد من الكتاب الجزائريين، عبر تنظيم ندوات أدبية ÙˆÙكرية ÙÙŠ الطابق العلوي من مكتبته الصغيرة الواقعة ÙÙŠ وسط البلد، ÙÙŠ ØÙŠ أوروبي ذات طراز عمراني هوسماني.
اØتÙظت المكتبة بمكانتها، ÙƒÙضاء يرعى الآداب والÙنون، بÙضل جهود غرو، الذي وجد بعد الاستقلال نخبة مثقÙØ© ÙرانكÙونية، كانت تشكل آنذاك غالبية مطلقة بين النخبة المثقÙØ© الجزائرية. وكان يتردد على مكتبته، رغم رÙضه مسايرة الموضة الÙكرية اليسارية التي انتشرت ÙÙŠ الجزائر من الستينات إلى نهاية الثمانيات، مثلما هو الØال مع مكتبة "الاجتهاد" بشارع Øماني (شاراس سابقا)ØŒ Øيث كان يجد القارئ مؤلÙات منشورات "التقدم" السوÙيتية باللغتين العربية والÙرنسية، كتاب ومثقÙين من مختل٠التوجهات، وبالضبط من المتعاونين التقنيين الذين كانوا يساهمون ÙÙŠ تطوير التنمية الجديدة للجزائر المستقلة، ومن بعض الأوروبيين الذين Ùضلوا البقاء ÙÙŠ الجزائر، وعدم مغادرتها، إضاÙØ© إلى التروتسكيين، والماويين، وبعض الغيÙاريين. وقد ظل Ùانسون غرو Ù…ØتÙظا بتصور إنساني للثقاÙØ©ØŒ راÙضا للانغلاق الأيديولوجي.
ومن أهم مميزات Ùانسون غرو، طيبته، وثقاÙته الواسعة، وعشقه للأدب، وتمكنه من اللغتين الÙرنسية والإسبانية. وقد كان بمثابة "خواجة جزائري"ØŒ يملك تلك القدرة الÙائقة على تقديم "صوت مغاير للجرس"ØŒ غير الصوت القومي الذي انتهجه النظام الجزائري منذ الاستقلال، والذي كان يدعمه الØزب الØاكم، ونÙر من المثقÙين المعربين العائدين من Ù…Ù†Ø Ø¯Ø±Ø§Ø³ÙŠØ© إلى سوريا والعراق ومصر، Øيث تعلموا أبجديات القومية العربية.
ظل Ùانسون غرو نوتة مغايرة، ومختلÙØ© ÙÙŠ Ùضاء ثقاÙÙŠ وطني ما انÙÙƒ يسير ÙÙŠ جزء منه Ù†ØÙˆ العروبة والتعريب، ثم الأسلمة، إلى أن اغتيل من طر٠مسلØين متطرÙين، بتهمة أنه يهودي بقي مندسا بين الجزائريين. وقد تم الترويج لهذا الكلام، بالرغم من أن لا Ø£Øد أكد Ùعلا الأصول اليهودية لغرو، Ùلم يكن يعر٠بين أوساط المثقÙين سوى بعشقه للكتب، ÙˆØديثه المستمر عن الأدب والÙنون التشكيلية.
ASSIA 24 جوان 2014
كالعادة تØسن اختيار الØديث عن الثقاÙØ© Ùˆ الكتاب تجعل الكتاب ÙŠØكي Ùˆ تأخذ القارىء الى عالم أجمل منه لا يوجد Ùˆ تظهر Øقيقة ان الثقاÙØ© ينعها ايمان اشخاص بها مثل Ùانسون غزو جمالية القراءة Ùˆ المكتبات العريقة التي جلس Ùيها عمالقة الÙكر Ùˆ الادب انك تقول لنا بأن الكتاب مدخل اللى النبل Ùˆ الارستقراطية Ùˆ من منا لا يريد ان يكون نبيلا Ùˆ ارستقراطيا Ùˆ